أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - في السُقوطِ عِظاتٌ وبقدرِ الآمالِ يكونُ الغضبُ














المزيد.....

في السُقوطِ عِظاتٌ وبقدرِ الآمالِ يكونُ الغضبُ


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السُقوطُ هو الوقوعُ من عَلٍ، والجديد؟ هو تغيرُ الحالِ من حسنٍ لسيئ، من جاهٍ وسلطانٍ لبؤسٍ وسجونٍ، من عزٍ ورفاهيةٍ لحاجةٍ وفقرٍ والعياذُ بالله. السقوطُ يكونُ لسوءِ التدبيرِ ولغدرِ الزمانِ وقانا الله غدرَه. شَهدَت دولٌ عربيةٌ سقوطَ حكامِها، لكن مصر تفوقَت، أسقَطَت إثنين منهم في ثلاثةِ أعوامٍ لتدخلَ موسوعةَ القياسياتِ. لابدَ أن تكونَ العِظةُ إذن مَظلةَ من يتصدرُ لحكمِها ومفتاحًا لفهمِ طبيعةِ شعبِها بعد أن استغفَلَه من سقَطا.

العجيبُ، أن الحاكمان الذان سَقَطا تَشابها في أهم أسبابِ السقوطِ، وهي سوءُ الاختيارِ، سواء كان اختيارُ الوجوهِ التي تمثلُ النظامِ في السلطةِ التنفيذيةِ أو في البطانةِ التي تحيطُ بالكيانِ الرئاسي، ولا أحبُ مصطلحَ مؤسسةِ الرئاسةِ، فهي لم تكنْ إلا تكيةً، أما الكيانُ ففيه الصَلِبُ وفيه الهُلامي، وقد كان هلاميًا بامتياز. أسلوبُ اختيارِ من تَصدَروا للمسؤوليةِ والكاميرات والإعلامِ عَكَسَ فكرًا خائبًا، بالتَجربةِ، مَرَتان مُرَتان.

في فترةٍ طالَت لحسني مبارك اِنمحى في سنواتٍ قليلةٍ ما قد يُعتبَرُ حسنًا، إنتقاءُ الوزراءِ والشخصياتِ العامةِ في مجلسي الشعبِ والشورى والجامعاتِ ومؤسساتِ الدولةِ غَلَبَ عليه طابعُ المعاندةِ والمكابرةِ وتأديبِ النَّاسِ، حتى يظهرُ الرئيسُ بطلًا لما يزيحُ متجبرًا عَيَنه بنفسِه على كرسيه؛ من عُيِّنوا كانوا مجردَ أدواتٍ للتجميلِ، تجميلُ سيادةِ الرئيسِ. وزارتٌ تَدخُلُ كلَ بيتٍ تولاها من حَوَلوا حياةَ المصريين لتوترٍ وقلقٍ ونقمةٍ وعكننةٍ، فكرهوا الوزراءَ والنظامَ كلَه والحاكِمَ الذي عَيَنَهم وثاروا عليه قبل أن يثوروا عليهم. رؤساءُ جامعاتٍ يُخانقون أنفسَهم، وعمداءُ كلياتٍ من الجُبِ نُصِبوا وكأن المحترمين من الكفاءاتِ اِختفوا، لقد اِختفوا فعلًا، لكن من القرفِ. إعلاميون وكتابٌ اِمتهنوا النفاقَ غَيَبوا عن الحاكمِ بأمرِه الحقيقةَ، لم يَنقِلوا له أن النظامَ الذي تُكرَه وجوهُه يَسقُطُ. أسلوبُ تأديبِ المصريين ومعاندتِهم هو عنوانُ مرحلةٍ طالَت بلا منطقٍ، فثاروا كما يوجِبُ المنطقُ.

أما في فترةٍ لم تطلْ لمرسي، فقد سادَ منطقُ القبيلةِ، قبيلتي أولًا وأخيرًا، وكأن الشعبَ غَيرُ موجودٍ، ومش فاهم؛ وجوهٌ شتامةٌ كارهةٌ صارِخةٌ زاعقةٌ، انفَتَحَ لها كلُ بابٍ، نَفَّرَت الناسَ من عيشتِها، حتى كان يومُ السادس من أكتوبر 2012 القَشَةَ التي أسقَطَت نظامًا خًطَطَ للبقاءِ الأبدي. في هذا اليوم إحتَلَ مِنصةَ الاِحتفالِ من أفسَدوا عُرسَه وقَتلوا ودَمروا، هكذا عيني عينك، وكأن مصر بلا عقلٍ ولا وعي ولا شعبٍ؛ المصري لا ينسى أبدًا، يتذكرُ ويُخرجُ المستخبي عند الضرورةِ. كلُ أهلِ القبيلةِ من وزراءٍ ومسؤولين لم يخطرْ الرحيلُ ببالِهم، فارتكبوا ما اقترَفَه صنائعُ حسني مبارك من تجَبُرٍ وتجاهُلٍ للمشاعرِ العامةِ، بنفسِ التعامي ونفس الاستغفالِ.

الآن، الإعلامُ يَجترُ الوجوهَ القديمةَ من وزراءٍ وسياسيين، يُفرِدُ لهم الساعاتٍ، وكأنهم نَجَحَوا وأنجَزَوا؛ هل لجذبِ الإعلاناتِ؟ هل هي بالوناتُ اِختبارٍ لجَسِ نبضِ تجربةِ عودتِهم من تاني؟! هل هي وصايةٌ وكأنهم مستودعُ الحكمةِ والخبرةِ؟! تَجمعاتٌ طفيليةٌ من وجوهٍ سابقةٍ كُرِهَت ورُفِضَت تسطو على المشهدِ بتجمعاتٍ فارغةٍ مثل جبهةِ حُماةِ الثورةِ، والدبلوماسية الشعبيةِ، وتجمعُ كذا وهيئة كذا، وكُلُه باسمِ الثورةِ وفي حبِ مصر!!

لمن يحكُمُ مصر، البطانةُ قبل الطريقِ، للنِفاقِ مُحترفوه، وللوصولِ بأي طريقٍ ناسُه، طولُ بقاءِ أشخاصٍ ليس مبرِرًا لاستمرارِهم، هناك من طالَ بهم الأمدُ لعقودٍ، كلُ لجانِ المجلسِ الأعلى للجامعاتِ وشللياتِ الوزراءِ السابقين، كلُ لجانِ التربيةِ والتعليمِ، وغيرُها وغيرُها، يتغيرُ رأسُ الدولةِ مَرةً من بعد مَرةٍ وهم باقون، وزراءٌ سابقون يُخَطِطون للتعليم العالي لعام 2020!! ليه، وبأمارة إيه؟!! حاجة تِفقع.

نظامٌ جديدٌ، لا بدَ أن يَكسِرَ الدوائرَ المُغلقةَ التي تُسيطرُ على القرارِ وتتداولُ فيما بينَها الكراسي، حتى يبقى كل من فيها في السلطةِ والمنفعةِ. شعبُ مصر فقدَ قدرتَه على الصبرِ، أصبحَ مَلولًا غضوبًا من فرطِ ما تَحملَ وانتَظرَ، الرِهانُ على صبرِه وشدِ حزامِه يستحيلُ، لكنه فقط في كيف يُتَقى غَضَبُه،،

المصريون يَذرُفون الدمعَ في حبِ وطنِهم، لكن دموعَهم عزيزةٌ في مواجهةِ الظلمِ والتجَبُرِ والاستبدادِ،،

Twitter: @albahary
مدونتي:www.albahary.blogspot.com



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التَلَطُع والنُطوعِية
- الصرصار الصغير ...
- زيارة السيدة جَودة ...
- مِحلِبياقوش ...
- الخِنيسُ والفيسبوك ...
- رَمادي ...
- لا زيفَ في العِلمِ، ولكن الشئ لزوم الشئ
- زي القَرع ...
- وزيرٌ كاجوال ...
- عمالُ التراحيلِ ...
- التهييف ...
- هل يَصلحُ السيسي رئيسًا؟
- أزهى عصور التناكة ...
- الزُنبة ...
- مواطن خالد النبوي ...
- كيف تصل إلى القمر بتوك توك ...
- العجوزة والنعانيع ...
- المرأةُ في المجتمعِ ... وفي الدستورِ
- الهزيمةُ في غانا ... لا شماتةَ ولا شَّماعةَ
- ديفيد شارل سمحون


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - في السُقوطِ عِظاتٌ وبقدرِ الآمالِ يكونُ الغضبُ