لطفي حداد
الحوار المتمدن-العدد: 1266 - 2005 / 7 / 25 - 07:15
المحور:
الادب والفن
إلى محمد النبهان
هل تكفي مائةُ عامٍ في المنفى
كي ننسى
أنّا نسعى مثلَ الثورِ يجرُّ رحاهُ
وراء سرابِ
والليلِ إذا جُنَّ
وشمسِ الصحراءِ إذا اشتعلت
أطوي أيامي مشتاقاً
لا يوسفُ يغدو ملكاً
أو مفتتحُ الدمع المنثورِ يجيءُ
ويطرقُ بابي
وصديقٍ في البردِ الأبيضِ
لم تعرفهُ عينايَ
ولم أُسمعْه آياتٍ
من شعرٍ غجريّ
يحلمُ بالسنبل معزولاً
مخذولاً
ويتمتمُ مقهوراً
"هو يعطيني"
"هو يشفيني"
"لا يصدِم رجلي حجَرٌ"
.......
أسألُ عن معنى أنّا غرباءُ
وفي زمنٍ مجنونٍ نشقى
نكتبُ أحرَفنا
حين الليلُ المجتاحُ
يعفّر أياماً ذابلةً
أسألُ محترقاً
عن يُتمٍ مسلوخ
كالشاة تُساقُ إلى الذبح
تُسلّمُ قُدّام الجزّارين
.....
ألنْ أسمعَ في صومعتي الجرداءِ
سوى أصداء غيابي
رائحةُ الدم خانقةٌ
"كيف سنحيا في وطنٍ
لا نقدرُ
أن نفنى فيه"
"كيف نموتُ على أرض
لا موتى نعرفُهم فيها"
ها نحن نغيب إلى الوطنِ الآخر
إذ نتجرّأ
أن نفقدَ
دفءَ عيونٍ عاشقةٍ
........
زبدٌ يتناثرُ فوق ضجيج الموج
وأجترُّ على مَهَلٍ
ذاكرةَ الوجع الملعونةَ
موعودٌ - يا قلبُ- بأيام عذابِ
بئس سقوطُ التفّاح الشاميّ
وحبّاتِ العنبِ الصفراء
وشلال الفُلّ المهراقِ على الشبّاك،
على العتباتِ
أحنّ إليها..
أذرفها واحدة، واحدة..
بئسَ المنفى
بئس إيابي
3 تموز 2005
الساعة التاسعة مساء
#لطفي_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟