تصبحون على وطن!.. «مواطن».. وحكومة

كمال مراد

الحوار المتمدن-العدد: 1266 - 2005 / 7 / 25 - 10:53
المحور: كتابات ساخرة
    

وما زال الحديث في ازدياد..
كثير من المسؤولين يؤكدون أن سورية أرض بكر، وسوق يانعة لجميع أنواع الاستثمارات... وأن السوق السورية هي سوق واعدة.. ولا ينقصها إلاّ مجيء المستثمرين، بعد أن أكدوا، على لسان وزير المال، أن لا قيود على جنسية الشركات والمستثمرين، من شركات التأمين الخاصة التي فُتحت لها الأبواب بعد إغلاق دام نحو أربعين عاماً.. إلى التوجه اللافت نحو تشجيع الاستثمارات السياحية، بعد أن اكتشفوا أن سورية تملك الكثير من المقومات التي يمكن أن تجعلها في مقدمة الدول السياحية في العالم..

وفي الجهة المقابلة، يقف من حمل بجدارة لقب «مواطن»، وهو يقرأ مندهشاً عناوين الصحف وتصريحات المسؤولين عن بلد هو أبعد الناس عن خيراته.. ويتساءل: عن أي بلد يتحدثون؟!..
ولكي لا يقع المندهش طويلاً في حيرة السؤال، يؤكد هؤلاء المسؤولون بشكل قاطع أن مجمل التوجهات التي يعملون بها ما هي إلاّ لسواد عيون ذاك المواطن أولاً وأخيراً!!.. ويقولون: صحيح أننا فتحنا البلاد على مصراعيها.. ولكننا لم ننساكم.. والدليل:
● «المحافظون يتسابقون لتشخيص مشكلات المواطنين.. ويقترحون آليات جديدة لمعالجتها.. بعد أن أصبحوا خلية نحل في كل محافظة كرمى لعيون المواطن»!!..
● الدردري يتابع جهوده المكثفة للتبشير بالخلاص من خلال «اقتصاد السوق الاجتماعي».. ومن خلال ورشات العمل في مشروع التحديث المؤسساتي والقطاعي التي يشرف عليها..
● سعر سهم «سيريتيل» يرتفع إلى 715 ل.س.. والحبل على الجرار..
● وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل تتوقع الانتهاء من إعداد قانون العمل الجديد في أيلول القادم بعد أن تشارك منظمة العمل الدولية في وضعه.. وما زالت السيدة الوزيرة تدعم أرباب العمل على حساب العمال!!..
● ولن تكون هناك منغصات في تأمين النقل.. لأن وزارة النقل ستعقد في نهاية هذا الشهر المنتدى الأول للنقل ومستلزماته في فندق الشام.. وحرصاً على راحة المواطنين، فالمواصلات ستؤمن مجاناً من دمشق إلى مدينة المعارض لمتابعة إنجازات المعرض الدولي للنقل (ITREX)..
● وزيادة في رفاهية المواطنين، أصبح في سورية الآن مجلة «توب جير» (Topgear)، المجلة الأولى عالمياً المتخصصة في مجال السيارات..
● وزيادة في الخدمات، تطرح شركة «كركور» للتجارة سيارة «بورا» (BORA) التي تعجز عنها الكلمات.. بعد تقديم كفالة مجانية لمدة ثلاث سنوات مع عداد مفتوح..
● ونظراً لأهمية المعلوماتية، افتتح رئيس الوزراء الأولمبياد العربي الثاني في المعلوماتية (AOI)، كبيئة تتيح للشباب السوري اكتساب المزيد من الخبرات..
● وكي تكتمل الرفاهية والمتعة.. يدعوكم شيراتون دمشق، أول الشهر القادم، لقضاء «سهرة العمر في ليلة واحدة» مع عاصي الحلاني ومي حريري، بتذكرة رمزية تتراوح قيمتها للشخص الواحد من 3500 إلى 5000 ل.س فقط لا غير..
الحديث في ازدياد.. والدهشة في ازدياد.. تختلط مفاهيم البطولة بالهزيمة.. الدعارة بالاستثمار والاقتصاد السياحي..
ما الذي يجعل الناس العقلاء يتخلون عن عقولهم برضاهم؟؟!!
■ علي الديك يحيي حفلاً تكريمياً (لأبطال) الكرة السورية الشباب بمناسبة خسارتهم أمام شباب البرازيل؟؟!!..
■ استثمارات سياحية وفندقية جديدة، للتعبير عن فحولة الأشقاء العرب من دول الخليج.. حيث لم تعد الشقق المفروشة كافية لهذه الرسالة الحضارية!!..
■ مصطلحات جديدة وجديدة يتفنن فيها دعاة الإصلاح والانفتاح، ليبقى المواطن في واد.. واللقمة في واد..
■ الاحتفالات البطولية في واد.. والأبطال في واد آخر:
«إن عشت فعش حراً.. أو مت كالأشجار وقوفاً.. وقوفاً كالأشجار».. كلمات أخيرة أنشدها الأسير الشهيد هايل أبو زيد قبل أن يرحل.. كلمات قليلة.. لا تقبل المواربة.. ترسم عنواناً للوطن..

#كمال_مراد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات