أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كمال مراد - تصبحون على وطن!.. تداعيات.. نصف قرن!!..














المزيد.....

تصبحون على وطن!.. تداعيات.. نصف قرن!!..


كمال مراد

الحوار المتمدن-العدد: 1076 - 2005 / 1 / 12 - 09:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ أيام فاجأني بحر، طفلي الصغير، بالسؤال القديم الجديد: أيهما أسبق، البيضة أم الدجاجة؟!.. فأجبته بالصمت!!.. لأنني كنت أسأل نفسي سؤالاً مشابهاً: هل رحل من عمرنا عام، أم كبُر فينا؟!..
راودني هذا السؤال وأنا على حافة نصف قرن من العمر.. تصادف مع حلول عام 2005 ووداعنا للعام الذي سبقه وللرفيق (أبو محمد)... ولا زلت لا أعرف سبباً لاحتفالية الوداع والاستقبال بالألعاب والعيارات النارية وموائد الطعام!!...
شريط دافئ كثيف دار في مخيلتي.. خمسون احتفالية وداع واستقبال.. بينهما زمن معتّق بألوان الفرح والانكسار...
• السنوات الأولى مشبعة بدفء العائلة ورائحة شواء الكستناء والأمنيات الطيبة بالعمر المديد للبابا والماما والإخوة والأقارب والجيران.. والنجاح الدراسي المستمر.. وإن شاء الله نشوفك عريس...
ومع دفعة جديدة من السنوات، خرجنا من بوتقة العائلة لنكوّن «شلة» الأصدقاء.. لا يتسع الكون لأحلامها.. وبيدنا زمام العالم.. ضحكنا.. وبكينا.. وغنينا لشلتنا:
يخاف الليل منّا لو رآنا
وينزل هلقمر يلعب معانا
ويندم علعمر يلي بلانا
قضى عمرو وضاع منو الشباب
علفيافي رحالي.. نقطع العمر الغالي.. نمشي بسهل وننزل وادي ونقطع كل البوادي...
• ومع دخولنا سن المراهقة، كانت السياسة خياراً طبيعياً في زمن انتصارات حركة التحرر بالعديد من بلدان العالم، من آسيا إلى إفريقيا إلى أمريكا اللاتينية... وكانت احتفالات رأس السنة تحضيراً للثورة الاشتراكية التي ستعم العالم، إن ليس غداً، فبعد غد على أبعد تقدير...
منذ الصباح الباكر لليوم الأخير من السنة، نبدأ بالتحضير للاحتفالية التي ستكون «غير شكل».. لا ننسى أحداً من الأصدقاء والرفاق.. نوزع المشتريات على بعضنا.. ومن مصروفنا الشخصي نستطيع أن نحضّر كل متطلبات السهرة دون أي صعوبة.. ونكتب شعارات السهرة بالخط الكبير والعريض:
ـ «إن أطفالنا سيعيشون حياة أفضل من حياتنا، لأنهم سيعيشون في ظل الاشتراكية!» (ف.إ. لينين).
ـ «أجمل الأيام، تلك التي لم نعشها بعد!». (ناظم حكمت).
ـ «اليوم فيتنام البطلة.. وغداً كمبوديا ولاوس.. نحو الانتصار!»..
ـ «وتبقى لنا بسمة رغم أنف الشقاء.. وتبقى لنا بسمة تستبيح الشفاه!..». (أبو فهد).
ـ «لا تصفن يا حبّاب!!»...
• لم يكن بوفيه الجامعة «الأزروني» مجرد مكان لشرب القهوة والشاي.. كان خلية تضج بالنقاشات السياسية.. ومحطة انتظار لممارسة الأنشطة.. وملتقى لمتابعة مهرجانات السينما وعروض النادي السينمائي والمسرح الجامعي... وكانت احتفالات الأول من أيار ذروة نشاط طلاب الجامعات، يُحسب لها ألف حساب... يقودون التظاهرات العمالية وسط شوارع العاصمة، ويرفعون الشعارات والهتافات ضد كل السياسات اليمينية والرجعية...
• سنة بعد سنة... بدا الهواء ثقيلاً.. نحصي ديوننا... تباعد الأصدقاء.. تلاشوا في رحلة اللهاث وراء الرغيف... غابت الأنخاب بعد أن غابت الأمنيات... ننسى العام الجديد..
رائحة البارود تزكم الأنوف.. اجتياح.. قصف.. ودماء...
• السهرة الأخيرة.. لا بد من السهر.. كل مع أحزانه.. في بيته.. غربته.. كائنات ذات عيون متسعة... تحنطت قبيل منتصف الليل أمام الشاشات التي تنقل أفراح كابيريهات العالم.. لتنتقل بعدها لمسلسل القتل من العراق إلى فلسطين... إلى مناظر الثكالى من زلزال تسونامي...
آذان متسعة بانتظار الرنين.. يد تمسك بالموبايل.. الشبكة لا تعمل.. ضغط شديد.. وأخيراً نجح الاتصال.. مجرد (مس كول) بين المعارف و«الأصدقاء».. ومن بقي معه «وحدات» يبعث برسالة قصيرة لا تخلو من الأمنيات بعام سعيد.. أو «يسعدني أن أكون في صندوق رسائلك مع عام جديد»!!..
قبل أيام من رحيله ورحيل 2004، كان أبو محمد يجدد الورقة التي يعلقها على باب غرفته في صحيفة «قاسيون»:
«إذا جاء الشتاء فأدفئوني . . فإن الشيخ يهرمه الشتاء . . الرجاء إغلاق الباب . .» !! . .
كان أبو محمد يجدد الورقة لأن بحر يمزقها مداعبة ليكتب مكانها:
«الجو دافئ.. اتركوا الباب مفتوحاً!!»..
وبعد أيام بكى بحر.. «والله كنت عمبمزح مع جدو أبو محمد.. مو قصدي..».. ظاناً أنه هو السبب...
وتقول نوار: «يعني ماعاد في أبو محمد.. ما عاد في صباح الخير أيها الزوجان الحبيبان»؟؟‍!..
في آخر اتصال هاتفي (قبل يومين من رحيله)، قلت له ممازحاً: أبو محمد ما بصير هيك، تتركنا وقت الشغل.. عندنا جريدة.. يجب أن تأتي فوراً.. صمت، وأجاب: سآتي فوراً... ولم يصل حتى الآن!!..
مع أنني شاهدتهم يضعون التراب عليه.. إلاّ أنني ما زلت في انتظاره.. صوته ضحكته الطفولية.. تملأ المكان..
• هل رحل أبو محمد، أم كبر فينا؟! . .
• هل رحل من عمرنا عام، أم كبر فينا؟! . .



#كمال_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمن تدافع.. ومع من تقف؟؟ تعقيباً على فراس سعد
- تصبحون على وطن!!.. «كريب ثقيل»!!
- تعقيب على تعقيب..
- تصبحون على وطن .. خيانة.. وقبلات!!..
- لقاء مع عضو مجلس الشعب د. جورج جبور: المادة (137) مصادرة قان ...
- تصبحون على وطن.. سيرة وانفتحت!..
- تصبحون على وطن.. «الشبح الغاضب».. وأنا غاضب!!
- تصبحون على وطن!.. النط.. والنطوطة!!
- تصبحون على وطن!... الشاة.. والجمل!
- تصبحون على وطن... عالوحدة ونص!!..
- الحكومة تسلم زمام الأمور لبائعي الهواء وأصحاب الاستثمارات ال ...
- تصبحون على وطن!... «اللوتو».. و «اللوك»!!..
- تصبحون على وطن... «أمورتي».. و «النماء»!!
- دمشق.. بين المستعمرين والمستثمرين!! تصبحون على وطن..
- تصبحون على وطن.. ماذا بعد الانتفاخ؟ ..
- تصبحون على وطن.. البحث عن شهداء ميسلون
- فرج الله الحلو.. جذوة متقدة
- النظام المصرفي السوري بين الإصلاح والانفتاح
- مساطر جديدة.. وفيلم أمريكي طويل..
- دمشق تحرق الأعلام الأمريكية ـ الصهيونية: حماة الديار عليكم س ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كمال مراد - تصبحون على وطن!.. تداعيات.. نصف قرن!!..