أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - حقيقة الصراع السعودي الإيراني














المزيد.....

حقيقة الصراع السعودي الإيراني


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وردت في أحد التقارير الأخبارية حول دعوة وزير الخارجية السعودي نظيره الإيراني لزيارة السعودية، العبارةُ التالية:
"..... بين القوتين الإقليميتين المتنافستين اللذين يبدو صراعهما على النفوذ جليا في عدة صراعات في أنحاء منطقة الشرق الأوسط. "
كثيراً ما يتم خلط الأمور وتضييع معالم الموضوع أو "الجريمة"، عن غير قصد أوعن قصد وهو الأرجح، يتم عن طريق ذكر الجزء الظاهري وإهمال ما يختبئ تحت أو وراء الظاهر(1).
يمثل المقتبس أعلاه إحدى هذه الحالات البريئة مما يقتضي التعمق والتوضيح.
أعتقد أن الصراع بين السعودية وإيران تمكن صياغته بعبارات أدق وأكثر صراحة وأكثر علمية كما يلي:
كان النظام السعودي منزعجاً أصلاً من إشعاعات الثورة الإسلامية الإيرانية على الداخل السعودي الشمولي. فإستغلت الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية ذلك الإنزعاج لأهدافهما فدفعتا النظام السعودي نحو الصراع مع إيران.
غير أن هذا "الإنزعاج" تضاعف وإنقلب إلى "رعب" بعد نجاح الديمقراطية العراقية لأن النظام السعودي كان على يقين أن إشعاعات هذه الديمقراطية سوف تدفع الشعب السعودي، المتمرد أصلاً بدرجة ما، إلى مزيد من التحدي والمطالبة بحقوق الإنسان والديمقراطية. هذا بدوره سوف يضاعف من نقد منظمات حقوق الإنسان العالمية للنظام السعودي وشموليته مباشرة وعبر الضغط على الحكومات الغربية وبالأخص الحكومة الأمريكية، المحتضنة للنظام السعودي، للضغط، بدورها، على ذلك النظام والتخفيف من شموليته وتخلفه خاصة في عصر العولمة وسيادة حقوق الإنسان من جهة ومن جهة أخرى قرب تحرر أمريكا وأوربا من إبتزاز النفط السعودي بعد توفر مصادر جديدة للطاقة ومن بينها إرتفاع إنتاج النفط العراقي وهو سبب آخر لحقد النظام السعودي الشمولي المتخلف على العراق الجديد.
خلاصةً، وبناءً على ما تقدم ، شن النظام السعودي، مدعوماً من أمريكا وإسرائيل وبعض الحكومات العربية الدكتاتورية، حرباً طائفية في المنطقة لعزل إيران والعراق وتخريب الديمقراطية العراقية عن طريق دعم الإرهابيين والطغمويين(2)، كما تدخل النظام السعودي عسكرياً لضرب الثورة الديمقراطية في البحرين.
وهذا يفسر دور النظام السعودي المستميت لتدمير الدولة السورية عن طريق تمكين الإرهاب هناك كي ينتقل هذا الإرهاب، بعد تمكنه وبكامل ثقله المدعوم خارجياً، إلى لبنان وضرب المقاومة هناك ومن ثم إلى العراق كي ينضم إلى الإرهاب الموجود أصلاً لتدمير الديمقراطية ومن ثم إلى إيران وصولاً إلى محاصرة روسيا والصين وصولاً إلى إفشال مشروع دول البريكس.
وما جرى ويجري في الأنبار هو وجه من أوجه هذا النشاط.
لم يتحقق هذا الحلم السعودي الأمريكي الإسرائيلي بكامل أبعاده بسبب صمود الشعب العراقي ثم السوري المدعوم من روسيا والصين وإمتناع العراق عن المساهمة في هذه المؤامرة الكبرى ضد سوريا، وبسبب تزايد قوة الإرهابيين في سوريا لدرجة أنه بدأ يثير القلق داخل أمريكا ودول الإتحاد الأوربي نفسها. لذا توقف الدعم العسكري اللامحدود للإرهاب في سوريا، رغم معارضة الحكومات السعودية والقطرية والتركية، وإقتصر على دعم تكتيكي معنوي أساساً وعسكري ثانوياً هدفه الإمعان في تدمير النسيج والبنى التحتية السورية، لصالح الأمن الإسرائيلي، قبل قيام النظام السوري بدحر الإرهابيين.
وهذا يفسر تحرك أمريكا لتجهيز العراق بالأسلحة والعتاد الذي حجبته لفترة غير قصيرة رغم قيام العراق بتسديد تكلفته.
لقد لعب التقارب الأمريكي والغربي عموماً مع إيران وتقدم المحادثات حول ملف إيران النووي - دورَه في تحجيم المشروع السعودي الطائفي رغم محاولات النظام السعودي عرقلة ذلك التقارب عن طريق التعاون مع حكومة اليمين الإسرائيلي ولكن دون نجاح ملموس لحد الآن كما يبدو، إلا لصالح إسرائيل على طريق محاولاتها المستميتة لتصفية القضية الفلسطينية دونما إكتراث من جانب الحكام السعوديين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): لقد طغت هذه الممارسة السيئة، وعن قصد، على المشهد السياسي العراقي منذ تأسيس النظام الديمقراطي فيه بقصد التهرب من قول الحقيقة الساطعة والتعتيم عليها، لسبب أو آخر وكلها أسباب غير شريفة. الحقيقة الساطعة هي أن أساس عدم الإستقرار في العراق يتجسد بإصرار الطغمويين على إسترجاع سلطتهم المفقودة بأية وسيلة كانت ومنها التخريب من داخل العملية السياسية والتعاون مع التكفيريين، الذين يرتكز برنامجهم على قتل الشيعة، بصيغة أو أخرى حتى أمسوا بحق الذراع السياسي للإرهاب في العراق.

(2): للإطلاع على "مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي" بمفرداته : "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي رئيس وزراء وأية حكومة؟
- أي تحالف يريد النجيفي؟2/2
- أي تحالف يريد النجيفي؟(2)
- الناطقة بإسم الهيومان رايتس ووج الأمريكية غير مقنعة
- بلغ العراق مرحلة الحسم: فأما الإعمار وأما الإنهيار3/2
- بلغ العراق مرحلة الحسم: فأما الإعمار وأما الإنهيار3/1
- الإنتخابات هي فرصة الشعب لإنزال العقاب
- أفكار خطيرة لدى الجلبي3/3
- أفكار خطيرة لدى الجلبي3/2
- علاوي وماسترياني!!
- أفكار خطيرة لدى الجلبي2/1
- العراق وفنزويلا وأمريكا
- يزوِّرون حقائقَ التأريخ لإفشال الديمقراطية2/2
- يزوِّرون حقائقَ التأريخ لإفشال الديمقراطية2/1
- ماذا وراء إنسحاب السيد مقتدى الصدر؟
- آخر عجائب السيد أسامة النجيفي!!
- أي تحالف يريد النجيفي؟2/1
- لماذا المالكي الشخصية الثالثة لعام 2013؟
- مغزى الإتفاق الأمريكي الروسي السعودي القطري على تصفية داعش
- وزارة النفط ومصفى ميسان والشركة السويسرية


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - حقيقة الصراع السعودي الإيراني