أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - لا ....لجامعة تعليم القرآن














المزيد.....

لا ....لجامعة تعليم القرآن


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 18:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


خامس الخلفاء الراشدين عمر ابن عبد العزيز وقف مخاطبا الكعبة قائل: رغم قداستك وعظمتك فلن ادفع فيك دينار واحد وهنالك مسلم يبات ليلته جائعا.
أما رئيس دولة الوفاق والمحسوب على تنظيم الإخوان المسلمين فرع اليمن يضع حجر الأساس لجامعة تعليم القرآن تفوق تكلفتها ملايين الدولارات، تزامنا مع صدور تقرير اممي يقول بأن نصف الشعب اليمني هو شعب جائع، وان اول ضحايا هذا الجوع هم الأطفال الذين يموتون بسبب عدم وجود ما يكفي من الطعام لسد رمقهم.
في اليمن توجد مئات المعاهد العملية التي تقوم بتدريس القرآن والفقه والتفاسير، كما يوجد ما يفوق السبعين الف مسجد في مساحة الوطن ومعظمها تقوم بتحفيظ القرآن وتدير حلقات لتعليم العلوم الدينية الأخرى، كما ان كل مناهجنا المدرسية محشوة بمثل هذه العلوم وتفوق بمراحل كثيرة المناهج العلمية، وأخيرا وليس آخرا هنالك جامعة الإيمان التي تعني بمثل هذه الأمور الدينية والتي تعتبر الأكثر تطرفا على مستوى الوطن العربي.
في اليمن لا يوجد معهد أو كلية لتعليم الفنون الجميلة، لا يوجد معهد أو مدرسة أو كلية لتعليم الموسيقى، اليمن تنضح بالدين من كل النواحي، وأن بناء جامعة لتعليم القرآن الكريم وتوفير كل المستلزمات من مدرسين ومقرات ومناهج هو امر ترفي يبلغ حد الإستفزاز لمشاعر الملايين الذين يرون في هذا الأمر طريقة جديدة لهدر أموالهم في اتجاهات أخرى لا تعود بالنفع عليهم.

لكن هنالك من قد يقول بأن نية باسندوة هي نية إسلامية صافية ولا يقصد بها أي شيء من الذي ذهبت إليه، وهذا قول مجوف من أي معنى، فبناء جامعة بمثل تلك المبالغ وتخصيصها لدراسة القرآن في ظل هذه الظروف الاقتصادية التعيسة التي يعيشها الانسان في اليمن، هو عمل يحمل في طياته الكثير من سوء النية والمكايدة السياسية الحزبية ، بل أنه إستغلال لموارد الدولة التي من المفترض بها أن تُخصص فيما يعود بالفائدة على اليمنيين عوضا عن مزايدات ولعب على وتر الدين الذي طالما تم إستغلاله لغايات سياسية .

كان بودي ان اطرح عدة أسئلة على باسندوة حين بدء بالتفكير بإنشاء مثل هذه الجامعة، وهي من اين سيتم تعيين مدرسين لهذه الجامعة، هل سيكونون من جامعة الإيمان التي يمتلكها عضو شوري تنظيم الإصلاح عبد المجيد الزنداني المطلوب دوليا بتهمة الإرهاب ، ام سيتم تزويدكم بالكادر التعليمي من وزارة التربية التي هي أيضا تحت هيمنة تنظيم الإصلاح، ام من تنظيمكم مباشرة وهو التنظيم المعني بحفظ الفضيلة والدين بين اليمنيين، وأين سيتم إستيعاب خريجي هذه الجامعة وكيف سيتم توفير وظائف لهم، ام ان الرجل الحافظ لكتاب الله هو رجل يستطيع أن يعمل في الإعجاز العلمي والطب والسياسة....هل قلت سياسة ، بمعنى هل الطلاب هم أعضاء محتملون في تنظيمكم الديني السياسي؟ وهم جيل جديد في حزبكم الذي قد يؤهل لتولي مناصب في الدولة ويسوس الأمور من منطلق ما تعلمه في تلك الجامعة؟

هل سمعت يا باسندوة عن جامعة علمية في اليمن تستحق الدعم، او هل انت مستعد لإنشاء جامعة علمية على مستوى عالي من التحصيل المنهجي يمكن أن يعول عليها لبناء جيل متعلم بشكل حقيقي يواكب مقتضيات العصر ويساهم في توفير البنية العلمية الأساسية التي ستساهم لا محالة في إخراج اليمن من مأزقها الاقتصادي ومشاكلها الاجتماعية، أم ان تلك الأمور لا تناقش في مقيل حميد الأحمر ولا يُعرف عنها أي شيء.

حين قام علي صالح ببناء مسجده الشهير واهدر فيه الملايين من الدولارات واقام بداخله مكاتب ومعاهد دينية للتعليم، وكوادر تستلم مخصصات مالية لتدريس الطلاب بداخله، رفض المجتمع اليمني ذلك المسجد واطلق عليه أسم المسجد الحرام رغم ادعاء صالح آنذاك بأن ذلك المسجد هو من نفقته الخاصة، والرفض كان بسبب أنه هنالك من رأى بأن أموال المسجد أهدرت بطريقة لم تكن اليمن بحاجة اليها، بينما الفقر مستشري بين معظم اليمنيين، واصبح ذلك المسجد ملتقى للمتسولين أكثر من المصليين الذين بداخله، وها هي نفس الإشكالية تتكرر في حكومة الوفاق، وها هو باسندوة يكرر نفس الخطأ دون أن يكلف نفسه عناء دراسة مثل هذه القرارات .

باسندوة يسخر منا ، ويعاملنا بتعالي، إنه يتعالى على جوعنا وفقرنا وكل شيء فينا، وإلا ما كان تجرء وظهر إعلاميا ليضع حجر الأساس لتلك الجامعة، ولن ينجو هذا الوطن إلا بوجود قيادة تحترم شعبه وتشعر بمعاناته وآلامه الحقيقية.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ممارسة جنسية
- بين السيد والشيخ ما هو موقف المواطن
- ماذا يمكن أن نتعلم من فتاة ابو سكينة
- ماذا تعلم اخوان اليمن من اخوان مصر
- أما أن نحمل السلاح أو لنعد إلى منازلنا
- سلمية الثورة لا تؤدي إلى حسمها
- لا يمكن شنق لصوص الثورة بامعاء النظام السابق
- امرأة بخمسة أصابع
- الشمالي الرائع والجنوبي الإنتهازي
- الشماليون الجدد ...اسوء واسوء
- قادة الجنوب في اليمن ... صح النوم !
- دولة الخلافة تحت ظلال الزنداني
- المجلس الوطني - الجنوب أولاً
- المجلس الوطني - الجنوب ولا
- توكل كرمان في كونها ميدانية أكثر منها سياسية
- نحو فرز ليبرالي عاجل في اليمن
- لقاء بروكسل ......بداية جيدة
- اليمن في غرفة الوصاية المركزة
- ما أوسخه
- أنسنة علي صالح ...واللجوء إلى المجتمع الدولي


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - لا ....لجامعة تعليم القرآن