أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - لا يمكن شنق لصوص الثورة بامعاء النظام السابق














المزيد.....

لا يمكن شنق لصوص الثورة بامعاء النظام السابق


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 03:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


منذ بداية الثورة وكان هنالك قلق واضح بادي على ملامح الكثيرون من انحراف مسار الثورة اليمنية من عملية تغييرية شاملة إلى شيء يشبه الانقلاب العسكري يقوم بتدوير قسري لكراسي الحكم لا يفيد الوطن و لا حتى الشعب الذي يأمل أن يرى شيء مختلف جذريا عما كان قائم.
وهذا القلق السائد في بداية الثورة كانت تكبح جماحة رؤية الزخم الهائل من الشباب اليمني الذي رفع راية التغيير وأنه لا يمكن بحال مصادرة هذه الثورة لصالح قوى رجعية تسللت إلى الثورة، كما أن مجرد طرح هذه المخاوف أمام العلن تواجه بردة فعل عنيفة واتهامات بشق الصف الثوري وأنه من غير المناسب طرح مثل هذه المخاوف والتساؤلات في هذا الوقت، حتى انقضى نصف عام على الثورة ولم يئن الوقت المناسب لطرح أسئلة ملحة تتعلق مباشرة في مصير الوطن القادم وكيف سيكون وما هو النظام الذي سيسير عليه وإلى أي مدى سيكون التغيير الحقيقي لأننا سئمنا تلك التطمينات التي هي في الغالب تصاريح من أشخاص تناقض شخصياتهم وتصرفاتهم في الماضي وانتماءاتهم السياسية والفكرية.
فمثلا حين يصرح صادق الأحمر بأنه لا يرغب في السلطة ثم نجد ثلاثة من أشقاؤه هم أعضاء في المجلس الوطني فهذه علامة غير مريحة، أو عندما يتحدث تنظيم الإصلاح بمختلف تشكيلاته الحزبية سواء كانت اشتراكية أو ناصرية عن القضية الجنوبية وأنها قضية عادلة ثم يتم التعامل معها بذلك الشكل المهين في المجلس سيء الصيت فهذا أيضا شيء يثير الريبة والخوف بأنه وخلف الكواليس تحدث أشياء مختلفة نهائيا عما هو أمامها، ناهيك أنه لا يمكن التصديق بأنه اليمن القادم سيكون يمنا مدنيا تحت هيمنة تيارات دينية وقبلية لأنهم وان فعلوا فهذا يعني تنازلهم عن مبادئهم التي هي في نظرهم مبادئ سماوية لا تقبل التشكيك أو التنازل عنها.

المجلس الوطني جاء كمحاولة لشرعنة القبيلة والإسلام السياسي كقيادات وحيدة لهذه الثورة _ هذا أن اعتبرنا فعلا بان هذه المجلس ليس لحكم البلاد وإنما لقيادة الثورة _ وأنه ورغم أن المجلس سقط بشكل مدوي إلا أن زمام الثورة مازال ممسك بتلابيبها أولئك الذين كانوا ضمن مصفوفة الفساد منذ أكثر من ثلاثون عاما مضت، وأنهم هم من بيدهم تصعيد الثورة أو إخمادها حسب مصالحهم.

أعترف أن اليمن وثورته هي عملية معقدة للغاية، لكنها ما كان لها أن تكون أقل فاعلية من الثورة الليبية التي وأن قارنها بثورتنا سنجد أن ثوارهم أقل إمكانيات بكثير من ثوارنا وأن نظام القذاقي يمتلك ما لا يمتلكه نظام علي صالح، ومع ذلك أحتفل الليبيون بعيد الفطر بدون طاغية أو مستبد، أما نحن فمازلنا نراوح مكاننا كأننا مربوطين بساقية.

وأيضا أعترف بأن التركيبة الاجتماعية في شمال اليمن تساهم بشكل أو بآخر بإنتاج أكثر من طاغية كون أنها مكونة من نظام طبقي صارم لا يقبل التفكيك أو الإصلاح، حيث أنها تقر بالتفوق السلالي والعرقي وتخضع لصاحب القوة والنفوذ، فابن الشيخ هو شيخ بالضرورة، وترى في هذا الخضوع جزء من التراث الذي كان عليه الآباء والأجداد، لذا كان من الطبيعي أن تتقافز تلك الوجوه من مشائخ قبيلة ورجال دين على ظهر الثورة وان نجد من يبارك تواجدهم ويمجد حضورهم على اعتبار أنهم المنقذين الجدد متناسين أنهم ذاتهم كانوا في الصحف الرسمية وفي المناصب الوزارية وفي قيادات الجيش في النظام السابق، وهذا يعني أن الثورة لم تأتي بجديد أبدا بل ربما قد يكونوا الأسوأ من سابقيهم.
لذا لا يجب أن نجمل القبح وان ندعي أننا أصحاب ثورة، فالوجوه القديمة والأفكار القديمة لا تحمل وعيا ثوريا في داخلها لأن هذا يعني القضاء على أنفسهم وتهميشهم ، كما أن استمرار هذا الوضع وأعني وضع الثورة المسروقة يعني خراب للوطن مرة أخرى، لأن تجريب المجرب دلالة على قلة وعي وبلاهة جسدية وعقلية لا تليق بالمواطن اليمني، ومن ناحية أخرى لم نعد نستطيع أن نعيد للثورة عذريتها من جديد كون أن تنظيم الإصلاح وتشكيلاته الملحقة من اشتراكي وناصري قد بسطوا هيمنتهم في وقت مبكر عليها، فهنالك حل واحد لكل مواطن يمني سواء كان جنوبيا أو شماليا وهو كالتالي:

الجنوب في كونه منفذ هرب من كل هذه الفوضى
وأنا هنا أروج لمشروع جنوبي كإقليم أو حتى كدولة منفصلة عن شمال اليمن المعقد بتركيبته الاجتماعية والسياسية وأيضا الدينية، وهذا لا يعني أن الجنوب خالي من تلك المشاكل، فتجربة عشرون عاما من الوحدة تركت أثرها، لكن الجنوب كمنطقة مازالت حتى الآن تستطيع أن تستوعب النظام والقانون وأن تخضع له على أساس أنها تجربة وسبق وان مارستها وتعايشت معها، ناهيك عن الانسجام المذهبي والرفض المبدئي للطبقية القائمة على العرق أو الدين وأيضا المنادين بالقضية الجنوبية هم تقريبا يحملون فكرا مدنيا واضحا لا خلاف عليه، وأن المناداة بالقضية الجنوبية هو أمر لا يجب أن يتعلق بالجنوبيين فقط بل يجب أن يشمل كل شمالي يريد أن يجد له متنفس في هذه الحياة ويعيشها بكرامة ومساواة وهنا أعني الشباب الثوري الذي قام بالثورة في البداية وكل مثقفي وأحرار هذا الوطن من المهرة حتى صعدة، فالجنوب سيكون مفتوحا وملاذا آمنا ومكانا نستحق أن نقضي فيه بقية حياتنا ونبنيه من جديد على أسس مدنية وعصرية تاركين خلفنا كل أحزان وإحباطات الماضي.
وتذكروا أنه لا الوطن ولا الوحدة مقدسة بقدر قداسة الإنسان المقيم عليها وانه هو الأهم والأول وهو من يجب أن يكيف الوضع وبما يتلاءم مع أفضل الخيارات في حياته.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة بخمسة أصابع
- الشمالي الرائع والجنوبي الإنتهازي
- الشماليون الجدد ...اسوء واسوء
- قادة الجنوب في اليمن ... صح النوم !
- دولة الخلافة تحت ظلال الزنداني
- المجلس الوطني - الجنوب أولاً
- المجلس الوطني - الجنوب ولا
- توكل كرمان في كونها ميدانية أكثر منها سياسية
- نحو فرز ليبرالي عاجل في اليمن
- لقاء بروكسل ......بداية جيدة
- اليمن في غرفة الوصاية المركزة
- ما أوسخه
- أنسنة علي صالح ...واللجوء إلى المجتمع الدولي
- الجندي ...هل هو مواطن يمني ؟
- احتلال عدن مرة ثانية
- ماذا تعلم ساركوزي من الرئيس اليمني !
- عمر البشير والرئيس اليمني ....قواسم شتى .
- ماذا تفعل القاعدة في مدن جنوب اليمن .
- مسلسل همي همك ، لماذا أغضب السلطة ؟
- إرهاب دولة .


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - لا يمكن شنق لصوص الثورة بامعاء النظام السابق