أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - أنسنة علي صالح ...واللجوء إلى المجتمع الدولي














المزيد.....

أنسنة علي صالح ...واللجوء إلى المجتمع الدولي


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 17:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ما يقوم به علي صالح مخجل ومهين وأيضا مثير للسخرية، وهذا التمسك بالكرسي وبتلك الصورة المذلة التي يظهر عليها عمل لا يقوم به الإنسان العادي الذي يمتلك الحد الأدنى من الصفات الإنسانية والتي تجعله يسموا على ذاته وينتصر لنفسه ويرفض الظهور بصورة غير لائقة، فكيف الحال برئيس دولة يمثل شعب ووطن وتاريخ!

والواضح أن علي صالح ورغم الثلاثة والثلاثون سنة التي قضاها في عالم السلطة والنفوذ والحياة " الأرستقراطية" التي تُلزم لها نوع معين من التعامل وتخلق ولو شيء يسير من الأخلاق لم تغير في طباعه البدائية شيء، فهو يتصرف وكأنه عسكري يحاول أن يبتز بائع قات في أحد الأسواق و يستخدم كل شيء ممكن في لحظتها حتى يفوز بأكبر قدر ممكن من السلعة، فهذه اليمن بكل ما بها ما كانت إلا قيمة شخصية يجب أن يستحوذ عليها لنفسه مدى الحياة وأن تجرأ احد بالاقتراب منها فهو على أتم الاستعداد لحرق اليمن ومن عليها.

توجد مهمة صعبة جدا أمام الشعب اليمني والمجتمع الدولي حتى يستطيعوا التوصل إلى أتفاق مع هذا الكائن، وهي أولا محاولة إعادة أنسنته من جديد بشكل مكثف وفي أسرع وقت برغم أنني اشك بمقدرتهم على ذلك، لكنها محاولة ولابد منها، فأنت لا تستطيع أن تتواصل كآدمي يحمل فكرا ولغة ومصطلحات إلا مع آدمي مثلك بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه، وهذا ما ينقصنا فعلا في التعامل مع الرئيس الحالي، فهنالك مفاهيم لا يمكن لنا أن نستوعبها ولا تصرفات ممكن أن نفهمها، أنه ينتمي إلى عالم بدائي جدا، عالم ما قبل الترقي الطبيعي للإنسان.

لم ولن يوجد رئيس دولة مثل علي صالح، رجل في قمة الشره والخبث ، ولا يهتم لسمعة وطن طالما تفنن في تمريغ كرامته وكل ما يرمز إليه بالوحل، وأن هذا الإنسان وخلال الأربعة أشهر الماضية قام وبشكل عجيب بتعرية نفسه أمام المجتمع الدولي وظهر كما لم يظهر إنسان من قبل، في مقابل ذلك لم ولن يوجد العالم المعاصر شعب كما الشعب اليمني الذي تفوق على نفسه وأستحضر كل تاريخه وأرثه الحضاري ليعلن أمام العالم كم هو متمدن وصبور وأنه على أتم الاستعداد ليمضي قدما حتى يحقق أهدافه النبيلة والمستحقة بإقامة دولة مدنية يتساوى بها الجميع تحت القانون والمؤسسات الدستورية، شعب ورغم كدر الدنيا وتكالب كل المواجع عليه، رغم التجهيل المتعمد والفقر المزمن والمد الغير محدود بالسلاح الشخصي مقابل تغيب ممنهج لدور القانون، خرج كالعنقاء من بين الخراب يرفع رايات الحب والسلام بشكل ما كان يحلم به علي صالح حتى في أسوء كوابيسه.

الآن اتضحت الصورة أمام العالم بشكل جلي وبدون أية تشويش، عرف العالم أن من يحكم اليمن رجل لا يملك مبادئ، وانه لا يلتزم بما يعد به، رجل يستطيع أن ينقلب علي أي أحد بدون أي تردد، وأنه دموي قد يأخذ البلاد إلى مصيبة ستؤثر على الأمن الدولي وتهدد المصالح الغربية في منابع النفط، وان هذا التساهل معه يعطي إشارات غير مفهومة للشعب اليمني الذي وحتى اللحظة يقوم بدور طليعي ومميز على مستوى تاريخ الثورات العالمية كلها.

فهل يستطيع المجتمع الدولي تجاوز الغطاء الخليجي ومعاملة علي صالح أسوة بمعاملة أي ديكتاتور آخر بالمنطقة عبر الضغط عليه بتجميد أرصدته المالية وأرصدة أبناؤه ومنعه من التصرف بالأموال الخاصة بالبلد وفرض عقوبات عليه وعلى الدائرة المحيطة فيه وعدم التعامل معه كنظام شرعي، لأن الوضع الحالي وجموده بهذا الشكل يعني دمار شامل للبلد واقتصادها بينما هو لا يتضرر أبدا.

ومن خلال متابعة للحدث تبين أن الشعب اليمني يعطي البديل عن هذا النظام سواء في المعارضة _ رغم التحفظ على الكثير من تصرفاتها _ أو في القيادات الشابة من التكونوقراط، كما تبين للجميع أيضا بأن كل تلك الدمى المخيفة التي يلوح بها صالح تجاه المجتمع الدولي من قاعدة أو حوثيين أو حتى حراك جنوبي إنما هي موجودة فقط في ذهنه المتكلس خراب وجمود وأنها كلها أزمات مصطنعة يمكن القضاء عليها جذريا متى ما توفرت الإرادة الوطنية الصادقة وهذه ما كان يفتقدها نظام على صالح القائم على العشوائية والارتجالية وإلا مبالاة.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجندي ...هل هو مواطن يمني ؟
- احتلال عدن مرة ثانية
- ماذا تعلم ساركوزي من الرئيس اليمني !
- عمر البشير والرئيس اليمني ....قواسم شتى .
- ماذا تفعل القاعدة في مدن جنوب اليمن .
- مسلسل همي همك ، لماذا أغضب السلطة ؟
- إرهاب دولة .
- فهل نكن بشرا ..لمرة واحدة فقط .
- ماذا تبقى من الحزب الحزب الإشتراكي اليمني
- العرب ما بين الساسان وآل عثمان
- وتمزقت اعضائها التناسلية
- المانحون لا يثقون بالحكومة اليمنية
- يمن ما بعد الحوثية
- العالم يكتشف اليمن في اسوء صوره
- أسلمة الجدار الفولاذي مع غزة
- لماذا اعلنت الحرب على القاعدة في اليمن ؟
- شيء فيك يشبهني
- سحب ورقة التوت السعودية عن نظام صنعاء
- في اليمن : إذ لا شيء بعد خط النهاية
- اليد الفارسية في اليمن ...أقطعوها .


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - أنسنة علي صالح ...واللجوء إلى المجتمع الدولي