الحزب الشيوعي اليوناني
(Communist Party of Greece)
الحوار المتمدن-العدد: 4468 - 2014 / 5 / 30 - 11:49
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
تبرز نتيجة الانتخابات المحلية والإقليمية الأخيرة كما و انتخابات البرلمان الأوروبي عدة جوانب مثيرة للاهتمام تتطلب الدراسة. و هي التي تجلت عناصرها الرئيسية ضمن البيان الصادر عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني المرفق أدناه.
ومع ذلك، جدير بالذكر تقديم بعض المعلومات المفيدة حول التأثير الانتخابي للحزب الشيوعي اليوناني .
تحصَّل الحزب الشيوعي اليوناني في انتخابات البرلمان الأوروبي على نسبة 6.1 ٪ أي بزيادة (+1.6 ٪) و (70 ألف صوتاً) ، ليصل مجموعها 347487 صوتاً. و يُسجَّل هنا أن النسبة المسجلة و عدد الأصوات في الانتخابات السابقة في حزيران 2012 كانا قد بلغا تباعاً 4.5٪ و 277227 صوتا.
حيث انتُخب للحزب الشيوعي اليوناني نائبان للبرلمان الأوروبي. و هما كوستاس باباذاكيس، عضو سكرتاريا اللجنة المركزية و قسم علاقاتها الأممية، و سوتيريس زاريانوبولوس، موظف مصرفي عضو في اللجنة التنفيذية للكونفدرالية العامة لعمال اليونان و الأمانة التنفيذية لجبهة النضال العمالي "بامِه".
حقق الحزب الشيوعي اليوناني نسباً عالية في عديد من الأحياء العمالية، و من الجدير بالذكر أن الحزب احتل المرتبة الأولى عبر تصويت الآلاف من المهاجرين اليونانيين في ألمانيا لصالحه محققاً نسبة 35 ٪ .
في جدول المقارنة التالي نعرض النتيجة النهائية للإنتخابات:
انتخابات 2014
انتخابات 2012
%
ψήφοι
%
Ψήφοι
الحزب الشيوعي اليوناني
6,09 %
347.487
4,50%
277.204
سيريزا
26,58 %
1.516.699
26,89%
1.655.086
الجمهورية الجديدة
22,71 %
1.296.007
29,66%
1.825.637
الفجر الذهبي
9,40 %
536.442
6,92%
425.990
الزيتونة
8,02 %
457.585
12,28%
755.868
النهر
6,60 %
376.655
-
-
اليونانيون المستقلون
3,46 %
197.545
7,51%
462.466
اليسار الديمقراطي
1,20 %
68.698
6,26%
385.077
و جديرة بالذكر كانت نتائج الحزب الشيوعي اليوناني في الانتخابات البلدية و الإقليمية التي أجريت في نفس الفترة حيث سجلت نسبة الحزب الشيوعي اليوناني صعوداً في أقاليم البلاد اﻠ13 و بلغت 8.8 ٪ أي 498573 صوتاً، في حين سجَّلت نسبته صعوداً في 214 بلدية متجاوزة في 50 منها نسبة اﻠ10 ٪. وفاز الحزب الشيوعي برئاسة 4 بلديات و بأغلبية مجالسها و هي : بلدية باترا(ثالث أكبر مدن البلاد) و بلدية جزيرة إيكاريِّا. و بلديتين من البلديات في نطاق أثينا هما بِتروبوليس و خايذاري .
علاوة على ذلك، انتُخب للحزب 31 عضواً في المجالس الإقليمية و أكثر من 400 عضواً في المجالس البلدية ناهيك عن الأعضاء المنتخبين من مجالس الأحياء.
نشكر جميع الرفاق الذين أرسلوا رسائل تهنئة للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني حول نتائج الانتخابات المحلية و الأوروبية.
بيان اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني حول نتائج انتخابات اﻠ18 من أيار/مايو 2014 و اﻠ25 منه.
1- تُحيِّي اللجنة المركزية آلاف أعضاء الحزب و الشبيبة الشيوعية اليونانية و المؤيدين و الأعوان و الناخبين الذين خاضوا المعركة و تجنَّدوا إسهاماً في تعزيز الحزب الشيوعي اليوناني. لقد خيضت المعركة بشكل موحد على مستوى أنحاء البلاد، عبر قائمة الحزب الشيوعي اليوناني في انتخابات 25 أيار/مايو و عبر قوائم "التجمع الشعبي"" في الانتخابات البلدية و الإقليمية على حد سواء في جولتها الأولى يوم 18 أيار/مايو و جولتها الثانية يوم اﻠ25 منه.
سجَّلت نسبة الحزب الشيوعي اليوناني في انتخابات البرلمان الأوروبي صعوداً قدره(+1.6 ٪) و وصلت 6.1 ٪ أي بزيادة 70 ألف صوتاً، ليصل مجموعها 347487 صوتاً، بالمقارنة مع نسبته الانتخابية و الأصوات المحققة في انتخابات حزيران/يونيو 2012: 4.5 ٪ و 277227 صوتاً، حيث انتخب له نائبان للبرلمان الأوروبي .
كما فاز الحزب في بلديات: باترا و خايذاري و بِتروبوليس و إيكاريِّا و سجَّلت نسبته صعوداً الأقاليم اﻠ13 حيث بلغت 8.8 ٪ و 498573 صوتاً. مع ارتفاع سجلته في 214 بلدية حيث تجاوزت في 50 منها نسبة اﻠ10 ٪.
و تعبِّرهذه النسب المحققة للحزب الشيوعي اليوناني في الانتخابات الإقليمية و المحلية و الأوروبية عن نزعة إعادة التفاف حول الحزب الشيوعي اليوناني و عن تأثير مواقفه على الناخبين الجدد. كما أنها تعبر عن قبول نسبة منهم لموقف الحزب الشيوعي اليوناني الأساسي ضد الاتحاد الأوروبي و الاحتكارات والحكومات التي تدعم أحادية طريق الإتحاد الأوروبي. حيث تنبثق ضرورة فورية لتوثيق علاقات الحزب اعتباراً من لجنته المركزية و حتى كل منظمة حزبية مع كل هؤلاء العمال الذين أقدموا على هذه الخطوة و تواجدوا رديفاً للحزب الشيوعي اليوناني معززاً له في الانتخابات .
و ستقوم منظمات الحزب جنبا إلى جنب مع أصدقائه و أعوانه بمناقشة الاستنتاجات و الخبرة الغنية المكتسبة من خلال المعركة بالتزامن مع مناقشة أساليب وأهداف تنظيم النضال و حشد الشعب حول منفذ من الأزمة في صالحه.
2- سُجل عبر النتيجة السخط الشعبي ضد حزب الجمهورية الجديدة و الباسوك الذين تحملا عبء سياسة الحكومة الضد شعبية و مسار الإتحاد الأوروبي الإجباري.
ومع ذلك، إن النتيجة الإجمالية لا تظهر حصول أي انقلاب ضد ميزان القوى السياسي الضد شعبي، ولا تشكِّل"مشهداً سياسياً جديداً" لصالح الشعب .
على الرغم من أن جزءا كبيرا من ناخبي حزب سيريزا استثمر في خياره توجهاً يسارياً، إلا أن تصدُّر سيريزا في المرتبة الأولى لا يعبِّر عن تعزيز السياسة اليسارية الراديكالية المناهضة للاحتكارات و الرأسمالية.
ما دام سيريزا قد تخلى و حتى على مستوى الشعارات عن مناهضته للاحتكارات و الاتحاد الأوروبي و الناتو.
إن نتائج الانتخابات التي منحت حزب سيريزا الصدارة مع حفاظه تقريباً على نسبته المحققة في حزيران/يونيو 2012، هي نتائج تشكَّلت في ظروف - تحت ضغط التبديل الحكومي المباشر- باعتبارها تصدياً مزعوماً للسياسة الحالية الضد شعبية. ومع ذلك، فإن سياسة إدارة حزب سيريزا لا تضعه على النقيض فعلاً مع سياسات الحكومة الضد شعبية. فحزب سيريزا ليس براغبٍ و لا بقادرٍ على تقديم حل صديق للشعب و هو متواجد على الضفة المناهضة له.
إن نتيجة انتخابات البرلمان الأوروبي بشكل أساسي، تظهر تعزز نزعة استبدال حزب الباسوك المُضعضع بحزب سيريزا ضمن سياق مسار إعادة ترتيب المشهد السياسي البرجوازي، الذي بدأ في حزيران/يونيو 2012.
و في الوقت ذات تَحضُرُ حالة من الميوعة تجاه ناحية مسار باقي التشكيلات الإشتراكية الديمقراطية، مثل الزيتونة التي مثلت التشكيل الانتخابي الرئيسي للباسوك و حققت التفافا لبعض القوى ولكن مع نسبة أدنى من مثيلتها المحققة في شهر حزيران/يونيو 2012، بينما انخفضت نسبة حزب اليسار الديمقراطي لصالح التشكيل الجديد "النهر" الذي ظهر عبر شعارات أكثرها غامض وأقلها اشتراكي ديمقراطي.
و على الرغم من إيجابية نزعة إعادة التفاف ناخبين جدد بشكل أساسي حول الحزب الشيوعي اليوناني، فإن نتائج الانتخابات عموما لا تعكس نزعة تحرر للقوى العمالية الشعبية من أحزاب اتجاه الإتحاد الأوروبي الإجباري و مصالح رأس المال والاحتكارات .
إن التعبير الأكثر تطرفا لهذا التباين يتمثل في النسبة العالية التي حققتها منظمة الفجر الذهبي. حيث هناك إجمالاً انتكاسُ في الوعي الشعبي و ترَجعُنٌ أكبر.
تمتلك الطبقة الحاكمة و نظامها السياسي للأسف حتى الآن، احتياطيات هامة تمكنها من تبديل مظهرها، من خلال أصوات و برنامجي سيريزا و الزيتونة والنهر.
هناك إجمالاً عملية إعادة صياغة جارية للنظام السياسي وإنشاء لسواتر جديدة لمواجهة التجذير و هو ما يجب أن نرصده تحديدا في الفترة القادمة.
3- هناك حاجة لمزيد من تدعيم خط الهجوم المضاد و القطع في تعارض مع مسار التطور الرأسمالي و الإتحاد الأوروبي، ضمن صفوف حركة الطبقة العاملة والشباب و ضد السياسة الداعمة لهذا المسار كما و ضد الإندماج والإنتظار السلبي. وذلك لأنه بمعزل عن أي تطورات سياسية و عن تشكُّل ميزان بين أحزاب الاتحاد الأوروبي و الإدارة البرجوازية، ففي اليوم التالي ستكون موجودة لمجابهة الشعب مذكرات اتحادية أوروبية مستمرة مع أهداف تنافسية و انتعاش رأس المال التي تقود إلى زيادة إفلاس الشعب، حيث تعجز هذه الأحزاب عن حل المشاكل الشعبية المتفاقمة، كمشكلة البطالة مثلاً. و تخدم الحكومة و حزب سيريزا و باقي الأحزاب على حد السواء، مسار التنمية الضد شعبي البربري هذا، و ذلك مهما حاولت تجميله: حيث تقدم أحزاب حكومة الجمهورية الجديدة و الباسوك من جهتها وعداً زائفاً يقول بأن الاستثمارات و الانتعاش الرأسمالي سيغيثا الشعب، و يقدم سيريزا وهماً قائلاً بأنها سيغير الاتحاد الأوروبي.
4- تحافظ منظمة الفجر الذهبي النازية على نسب عالية. و ينبغي في الآونة الأخيرة و إلى جانب العوامل الأخرى التي كانت قد عززت هذه المنظمة و التي كان قد أبرزها الحزب الشيوعي اليوناني، أن يضاف موقف القوى السياسية الأخرى تجاه ناخبي الفجر الذهبي عبر مواجهتهم كزبائن انتخابات. فأمر آخر هو عزل منظمة الفجر الذهبي بهدف إفقادها ناخبيها الشعبيين، و أمر آخر هو تكتيك الأحزاب الأخرى الانتهازي الخطر الذي يزرع منطق التسامح و التبرئة من أجل اصطياد أصوات الناخبين. يتعهد الحزب الشيوعي اليوناني باتخاذ المزيد من المبادرات ضمن الحركة و في مواقع العمل و الأحياء الشعبية والشباب، بشكل يكشف تقديم دعم أجهزة النظام و قطاعات رأس المال و سياسة الاتحاد الأوروبي لمنظمة الفجر الذهبي.
5- إن نتائج الانتخابات عموماً في بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى هو سلبي للشعوب. و هي تبرز ضرورة إعادة تشكيل الحركة الشيوعية و تعزيز الأحزاب الشيوعية و الحركات الشعبية الجماهيرية ضمن توجه قطع و إسقاط سلطة رأس المال و الاحتكارات. و بدلاً من اكتساب المعارضة الشعبية الواسعة للاتحاد الأوروبي وسياسته و مؤسساته، التي تجسدت عبر الإحجام الجماهيري عن التصويت في الإنتخابات الأوروبية ، لتوجه مناهض للإحتكارات و الرأسمالية، فهي تؤسر ضمن أحزاب محافظة رجعية و قوى قومية و عنصرية، و منظمات فاشية، و ضمن ما يسمى ﺑ" التشكيك بالإتحاد الأوروبي"، التي تخدم تطلعات مختلف قطاعات رأس المال. حيث تسعى القطاعات المذكورة لإعادة صياغة منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي، حتى عبر انسحاب بلدان منه، من أجل خدمة مصالحها الخاصة وتعزيز تنافسيتها. إن هذه الأحزاب لا تُشكك بالسياسات الضد شعبية أو بتشديد الاستغلال الرأسمالي و الإنضمام لأحد أشكال التحالفات الإمبريالية. ولذلك فهي لا تشكِّل حلاً لشعوب أوروبا.
و تتحمل مسؤولية هذا الوضع الأحزاب المنضوية ضمن "حزب اليسار الأوروبي" حيث ينتمي سيريزا كما و حتى الأحزاب الشيوعية التي تخلت عن النضال ضد الاتحاد الأوروبي و عن إسقاط سلطة رأس المال. فقد أضرَّت هذه الأحزاب بالحركة العمالية الشعبية في بلدانها عبر سياسة تجميلها للاتحاد الأوروبي و توافقيتها ضمن الحركة و مشاركتها في حكومات ضد شعبية في السنوات السابقة، و قادت بالحركة نحو الهزيمة مع ترك عمال هذه البلدان مكشوفين و عرضة للشعبوية الرجعية وللأحزاب الفاشية.
6- يجري تغذية و تركيز مناخ الجدل على الفور بعد الانتخابات ضمن محاولة الإيقاع في الأسر ضمن سؤآل يقول:"أي حكومة هي تلك التي ستمتلك لأكبر قدرة تفاوضية" داخل جدران الاتحاد الأوروبي و مسار التطور الرأسمالي. لا ينبغي على الشعب أن يؤسر في فخاخ الانتظار و أهون شر مزعوم، التي تكرس ميزان القوى الحالي الضد شعبي.
و سوف يعزز الحزب الشيوعي اليوناني محاولاته ومبادراته لحل مشاكل الشعب المتفاقمة، كما فعل في المرة السابقة مع مقترحاته عبر تخفيف معاناة العاطلين عن العمل و الأسر الشعبية و غيرهم.
سوف يعزز جهوده الرامية إلى إعادة صياغة الحركة العمالية الشعبية، وبناء التحالف الشعبي لتعزيز التوجه المناهض للرأسمالية و الاحتكارات و النضال من أجل حشد القوى.
و سيخوض عبر نوابه في البرلمان الأوروبي و رؤساء البلديات و مستشاريه الإقليميين، معارك ليكشف للشعب المخططات الضد شعبية التي تطبخ في كل من البرلمان الأوروبي و المجالس الإقليمية و البلدية. و سيكافح ضد جميع التدابير الضد شعبية المقررة من الاتحاد الأوروبي والحكومات والهيئات المحلية والإقليمية التي تدعمه.
وسوف يبذل كل جهد ممكن لتعزيز تضامن الشعوب و نضالها المشترك ضد الحروب التي يشنها الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة ضد الشعوب، و لا سيما اليوم، حيث تُسجَّل تطورات خطيرة في جميع أنحاء المنطقة، من ثراكي حتى قبرص إلى سوريا وأوكرانيا. و ذلك من أجل تعزيز النضال من أجل الاشتراكية، التي ستعتق العمال و الشعوب من الاستغلال والقهر.
إن الحزب الشيوعي اليوناني هو الحزب الوحيد الذي يقدم منظوراً لتخليص البلاد والشعب من أغلال حلف الذئاب وجميع الديون، عبر إسقاط مالكي الثروات المتراكمة. إن الشعب السيد هو قادر على صنع حكمه الخاص وسلطته العمالية الشعبية، و هو ما يعني أنه شعب قادر على الاستحواذ على الثروة التي ينتجها و على تحويلها لملكية شعبية في سبيل رفاهه. و حينها يصبح التخطيط المركزي للاقتصاد ممارسة في صالح الشعب، حيث تتطور علاقات الشعوب و البلدان على أساس المصالح المتبادلة.
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني
#الحزب_الشيوعي_اليوناني (هاشتاغ)
Communist_Party_of_Greece#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
