أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - ضعف قوانين الدولة أمام قوانين العشيرة // ظاهرة النهوة














المزيد.....

ضعف قوانين الدولة أمام قوانين العشيرة // ظاهرة النهوة


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 00:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



قبل أيام شهد قضاء الشرقاط لحادثة حرق لفتاة نفسها بسبب إرغامها على الزواج من أبن عمها دون أن تربطها به أي عاطفة , حيث لا تزال الكثير من المناطق الجنوبية في العراق والأرياف خاصة متمسكة بالكثير من الظواهر العشائرية المنغلقة على عاداتها وتقاليدها والمتخلفة عن مسيرة التطور بقرون عديدة, ومن ضمن هذه التقاليد هي ظاهرة النهوة , هذه الظاهرة تستحق الوقوف عندها ودراسة أسبابها لما تخلّفه من سلبيات ومآسي على النساء .
أن يحرق الإنسان نفسه ويطوى بسهولة في ذاكرة النسيان وكأنه لم يكن هو حدث يستحق ويستوجب الوقوف أمامه طويلاً وتأمل أسبابه.
تُحرق أعمار غالبيتنا يومياً بشكل وبآخر , لكن أن يصل الحال بالبعض منّا في أن يحرق نفسه بيديه ليتخلص من معاناته فهنا تكمن قمة المعاناة والألم , أن يستخدم وسيلة غاية في البشاعة لينتقم من نفسه بسبب شعوره بالعجز الذي يشل تفكيره أمام جبروت التخلف (ان صح التعبير) الذي يهدم ويحاول أن يسلب منه إنسانيته , فهو مشهد في غاية القبح ويُظهر لنا مدى انحدار وتخلف هذه العقول وليبقى دم المرأة مهدوراً بدون ذنب ارتكبته سوى إنها ولِدت بهذه المجتمعات المنغلقة على ذاتها .
من ضمن الحقوق الكثيرة التي أعطاها الموروث للرجل هي حقه في النهوة ¸وهي حق الرجل في أن ينهي على بنت عمه فيما لو كان راغباً بها ,وأن لم يكن راغباً فمن حقه أيضا أن ينهي عليها وحسب قناعته ليجعلها شبه وقفاً لا يقترب من خطبتها أحد , وتكون له بجسدها وبأحلامها وطموحاتها إن وجدت وسط هذا المحيط !, وربما يستغل هذا الحق كفعالية لاستعراض قوّته وكرد اعتبار لرجولته وتعويض نقصه , أو تحقيق رغبته وساديته , وفي حالة عدم انصياع الرجل المنهي عليه وتزوج من المنهي منها فسيقوم الناهي بإرسال عشيرته وإطلاق النار على الزوجة وربما الزوج أيضا ويتم قتلهما بدم بارد !.
ابنة العم ملكاً صرفاً لأبن عمها , وبمثابة الأسيرة له مدى الحياة ,وربما يعتقها الموت بحرق نفسها للتخلص منه ,أو تُقتل من قِبل الأب أو ألعشيرة فيما لو خالفت أوامرهم , والحقيقة هي مقتولة .. مقتولة , سواء فلتت من قبضة ابن العم أم لم تفلت , فأن فلتت فستكون حياتها بلا صوت مسموع وبلا رغبات سوى لتلبية رغبات زوجها, فهي بحكم المقتولة أيضا , وأن حاولت الفلتان فمصيرها سيكون القتل أيضا .
وكذلك المنهي عليه سيكون بحكم من أهدرت دمائه , وأحيانا يخرج الناهي بصفقة تجارية يساوم عليها بطلبه لمبلغ من المال لمن يتقدم من أملاكه وهي ابنة العم , فهكذا هو امتلكها وصارت من حقه يفعل بها ما يشاء !.أما عن رأي الفتاة في اختيار شريكها فالأمر ليس بذات أهمية والأهل أدرى بمصلحتها كما يظنون .
فلا يزال الكثير من العائلات محكومة بقوانين الغابة (العشيرة) وبموروث مطلق لا يقبلوا الشك فيه ولا حتى لمحاولة تغييره منذ مئات بل وآلاف السنين, وبقائهم أسرى لأعراف كانت تعمل بها العشائر لبساطة الحياة آنذاك ولا زالوا دون تفكير في مدى صحة ما ورثوه ,ولا تزال غالبية الزيجات تتم دون رؤية أحدهما للآخر إلا في يوم الزفاف , يعيشون سوية وينجبون الأبناء دون أن يضعوا بعين اعتبارهم أية قيمة للعقل والتفكير , بل ما يعنيهم هو تلك الأجساد الآدمية ولتلبية رغباتها فقط, وأبنائهم على نفس نهجهم , وهكذا تدور بهم الدوامة وتدور وترجع إلى نفس النقطة.
للأسف لا زالت القوانين ضعيفة أو شبه معدومة ولا يوجد قانون يحمي الأرواح من تلك العادات والتقاليد البالية التي مازال يتمسك بها البعض الكثير بسبب فشلهم في الاندماج بالجديد .
فأين القوانين من كل ما يجري ؟وكيف لقانون الغابة في أن يعلو على قوانين الدولة ؟



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منزلة المرأة وتكريمها من قبل الشيوخ
- الطلاق كدعوة لحياة الفسق والإباحة به
- الضحك على النساء تحت مسمى شرف الأمومة
- عن أسباب دونية المرأة ووضع اللوم عليها
- ألخيانة المشروعة
- قانون الجعفري ينال من حقوق المرأة ويفتح الأبواب لصراع طائفي
- لا زالت المرأة تمثّل عنوانا لفتنة الرجل وخطيئته
- لأنها امرأة فقط
- باسم الشرع والقانون شاع الفساد وصار مشروعاً علنياً
- الحكمة والدافع الرئيسي من تعدد الزوجات
- حق المرأة في الطلاق , أمام حق الرجل في تعدد الزوجات
- علاقة القهر الاجتماعي للمرأة بإبداعها الغائب
- رسالة ألست مبسوطة الى كل العالم / القناعة كنزٌ لا يفنى
- ليبقى الوضع على ما هو عليه ( والمعين هو الله )
- ما بين السوط وتعليقه ولعنة الملائكة الأبدية لا زال قهر النسا ...
- أنا عار .. والعار يجب ان يُغسل (صرخة مكتومة)
- شرف الحرية
- دعارة الجسد هي نتاج لدعارة الفكر
- الحمد لله الذي عافاني فيما ابتلى به غيري
- خوفاً من النار أم تجنباً منها ؟-- طمعاً في الجنة أم طموحاً ل ...


المزيد.....




- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء
- عُمان: اعتقال 3 أشخاص وعشرات السيدات بينهن مصريات وإيرانيات ...
- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - ضعف قوانين الدولة أمام قوانين العشيرة // ظاهرة النهوة