أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - الحكمة والدافع الرئيسي من تعدد الزوجات















المزيد.....

الحكمة والدافع الرئيسي من تعدد الزوجات


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 20:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الحديث عن تشريع تعدد الزوجات متشعب ومتكرر ويحتاج للمزيد والمزيد من الذكير لإبراز سلبياته والبدء من الجذور , وأيضا إلى تناول هذا الموضوع لما له من أثر كبير بكبر حجم معاناة المرأة منه .
لنستطلع هنا الأسباب الموروثة التي أعطت للرجل حقوق إضافية لا مبرر لها سوى أنانية الرجال والتي اهتمت بشهوات الرجال الجنسية فقط فأعطت له الحق في أن يعدد زوجاته ومن ضمنها :
-- جاء تعدد الزوجات بحجة منع حالات الخيانة للرجل على اعتبار إن طبيعته تكمن في تلك الشهوة العارمة والغير مكتفية والذين يغلب على طابعهم الملل , فمن خلال السماح له بتعدد زوجاته ستُحصر تلك الطبيعة في تعدد الزوجات , وسيبتعد الرجل عن فعل الخيانة , لهذه الأسباب التي تحججوا بها كوفئ الرجل على ضعفه بتعدد زوجاته بدلاً من تحديد وكبح استهتاره بغرائزه الحيوانية ومحاولة جعله يقترب من الإنسان في داخله ومن ثم يحثه على احترام زوجته وعدم إعطائه المجال للاستهانة بها .
فمنع الخيانة لا يأتي بإباحيتها للرجل من خلال السماح له بتعدد زوجاته بحجج واهية وغبية , ولكنها ستكون بمثابة تشجيع لفعل الخيانة وليس العكس , وكذلك حلولهم اقتصرت على الرجال الذين هم بشهوة عارمة تجعله هائجا كالحيوان , متناسين بأن هناك نساء أيضا يعانين من تلك الشهوات , كما هم بعض الرجال الذين وضعوا لهم تلك الحقوق التي اعتبروها حلولا , فتغاضوا هنا عن رغبة المرأة فيما لو كانت لديها رغبة في التغيير أو كانت تعاني من تقصير الزوج في إشباع رغباتها أو لأسباب عديدة , واقتصرت الحلول على حاجات الرجال فقط , تجاهلوا طبيعة تلك النساء وابتعدوا عن الخوض بتلك الطبيعة , فكُتِمت رغباتها عمداً بالإضافة إلى إنهم اعتبروها من ضمن العار الذي يُلحق بها وبهم فيما لو أنها كانت لديها رغبات كتلك التي هي للرجال .
_جاء تعدد الزوجات أيضا لإعالة اليتامى في وقت كانت المجتمعات فيه بحالة من الحروب المستمرة وفوضى عارمة تعتمد على الغزو والسبي مما تسبب عنها ونتج منها أعدادا من اليتامى ليكونوا بدون معيل , فصار للرجل حقاً في ان يتزوج أربعة نساء بحجة أنه سيعيل هؤلاء اليتامى , ولكن ما بالنا اليوم وبعد أن خرجت المرأة للعمل وشاركت في أعالة بيتها , وأقول بيتها ولا أقول زوجها هنا لأنها صارت مسئولة عن إعالة أبنائها كما هي مسئوليته , فلم يعد الرجل المسئول الوحيد بعد ان امتلأت الدوائر الحكومية بالنساء , والشركات والمعامل الأهلية بالعاملات , بالإضافة إلى العديد من الأعمال , ولكن برغم هذا استمرت القوانين على العمل وفق احتياجات ذلك الزمان وعلى تعاليم قديمة دون ان تأخذ بعين الاعتبار تغيير طابع الحياة وتفكير الإنسان واختلاف طباعه , بل وصار عمل المرأة بمثابة إضافة لحقوق الرجل بعد أن سحب حق من حقوقها في تلك المجتمعات التي كانت المرأة تعتني بشؤون البيت فقط , وتناسى رجل اليوم بأنها غير مكلفة في الإسلام بالنفقة على بيتها بل كانت من واجباته ومسؤوليته فقط , أما اليوم فبدأت المرأة تعطي وتزيد من مسؤولياتها ولكن القوانين لن تعطيها البديل واستمرت على أعطاء الرجال الحقوق في أن يعدد زوجاته .

_ جاء ألتعدد أيضا لزيادة أعداد الأمة ولزيادة الأيدي العاملة في الوقت الذي نحن فيه اليوم لسنا بحاجة لتلك الأعداد بعد ان صارت مجتمعاتنا تعاني من الزيادة السكانية وبكمية دون أي نوعية .

_ زيادة أعداد النساء على الرجال وللتقليل من نسبة العوانس , وتناسوا بأن هذه النسبة هي غير ثابتة بجميع المجتمعات , وهناك مجتمع تفوق به أعداد الرجال على النساء , بالإضافة إلى أن هذا لا يُعتبر حلاً لمشكلة امرأة عانساً لأنه سيكون على حساب امرأة أخرى والتي هي بالتأكيد سوف لن ترتضي بمشاركة زوجها من امرأة أخرى, وعليه
فأنها ستكون معادلة خاسرة وغير صحيحة , بل إنها زادت عليها مشكلة أكبر منها لما تتضمنه من خراب للأسرة وتفكّكها وضياع الأبناء وزيادة الحقد والكراهية فيما بينهم باستثناء العواقب النفسية وما سيترتب عنها من أضرار تُلحق بهم .

_ قد تكون الزوجة مريضة فيحق للزوج أن يرميها للشارع فيما لو رغب في هذا , ويستبدلها بأخرى صالحة وسليمة , فأي عدل يجعلنا نقتل بصمت من صار غير صالحاُ للخدمة أو للاستخدام ؟

كل ما جاء ذكره هنا يُبعد الإنسان عن إنسانيته ويحثهّ على علاقات خالية من المودّة والرحمة , وكذلك استُثنيت هنا المرأة وما سيترتب عليها من معاناة جمة بسبب تهميش دورها ورغباتها فيما لو أُصيب الزوج بمرضاً أو بروداً معيناً ولم يعد يُلبي غرضها واحتياجاتها منه فهي في النهاية إنسان لو أردنا أن نعدل فيما بينهما , وكذلك عدم اعتبار لمشاعرها ولغيرتها من جراء ذهاب الزوج إلى امرأة أخرى .
لا أقول هذا حثاً لعلاقات تخلو من المشاعر ولإباحية الرغبات لكلا الجنسين بقدر ما هو حصر وتشذيب لتلك الرغبات وللجنسين معاَ , لكنهم تجاهلوا نار الغيرة التي ستحرقها عندما يتركها الزوج ويذهب ليتمرغ بين أحضان ضرّتها وهي وحيدة , بحجة اكتفاء المرأة برجل واحد , وأكيد هي ستكتفي وستتعود مرغمة بعد ما لاقته وتعرضت له من قمع وفرض عليها زوجاً واحداً , وهي ليست طبيعة بكل الأحوال بل هي جاءت كنتيجة , فطبيعة الإنسان لا تختلف منذ ولادته بقدر ما تتغير بفعل المفاهيم والقيم المجتمعية السائدة .

لا انشد الاعتناء بالغريزة هنا لمن سيتصور ذلك , ولا أنشد إعطاء المرأة سخاءً منقوصا لها رغم ان هذا حقها الإنساني , فهي تغرق بكم من النواقص لا تُعد ولا تُحصى , وسيكون من السخف لو إننا اعتنينا بتلك الرغبات أمام ما تعانيه من إذلال وإهانة , ولكني اعتني هنا بالعدل والمساواة الذي يتشدقون به وللرجال فقط دون النساء , ولو أرادوا تطبيق هذا العدل عليهم بالاهتمام برغبات الجميع دون استثناء .
ولكن كل ما جاء ذكره من حجج في أن تعدد الزوجات جاء لمنع حالات الخيانة والبلاوي الزرقة الباقية هي واهية وقامت على تدليل الرجل وإعطاءه حق التغيير فيما لو أصابه الملل لا أكثر من هذا .
نحن ننشد لمجتمع راقي يصب اهتماماته على تطوير وضعه وان يجد حلولا لمشاكله بعد معرفته لمسبباتها , لا ان نعتني بغرائز الرجال ومحاولة تشجيعها وتلبيتها له على أساس حقوق المرأة وكرامتها , فما أسهل توظيف الإنسان وتشذيب غرائزه الحيوانية لو وجد المحيط الذي يكبح بداخله جميع أنواع ضعفه ويعتني بالإنسان بداخله أكثر من ما يعتني بالحيوان الكامن بداخله , ولكن مجتمعاتنا لعبت على أوتار ضعف الإنسان وصارت تتغنى بتلك النفوس التي صبت جلّ اهتمامها لغرائزها .

إبداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا .... بهم نهزم التخلف وننصر الإنسانية



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق المرأة في الطلاق , أمام حق الرجل في تعدد الزوجات
- علاقة القهر الاجتماعي للمرأة بإبداعها الغائب
- رسالة ألست مبسوطة الى كل العالم / القناعة كنزٌ لا يفنى
- ليبقى الوضع على ما هو عليه ( والمعين هو الله )
- ما بين السوط وتعليقه ولعنة الملائكة الأبدية لا زال قهر النسا ...
- أنا عار .. والعار يجب ان يُغسل (صرخة مكتومة)
- شرف الحرية
- دعارة الجسد هي نتاج لدعارة الفكر
- الحمد لله الذي عافاني فيما ابتلى به غيري
- خوفاً من النار أم تجنباً منها ؟-- طمعاً في الجنة أم طموحاً ل ...
- صوت المرأة في انتخابات العراق عورة , تحت وصاية الرجل وحكم -- ...
- نحن لا نحب الله
- سرقة من تحت الحجاب
- قتلها بهيمنته وقتلته بسكينها ... فهل هي القاتلة ام هي المقتو ...
- حواء من ضلع آدم أم آدم من رحم حواء / اسباب دونية المرأة
- أفكار في قضية المرأة ( من هو المسؤول عن تردّي أوضاع النساء )
- الدين والشريعة لا تهذب الأنسان ولا تعلمه الأخلاق
- متى ستحتفل المرأة العربية بعيدها
- أفكار في قضية المرأة --- علاقة الأضطهاد والقمع بأبداع المرأة ...
- كم نحن بحاجة لغسل عار العقول


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - الحكمة والدافع الرئيسي من تعدد الزوجات