أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014 - فؤاده العراقيه - لا زالت المرأة تمثّل عنوانا لفتنة الرجل وخطيئته














المزيد.....

لا زالت المرأة تمثّل عنوانا لفتنة الرجل وخطيئته


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 00:07
المحور: ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014
    


يقولون بأنها كانت ولا زالت السبب في خطيئة الرجل منذ بداية الخلق والخليقة , ليستغلها المحيط أبشع استغلال, هكذا ضاعت حياتها سدىً وسط زحام هذه المفاهيم , مفاهيم خاطئة لمجتمعات تغرق في غفوة امتدت لقرون عديدة, ألزمت المرأة بحدود لا تتعدى تلك التي أرادوها لها , والتي جاءت نتيجة لزمان ولّى بظرفه , لتجعل هذه المفاهيم من الثبات لقناعة الغالبية على فكرة واحدة وهي إن المرأة خُلِقت كوعاء للرجل فقط, وأن أخطاءه تنبع منها , كونها السبب المباشر لخطيئته, والفتنة تكمن في جسدها, وكذلك كونها الجنس الأدنى منه , ليُبرر الرجل أخطاءه ويرميها عليها فينهي عناءه لضبط نفسه وتشذيبها , ومن ثم تُحكمْ السلطات هيمنتها ونفوذها من خلال السيطرة التامة على نصف المجتمع بحجة احترام الموروث من عادات مقدسة لهم وتقاليد قديمة , فحُرمت المرأة من مقومات الحياة الأساسية وصيّرها المجتمع على أساس إنها عار وعورة وعليها أن تتحمل أخطاء الرجل التي جعل لها ما يبررها وصار يتمادى بها , بهذه الحجة هيمنوا على العقول الحاضرة ليجعلوها تقف عند نقطة معينة دون أن تتقدم , فتُعاقب المرأة على أخطاء الرجل بحجة الدين والمشرع تارة وبحجة أن الله خلقه بغريزة لا يستطيع التحكم بها ,وخلقها من حبائل الشيطان , وتعاقب تارة أخرى كونها الجنس الأدنى والتابع له بحجة شرفه يكمن في جسدها ولا يحق لها التصرف به مثل ما يحق له , بل يحق له انتزاع روحها وقتلها أذا استوجب الموقف ليغسل عاره المتمثل بذلك الجسد , والحقيقة هي أنه ينتقم لكرامته التي أهدرتها هي كونها تصرفت بأملاكه بعد أن اقتنع بأنها ملكية خاصة به ولا يحق لها التصرف بجسدها ورغباته هو تعلو عليها سواء كان أخاً لها وأن كان يصغرها سناً , أو زوجاً أو أي قريبٌ لها باستثائها هي , ففرضوا عليها حجاباً لرأسها وعقلها وتلك كانت الحلول التي توصلوا لها أو الأساليب التي اتخذوها حجة وهي أن المرأة عورة وسفورها يمثل خطاباً علنياً يكشف استعدادها للتعامل بجسدها وكأنها تعرضه في سوق نخاسة عقولهم وما عليها سوى أن تختفي عن أنظارهم لتتجنب اغتصابهم لها وتحرشاتهم بها !!, بدلاً من منع أنفسهم وتشذيبها وتقويم عقولهم , فرسخت هذه الفكرة في عقلية المرأة قبل الرجل, وسلبتها حياتها دون ان تدري كيف سُلِبت منها , أو دون أن تدري إن لها حياة يجب ان تكون حرة ومن حقها أن تحياها كما ترغب هي لا كما يرغب هو , ولم يتوقف الرجل ليسأل نفسه كيف لا يستطيع أن يكبح جماح نفسه الأمارة بالسوء دوما , وكيف للجنس الأدنى منه كما يتصور في أن يؤثر عليه وهو الأعلى منها؟ , وكيف تستطيع ناقصات العقل في أن تُفقد عقل من اكتملت عقولهم ليصيروا ضعفاء أمامها ؟
هذه النظرة استمدها مجتمعنا ليس من الحياة وما نلمسه منها , ولم تأتي من واقعنا القائم والحاضر أمامنا , وإنما من ماضينا المتخلف والمختلف تماما عن حاضرنا , ومن تعاليم فرضت نفسها على عقولنا بالتخويف من العقاب أولا , ومن ثم الترغيب بمكافئة للذين يعملون بحذافير تلك الأوامر وتعاليمها بعيون معمية , فارتبطت نظرتنا للمرأة بفكرة قديمة , ورسخت في عقولنا دون ان يحق لنا التفكير بها .
نحنُ نخسر نصف مجتمعنا اليوم , وتخلَّفنا حتى عن العصور القديمة بعد أن كانت للمرأة فيها مشاركة فعالة في الحكم مع أخيها الرجل , ولها قدرة على إدارة بلدها وإدارة بيتها , بالإضافة إلى عملها خارج البيت لتُعيل أبنائها , وحتى العصر الجاهلي رغم انتشار ظاهرة وأد البنات في وقتها لأسباب الغزوات والفقر حينها , كانت لها حقوق عديدة ,كأن تكون حاكمة وشاعرة وعاملة في مجال التجارة , هذه الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة اليوم لهي دليل قاطع على إننا قد شوّهنا الطبيعة الإنسانية ,وخصوصا طبيعة المرأة بعد ان وصمت هذه المجتمعات العيب والعار بها فقط وعليها أن تمكث خلف قضبان الشرف والحجاب التي سوّروا رأسها به , وصار عقلها عورة بعد أن كان شرفاً, ليضمنوا هيمنتهم على نصف المجتمع بحجة المشرع والدين .



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأنها امرأة فقط
- باسم الشرع والقانون شاع الفساد وصار مشروعاً علنياً
- الحكمة والدافع الرئيسي من تعدد الزوجات
- حق المرأة في الطلاق , أمام حق الرجل في تعدد الزوجات
- علاقة القهر الاجتماعي للمرأة بإبداعها الغائب
- رسالة ألست مبسوطة الى كل العالم / القناعة كنزٌ لا يفنى
- ليبقى الوضع على ما هو عليه ( والمعين هو الله )
- ما بين السوط وتعليقه ولعنة الملائكة الأبدية لا زال قهر النسا ...
- أنا عار .. والعار يجب ان يُغسل (صرخة مكتومة)
- شرف الحرية
- دعارة الجسد هي نتاج لدعارة الفكر
- الحمد لله الذي عافاني فيما ابتلى به غيري
- خوفاً من النار أم تجنباً منها ؟-- طمعاً في الجنة أم طموحاً ل ...
- صوت المرأة في انتخابات العراق عورة , تحت وصاية الرجل وحكم -- ...
- نحن لا نحب الله
- سرقة من تحت الحجاب
- قتلها بهيمنته وقتلته بسكينها ... فهل هي القاتلة ام هي المقتو ...
- حواء من ضلع آدم أم آدم من رحم حواء / اسباب دونية المرأة
- أفكار في قضية المرأة ( من هو المسؤول عن تردّي أوضاع النساء )
- الدين والشريعة لا تهذب الأنسان ولا تعلمه الأخلاق


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- دراسة نقدية لمسألة العنف القائم على النوع الاجتماعي بالمغرب ... / أحمد الخراز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014 - فؤاده العراقيه - لا زالت المرأة تمثّل عنوانا لفتنة الرجل وخطيئته