أحمد زحام
الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 21:17
المحور:
الادب والفن
كان المكتب خاليا من موظفيه الذين غادروه للاعتصام الكبير الذي تم ترتيبه بمعرفتهم ضدي .
أشعة الشمس توجه نظرها إلى وجهي ، ولم أكن أرى سوى صورا قديمة لرجال يحملون عصي يفرقون بها أطفالا تجمعوا حول منشد ديني ، عرفت فيما بعد أنه أصبح خليفة للبلاد .
لم أجد تحمسا للخروج إليهم ، وأطل عليهم من الطابق الخامس حيث يفترشون أرض المدخل الرئيسي ، جلست على مقعدي وأحضرت كتابا كان معدا مسبقا للقراءة عن طاغور .
تلك الذقون التي طالت فجأة في وجوههم جميعا بعد اعتلاء المنشد الديني مقعد الخلافة ، يفترشون الأرض أمام مكتبي ويواصلون صلاة الضحى بالظهر والعصر ، في البداية طلبوا مني إخلاء مكتبي حيث كان مواجها للجهة الشرقية قبالتهم ، واعترضوا أن أبقى في المكتب عند صلاتهم لأنه لا يجوز أن أكون قبلتهم .
ذقني لم ينبت فيها شعرا يستحق أن يكون لحية تليق بإمام في وظيفة حكومية .
تصل أصواتهم إلى الطابق الخامس ، قالوا أنهم ينتظرون فتوى المفتي في حالتي هذه ، وحتى تأتيهم سيواصلون الاعتصام وابقائي في مكتبي
خروج
وجدوا على مكتبي سطورا مقطوعة من كتاب طاغور
لست أدري أن كنت سأعود إلى الدار ، ولست أدري من عساي أن ألقي على الطريق ، أن هناك في القارب الذي يرسو في الناحية الضحلة من " النيل " رجلا مجهولا يعزف على قيثارة .
#أحمد_زحام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟