أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زهير كاظم عبود - هل تكفي ثلاثة دقائق للصمت ؟














المزيد.....

هل تكفي ثلاثة دقائق للصمت ؟


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 11:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يزل نهر الدم متدفقاً لم ينقطع ، ولم يبخل العراقي أن يروي أرضه التي ما شبعت من دم اولادها ، ولا اكتفت بأجسادهم في المقابر المجهولة التي لم تكتشف بعد ، لم يزل الموت العراقي تحت رحمة الرصاص الخطأ أو بأحزمة أخوة يوسف الناسفة ، لم يزل الموت العراقي برصاص عربي أو أمريكي واحداً .
يتجحفل الشباب صفوفاً يؤدون ماكتبه الزمن عليهم ، يسوقهم الطاغية الى حرب البسوس فيموتون دون ان يتعرفوا على قاتلهم ، ويتضرجوا بدمائهم الساخنة دون ان يتعرفوا على سبب قتالهم ، ويتم دفنهم في أماكن لاتشبه المقابر خالية من الشجر لاتحتوي على شواهد تذكرنا بأماكن موتهم ، لكنهم سيقومون على أية حال حالما ينفخ في الصور .
بعد كل فجر وبعد أن ينطلق الاذان بأسم الله ، تأتي نسائم الموت العراقي اليومي تحصد الراكعين لله في الجوامع ، وتفتك بالمتسوقين خبزاً لعيالهم ، وتقتل الباحثين عن عمل في زمن مرير ، وتمزق أجساد الفتية الذاهبين الى مدارسهم ، وتشوه وجوه الصبايا العراقيات المملوحات ، وتلطخ جدران بيوتنا الفقيرة ، وبعد أذان الظهر تلملم النسوة أجساد اولادها وأزواجها وأعمارها ، وتغسل بقايا الدم الذي يصبغ الأرض بلونه القاني ، بأنتظار موت جديد ويوم جديد بعد أذان المغرب كما حصل في المسيب .
لن تكفينا الدقائق التي أتسمت بالحداد والحزن فلم نزل نتعايش مع موتنا اليومي دون أن نتدبر أمر ان نتطلع الى دقائق أخرى للفرح .
لتكن الأجساد الطاهرة التي بعثرتها أجساد عفنة لبهائم مفخخة في الحلة والمسيب وبغداد وكل مدن العراق الطاهرة التي تدنسها أجساد البهائم العرب بين فترة وأخرى ، لتكن هذه الأجساد الصرخة التي تدوي في ضمائر المسؤول في أن ينزل قصاص الله اليوم بالقتلة ، وأن لاندع الفرصة تفوت علينا لموت جديد ، وأن يكون القصاص عادلاً وسريعا وشافياً ، وأن لانخش في الحق لومة لائم .
ليكن تجفيفنا منابع الأرهاب في أن ننزل عقاب الله في الدنيا بحق القتلة ومن يساهم ويشترك معهم ، ومن يتعاون معهم ، وأن لاننتظر كل هذا الزمن الذي يساهم في قتل أطهارنا ورموزنا بزعم ان يومهم لقريب لتطمين نفوس الممتلئين وجعاً وحزناً ، لكن أعمارنا تنطفيء دون أن نتلمس جدية في الأقتصاص منهم .
وهاهم بيننا وفي قبضات محاكمنا وأمام عدالتنا وتحت رحمة قراراتنا فلنقل فيهم ما يستوجبه الدين والعدل والقصاص الأنساني الذي يحمي المجتمع من قاتليه ، ويحمي القاتل من نفسه .
لن تكفينا ساعات للصمت ، فقد بلغ العلقم الحناجر ، وتيبس الفم ، ولم نزل نترك حدودنا سائبة وأموالنا تتلاعب بها صبيان الطاغية ونسوانه ، لم نزل نحتضن القتلة ومن يتعاون معهم ، ولم يزل أولادنا يخشون القتلة والبعثيين الذين يتسللون كالأفاعي في مفاصل الدولة ، ويلدغون كالعقارب دون تمييز .
لم يزل القتلة ومن يشترك معهم من الداعمين للأرهاب تحت شتى المزاعم واليافطات والحجج ، ومهما تلونت وتعددت الشعارات فهم يريدون قتلنا ، دمنا العراقي المسفوك مع سبق الأصرار ، وأخوة الجب الذين يبتسمون لنا وخناجرهم خلف ظهورهم يجهزون بها علينا ، ويمسحون بثيابنا خناجرهم .
دماء الأطفال في المسيب والنعيرية لم تزل ساخنة وتصرخ فيكم .
دماء العراقيين الأبرياء المستهدفين في يومهم وعملهم وحزنهم تصرخ فيكم .
دماء الشباب من شرطة العراق الجديد لم تزل تصرخ فيكم .
دماء الفتيات الذاهبات الى المدارس والمخطوفات والواقعات تحت رحمة المتحجرين من المستزلمين مابعد صدام لم تزل تصرخ فيكم .
ألم يحن وقت أن نترك الخطابات والتصريحات والجري خلف الفضائيات ؟
الم يحن الوقت لنتدبر أمر الفقراء الذين يستهدفهم الأرهاب ؟
ألم يحن الوقت لنثأر لموتنا اليومي ؟ الم يحن الوقت لنضع خطواتنا في القصاص على الطريق الصحيح ؟
الم نكن على حق ؟ فلم لايجد القتلة مصيرهم العراقي لنوقف أيام الموت المستمر ؟
هل تكفي ثلاثة دقائق للحزن والصمت ؟



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الأرهاب ضد الأنسانية
- صدام أخذنا بقانون القوة فلنأخذه وأعوانه بقوة القانون
- ياسالم البدراني
- نداء الى الأخوة في الجمعية الوطنية العراقية
- رسالة الى الوطن
- فيلق العراق الاعلامي
- مرثية الى العامل احمد عبد الأمير
- الأبيض والأسود
- نريده عراقيا
- هولير التي لن يتوقف حلمها ابدا
- في بيتنا أيراني
- ماذا يريد الأيزيدية من الدستور العراقي الجديد
- زمن الخفافيش
- القتل الخطأ .. القتل الغبي
- فهمي هويدي يحلل من موقع الظالم
- السنابل العراقية تصير 71 سنبلة
- مظفر النواب الساكن في ضمير العراق
- الايزيدية والدستور¨- القسم الأول
- المرأة العراقية مساهمة وفاعلة في بناء العراق الجديد
- فلسطين محطة الصداقة الاولى لشعب كردستان


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زهير كاظم عبود - هل تكفي ثلاثة دقائق للصمت ؟