أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - زهير كاظم عبود - السنابل العراقية تصير 71 سنبلة














المزيد.....

السنابل العراقية تصير 71 سنبلة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1154 - 2005 / 4 / 1 - 12:01
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


من حق التاريخ العراقي أن يتباهى بنضالات أحزابه وتضحيات رجاله ونساءه من اجل أن يصير وطناً يمتليء بالعز للعراقيين وسعادة للفقراء ومستقبل يليق بأهله .
ومن حق التاريخ العراقي أن يستذكر الواهبين أرواحهم نذراً لحلمهم و حلم رفاقهم لوطن يمتد الى الشمس دافئاً و أن يجد الجائع فيه رغيفاً من الخبز وسقفاً يحتمي تحته وكرامة يتباهى بها .
ومن حق التاريخ العراقي أن يستذكر الأعمار التي أنفقها اهل السنابل وهم يتنقلون دون ان تستطيع أجهزة الأمن متابعتهم ومعرفة دروبهم وأماكن اجتماعاتهم ، وأن يستذكر التاريخ قصص التحدي الذي جسدته نضالات العراقيين لسلطات وظفت كل ماتملكه من اجل أن تجتث بقاياهم من ارض العراق فأنتهت وهم يتكاثرون ، واختفت وهم ينتشرون فوق أرض العراق ، وتدنت وهم يرتفعون .
من حق العراق أن يتباهى بسنابل النضال وهي تتكاثر رغم كل ليالي المحنة وجراح تلتحق بجراح وعبور للحدود القصية وزمن بغيض وسماوات تنشر المطر الأسود وشحة المياه وأنتشار الدغل والعاقول بين ثنايا الزرع الصافي لتتألق يوماً بعد يوم سنابل العراق .
لنبارك سنابلنا الممتلئة بحبات النضال والمجاهدة من اجل مستقبل الأنسان في العراق ، ولنبارك عطاء السنابل الممتلئة بحبات العراق النابض بالخير والمحبة والسلام من اجل ان يكون للعراقي بلاداً مرسوم فوق سمائها أعلام الديمقراطية الملونة وترف فوق جبينها الفيدرالية التي تزيدنا توحداً وقوة ، وتصبغها الوان الفرح الأنساني المتجسد في حقوق الأنسان .
وحين تصير السنابل 71 سنبلة ، تتمكن السنابل من العطاء حتى تتكاثر سنابل العراق ، يحق لكل التاريخ العراقي أن يسمي العيد 71 عيد الحصاد الذي بدأت تباشيره مع رسم أسم الحزب الشيوعي فوق هامات الرجال بخط عريض ، وأن يردد الناس أهازيج وأناشيد الحزب الشيوعي في الهواء الطلق ، وان تحفظ البنات والأولاد الصغار نشيد أتحاد الشعب ومسيرة الرجال ، وأن توزع الناس الحلوى مختلط بدموع المحبة والفرح سوية .
ومن حق التاريخ العراقي أن يستذكر العطاء الفذ الذي وقفته النساء والرجال ، في الدرابين السرية والأقبية الخاصة بالأمن ، في أقفاص الأتهام حين يصير الحاكم متهما والمتهمين حكاماً ونوارس ينشدون للعراق ، في تجمعات العراقيين أمام المجالس العرفية ومحاكم أمن الدولة التي تعبت من احكامها ولم يتعب الناس ، في قاعات نقرة السلمان أو سجن الكوت والحلة والبصرة وكل سجون العراق التي صيروها ماركة مسجلة لحزبهم العريق ، او على منصات الأعدام شنقاً هاتفين بصوت يصل لعنان السماء يشق صمت وخوف السجون فيعلو فوق صوت الرصاص ، صوتاً يقول مجداً للحزب ومجداً للرفاق للواهبين أعمارهم لخلاص العراق ، وحين تمتلأ افواه المطمورين بالتراب تصير الجثث المدفونة شهادة ميلاد وشارة ضوء فيختلط الهتاف والضوء بأسم العراق ، أو في تفاصيل أعمار المنفيين والمقاتلين الذين جعلوا من ارواحهم متاريس ونذروها من اجل العراق ، في تفاصيل قبضات البنادق التي كانت منتبهة حين تغفو العيون ، في ليالي كردستان حين تبقى العيون شاخصة بأتجاه سماء العراق ، أو في الأيام التي أحالت العديد منهم الى شيوخ ورجال افنوا اعمارهم من اجل العراق دون ان ينتظروا من ينصفهم أو يهدهد الجراح ، فأضاعوا اعمارهم وخربوا حياتهم وتركوا بيوتهم من اجل أن يتألق اسم العراق .
71 عاماً ولم يزل يرسم من اجل العراق .
71 عاماً ولم تكل السواعد ولم تتوقف الضمائر عن العطاء .
71 عاماً ولم يزل ابدا حزباً للفقراء والطيبين
لكنه الحصاد حين تتحول السنابل الى الوان تبهر العين وتكبر ، وحين تعطي الثمار خيرها ، وحين تتحول الحنطة الى خبز تعده الأمهات اللواتي يزغردن وهن يمنحن العراق فلذات الأكباد وشركاء الروح .
أنه خبز العراق الذي لم يفارق أيامنا وبقينا نشم رائحته من بين كل خبز الدنيا ، ولم يفارقنا في أحلك ايام الجوع والقحط .
في الذكرى 71 تبدو السنابل أكثر نضوجاً ويلملم الحزب كل جراحه فيصير مرهماً ، ثم يبدأ بعطاء آخر وكل عطاءه وكل تاريخه يضعه على اعتاب شعب العراق ويعطيه دون منُة ولن ينتظر أن يأخذ شيء .
لم يزل في أول الطريق بالرغم من تاريخ من الفجائع والتضحيات والعطاء والشهداء الذين يحلون دوماً بين ضمائرنا فطريق العراق طويل ويعمده عرق التضحيات وجهد الطيبين وأرواح تتزاحم حتى تصير غمامة يسير ويحتمي تحتها الفقراء الذين لاسقف لهم غير حزب الفقراء .
ولم يزل في اول الطريق ليس له الخيار ، فقد اختار طريق العطاء دون ان يأخذ منا .
ولم يزل في اول الطريق فقد لاحت لنا تباشير الحلم العراقي ، لاحت لنا بيارق الفرح العراقي وصار للحزب أسماً ورسماً ووشماً في قلوب الناس ، وشعارات يرسمها الأطفال على دفاتر المدرسة دون مقصات ، وصار للحزب جريدة تتباهى بها الأرصفة دون مقصلة ، وتتلقفها الأذرع المعروقة وجيوب الفقراء يقرأها الناس في المقاهي والشوارع المضيئة دون وجل ودون ارتعاش في ضوء الشمس .
وصار للحزب مقرات تأوى المحبين ويلوذ بها العاشقين لأحلام الناس والمبتلين بمحبة الفقراء يتذاكرون ايام السنابل قبل ان تتعدى الواحد والسبعين .
وصار للحزب أذاعة تهتف للعراق وتنشد للعراق وترسم وتغني للغد والمستقبل في العراق .
لقائمة لم يزل يتباهى بها حزب الفقراء تمتد ولن تتوقف تحتوي على سجلاً وسفراً خالداً يضم أسماء ورسوم شهداء العراق ، علماء وطلاب جامعيين وضباط وضباط صف وعمال وفلاحين وأخوات طاهرات وأمهات نذرن أنفسهن للعراق ومعلمين ونخبة من الأعلام والمبدعين شموعاً تضيء لنا القادم من أيامنا كراريس من الكتب التي تضم صورهم التي يفيض منها العراق ، وصفوفاً من الوجوه التي ننحني لها اجلالاً تحمل أعلامها وتكتب أسمائها فوق السنابل التي صارت 71 سنبلة ، كل شهيد او شهيدة سنبلة للعراق أعطت سنابل أخرى للعراق الذي لم نزل نحلم بخبزه ودفئه وسعادة الأنسان فيه .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظفر النواب الساكن في ضمير العراق
- الايزيدية والدستور¨- القسم الأول
- المرأة العراقية مساهمة وفاعلة في بناء العراق الجديد
- فلسطين محطة الصداقة الاولى لشعب كردستان
- هل نسيتم اهلنا في رفحاء
- الأرهاب واحد في كل مكان
- النص الدستوري بين الشكل والحقيقة
- الجامعة المفتوحة بادرة عراقية تستحق الاهتمام
- المرأة الايزيدية
- أبعاد موقف قطر المعادي للعراق
- العرب والكرد في الانتخابات العراقية
- المحكمة الجنائية العراقية الخاصة
- الشرعية
- الأنفلات الأمني في العراق مفتعل أو مخطط له ؟
- شمعة على قبر هادي العلوي
- بيان التجمع العربي لنصرة القضية الكردية
- اخلاق المهنة
- حقا انه فلم هندي
- المسيح يعتذرفي ذكرى ميلاده
- لمن نعطي ثقتنا .. لمن نعطي صوتنا


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - زهير كاظم عبود - السنابل العراقية تصير 71 سنبلة