أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - لمن نعطي ثقتنا .. لمن نعطي صوتنا















المزيد.....

لمن نعطي ثقتنا .. لمن نعطي صوتنا


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1056 - 2004 / 12 / 23 - 11:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


نقلب ورقة الأنتخاب وننظر الى اعداد الشهداء الذين قدمتهم الحركة الوطنية العراقية ، نتلمس أطراف الورقة وننظر الى التاريخ العراقي منذ تأسيس الدولة الوطنية مروراً بفاجعة العراق الأولى ونكبته الوطنية في الثامن من شباط 1963 حين صبغوا العراق بالدم وعاثوا ولوثوا شطآنه وداسوا على قيمه وكرامته ونشروا ميكروباتهم فوق ارضه وفي هواءه وسمموا حياته ونكلوا برجاله وأذلوا نســاءه ، وحاولوا أن يشطبوا على أنسانية العراقي ويسلبوا منه كرامته ، لكن أنسان العراق بقي يتطلع الى اليوم الذي يقلب فيه الورقة بعد ان تعود عصافير العراق الى حقول الفلاحين وتحط البلابل فوق أشجار كردستان ، وتعود الجوامع تصدح بالآذان والكنائس بأجراسها تنشد للرب تمجده في الأعالي .
وحملوا وجوها مشوهة عسكرية او مدنية غير انها متسلحة على الدوام ، غير انها كانت جزء من أخطبوط الشر وأذرع المافيات التي ابتلي بها العراق تحت مسميات باهتة ومبتورة ومشوهة رغم كل البراقع الواهية التي حاولوا أن يستتروا خلفها أو تحتها .
نقلب ورقة الأنتخاب ونسحب نفساً عميقاً بعمق العراق ، وزفرة تمتد من أقصى الصحراء الجنوبية حيث تمتد نقرة السلمان والشبكة والبصية وطريق السماوة وطريق الموت وكل سجون العراق المعروفة وغير المعروفة من ابو غريب والرضوانية والفضيلية حتى قلاع الحدود القصية ، و التي تهلهل فرحاً لأنها تستذكر نزلائها السياسيين وحتى اقاصي الجبال العصية .
للحالم بغد افضل نعطي الصوت ، ولمن يرسم لنا كراريس ملونة وورد شفاف ينبت على ضفاف الهوروفي حدائقنا المقفرة ، للحالم ببيوت للفقراء وبدلات للعمال وهوسات تصاحب حصاد الفلاحين ، للكرامة المعجونة بخــبز التنور المخلوط بعرق الأمهات ودعاء الأباء وصلاة الأجداد والشيوخ ، لوطن ماضاع ابداً ولاضيعه أولاده وبقي يرمق اولاده بلحاظ العيون الدامعة ممتن من وفائهم وغيرتهم عليه ، لمن يعيد للمرأة العراقية منزلتها وقدسيتها وحقها في الحياة وهي الواهبة ، لمن بقي حياً منهم في غرف التعذيب التي أقامها لنا حراسنا القوميين أو غير القوميين ، للدماء التي اصطبغت بها مقرات الحرس ، ولعظام الموتى المدفونين في مجاهل الصحارى العراقية دون هويات ، ولمن لاقبور لهم ولاشاهده تحكي عن تاريخ موتهم ودفنهم وأسماؤهم فقد قيدتهم السلطات أرقام مجردة من الأسم ، للأناشيد التي تحكي لنا عن عباءات الأمهات التي تحمل البريد وسلال الغذاء التي تحملها الأخيات الى السجون القصية فوق رؤوسها وأكتافها .
نقلب ورقة الأنتخاب ونلمح ذاكرة الوطن والهور والجبال ورمال البادية وخطوط المهربين ، وسلاماً لكردستان ابداً ، وديمقراطية لهذا العراق البهي ، وفيدرالية نتغنى بها وننذر لها الروح من اجل ان تحل بالعراق وتنتشر فوق سماء العراق .
نتلمس في أطراف ورقة الانتخاب ملامح وجوه الشباب الذين عافوا شبابهم وقدموا ارواحهم نذراً لهذا العراق ، الوجوه التي وقفت شامخة في المجالس العرفية ومحاكم امن الدولة والمحاكم الخاصة ومحكمة الثورة تهتف للعراق ، والوجــوه التي هلهلت يوم اعدامها فرحاً للعراق الذي نريد أن يكون كل شيء جميل في هذا العراق .
نقلب ورقة الأنتخاب ونقرأ قصص العذاب الذي تشظت معها أرواح وأعمار الشباب الذين نذروا في كردســتان العراق ارواحهم بنادق تؤشر أن الشعب لن يموت وأن الرجال لن تستكين ، وأن الطغاة يسقطون الى الحضيض دائماً .
ونقرأ قصة الأصرار والثبات على العطاء والأخلاص للمباديء واعراساً تختلط بالشهادة .
وتحكي لنا ورقة الأنتخاب عن الأضرابات والمظاهرات والأصطدام مع عصابات السلطة والأختفاء والسجون والغربة الكالحة وعبور الفيافي والحدود والجبال وجوازات السفر التي تئن من كثرة التدوين والشطب والتغيير ، لكنها ورقة الانتخاب أخيراً فقد صار لنا خياراً بأن نختار وأن ننتخب وأن نشطب او نرفض او نقبل أو نمتنع ، بل صار لنا كيان في الدستور والوطن وحق لنا ان نختار .
الشمس التي كانت تشع فوق رؤوس الرجال وهم يمسحون عرقهم وتشع من اجسادهم رائحة العراق ، والنخل الذي يعكس ضوء الشمس فيحيلة الى حزمات تخترق السعف والرطب اللاهث بين عثوق النخل العراقي ، وملح الأرض الذي له طعم لايعادله سوى طعم العراق ، والفقراء الذين يحلمون بقرص الخبز وقرص الشمس وكرامة مبللة برذاذ آذار الناعمة .
وتحكي لنا ورقة الانتخاب عن المنافي والغياب وعيون العجائز التي تتطلع كل العمر الى بيبان وشبابيك ، وبيوت مهجورة ومحجوزة وأمــلاك مصادرة وشعب دون هوية أو جواز سفر ، واطفال لم يشاهدوا النخل ولاعرفوا ابجدية اللغة التي حملها آبائهم بين الضلوع .
لسنابل القمح في مزارع الفلاحين ، ولمعامل العمال الكادحين وللبيوت المسقفة من سعف النخيل وجذوع النخل ، وللصرائف وبيوت التنك ، ولمن لامأوى لهم ولابيت يقيه وأطفاله الحر والبرد ، لمن لاعمل له يطعم منه أولاده الجياع ، لقبور الشهداء والجثث التي استخرجها اهلها ارقاماً دون أسماء ، لصور الشهداء التي تتبارك بها الدنيا والناس ، للأسماء التي لم نزل نبحث عنها دون كلل أو ملل ، للتاريخ الذي يلتصق بهام المجد ويعلوه ، للدرابين الضيقة والرسائل الملفوفة والمفتولة والبريد السري ، لمن علمنا ان نعطي ولانأخذ .
ونقلب ورقة الأنتخاب مكتوب عليها اسم الله فوق العراق .
نقلب ورقة الانتخاب مرسوم عليها اغاني الفرح وصورة اكليل يشع من شمس العراق .
شمس سومر وبابل وأكد وآشـــور وأور والفرات ودجلـــــــــــــة .
شمس العرب والأكراد والتركمان والكلدان والآشوريين .
شمس المسلمين والمسيحيين واليهود والصابئة المندائية والأيزيدية .
نقلب ورقة الانتخاب ونعطي صوتنا للشمس الحمراء ولعرق السواعد التي تبني العراق وتزرع وتحصد للعراق وتنفق شبابها من اجل العراق .
نقلب ورقة الأنتخاب ونعطي صوتنا للمطر والأرض الحمراء الممتلئة بمقابرنا وعظام أولادنا ورفات اجدادنا .
ستمر علينا العديد من القوائم والأسماء ، وسنقرأ العديد من التنافس والتزاحم ، لكن علينا أن نستل منها أسم العراق ومستقبل العراق ومايليق بالعراق .
ينبغي ان نحسم امرنا ونعطي صوتنا لمن اعطى للعراق الكثير من الرجال والنساء والتضحيات والجهاد ومن اعطى للعراق الماضي والمستقبل والحاضر ، ولمن اعطى للعراق البهاء والمجد والمثل التي لم تغيرها كل السلطات الغاشمة .
نعطي صوتنا لمن أقض مضاجع الطغاة ، وجعل الدكتاتور متحيراً في قدرته على الأنتشار واستعادة الأنصار والثبات والأصرار والصمود .
نعطي صوتنا للطاقات والكفاءات ، ولمن يجسد لنا جزء من أحلامنا عملاً ملموساً ويتعايش محنتنا وفرحنا ، ويحرص على حريتنا وكرامتنا .
نعطس صوتنا لم يقر حقاً بحقوق الانسان وبحق الآخر في الحياة ، ويجاهد في سبيل حقوق القوميات والشعوب ، وأن يقر بالديمقراطية كمنهج مستقبلي للحياة ، وأن تكون الفيدرالية طريقنا سوية من اجل خلاص العراق وضمان مستقبل أجياله الواعدة .
نعطي صوتنا لمن ضحى ويواصل التضحيات ويرسم صوراً بهيجة للأنسان في العراق .
نعطي صوتنا لوجوه الشهداء البهية الذين اعطوا اعمارهم نذراً للعراق الجديد .
نعطي صوتنا لمن يعتز بكرامة وحقوق الأنسان ، ويعتز بكرامة وحقوق المرأة العراقية .
ونعطي صوتنا لمن حق عليه أن يرفع شعار العامل والفلاح والكاسب والموظف ، نعطي صوتنا لمن كان على الدوام المطارد من قبل سلطات البغي والظلم والطغيان والدكتاتورية .
نعطي صوتنا لمستقبل العراق .
ونحسم امرنا وندفع بورقتنا الأنتخابية الى صندوق الأقتراع مكتوب عليها اسم العراق .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممدوح ياممدوح .. نودعك الى مصياف
- مزقوا شهادة الجنسية العراقية
- بيان تأسيس التجمع العر بي لنصرة القضية الكردية
- ستبقى المسيحية خالدة خلود العراق
- الأيزيدية تحت مطرقة الأرهاب
- مأساة حلبجة الانسانية المغيبة
- الأمة العربية الى الوراء در
- حوار شفاف عن القضاء العراقي
- حق الكرد في الأختيار السياسي
- الكرد الفيلية مرة اخرى
- تأجيل الأنتخابات
- الطائفية المقيتة
- الأغلبية والأقلية
- القائمة الأنتخابية الموحدة
- أغتيال الأيزيدية
- مفارقات الزمن الأغبر
- غلق التحقيق لمجهولية الفاعل
- حرامية العراق
- خراب الروح وتزوير التاريخ
- أنهم يستهدفون الأنسان في العراق


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - لمن نعطي ثقتنا .. لمن نعطي صوتنا