أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب ضاهر - الراتب مغر














المزيد.....

الراتب مغر


رحاب ضاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


في الغرفة التي يطل البحر عليها تتصفح الجريدة وتتوقف طويلا عند صفحة الاعلانات والوظائف الشاغرة كما كانت تفعل مرارا قبل استقرارها في عملها الذي تحولت اليه بعد تفكير طويل وانتقال من وظيفة لاخرى ، لكنها لازالت يوميا تقرا الوظائف الشاغرة وتسرح في كلمات الاعلان :" مطلوب سكرتيرة تجيد اعمال السكرتاريا والطباعة على الكمبيوتر وتتقن اللغة الانكليزية قراءة وكتابة وان تكون حسنة.
"الراتب مغر "
تريح ظهرها على الوسائد الموضعة على السرير بعناية واهتمام وتبتسم بسخرية من عبارة " الراتب مغر !" الذي كان يدفع لها مقابل " اعمال السكرتارية" والمظهر الحسن .
حين ذهبت الى مكتب المحاماة منذ اربعة اعوام لتتقدم الى الوظيفة التي قرات اعلانها ودخلت لاجراء مقابلة شخصية او " اختبار مواصفات" رفع المحامي وجهه كتمساح هرم واسقط نظراته على صفحة وجهها بتثاقل مفتعل وانعطف الى استدارات جسدها وبقي يقلب الاوراق امامه ويدقق في تفاصيل جسدها دون ان يسألها شيئا عن مؤهلاتها العلمية والعملية،و بعد تفكير قال بكلمات جافة كسنوات عمره بامكانك استلام الوظيفة من الغد.
حين بدات عملها كان عليها ان تتقبل نظراته الشمطاء واقترابه الشديد من نهديها دون ان تصده او تشجعه خوفا من فقدان الراتب المغر
(200 دولار) ، تعد له القهوة وتجلس امامه ليتأملها حتى ينتهي من شرب قهوته وهي تستمع لصرير شيخوخته وهو يتحدث عن مغامراته النسائية وعظمة ابتكار " الفياجرا" التي لازالت تمكنه من ان تتسلل اصابعه المنقوشة ببقع السنين البنية اللون الى نهديها ويتأوه.
ينخر السكري دمه ويسير بعظام هشة تجاوزت الستين ويتقوى بحبوب " الفياغرا " ليجني ثمارها وخيراتها باحتقار ودون ان يحق لها المطالبة بزيادة "الراتب المغر" اضافة الى كنس ومسح الغبار عن مكتبه واستقبال نظرات الزبائن الشبقة برضا ودماثة اخلاق.
ترمي الجريدة جانبا وتخرج الى الشرفة التي تتحدى الشمس في ارتفاعها
تطلب من عاملة الاستقبال ارسال فنجان " كابوتشينو" وتتذكر تاجر الاخشاب الذي عملت معه بعد تركها لعملها لدى المحامي كان لايعرف كيف ينطق كلمة " كابوتشينو " فيطلب منها اعداد فنجان من " الكلبشتينو" ويشخر كمنشار الخشب حين تأتي به اليه. كان يهجم بشفتيه اليابستين كوحش وتخنقها انفاسه المختلطة بقذرات معدته . تدخل الى الحمام وتتقيأ كل ما يمكنها لتتخلص من عفنه على شفتيها وتقبض اخر الشهر ذات الراتب المغر"200دولار " وتتابع يوميا صفحة الوظائف الشاغرة لتتخلص من رائحة فمه الكريهة . تنقلت في اكثر من مكان وذهبت الى كل الوظائف الشاغرة ذات الراتب "المغر " الى ان ملت وظيفتها واختارت مهنة بيع الجسد او كما تسميها " خدمات جسدية " براتب مغر حقا دون ان تدوام ثمان ساعات في المكتب و يستهكلها صاحبه كمتعة له واجيرة في نفس الوقت وبذات الراتب دون ان يحسب " اعمال الجسد "كدوام اضافي .في حين ان وظيفتها التي استقرت بها تحتاج فقط لساعة او ساعتين تقضيها يوميا مع احد الاثرياء في احد الفنادق الفخمة وتكون فيها كأميرة ترفل باغلى الملابس وتدخل افخم المطاعم وتنهال عليها الهدايا ثم تعود بعد ذلك الى منزلها وتستحم دون ان تبذل اي مجهود . تتامل الاعلان وترمي الجريدة جانبا وتخرج من غرفة الفندق وهي تفكر بالفتيات اللواتي يقران الاعلان وسيذهبن غدا لاجراء مقابلة "جسدية " . .!!



#رحاب_ضاهر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذاء الامير
- اسود فاجر
- خارج الجسد
- كأنك يوسف
- سنوات صدام
- FASHION
- -عروسة لبنة-
- امي
- عصير قصب
- قصيدة شبقة
- رغبة واحدة لثلاثة وجوه
- لبنان بين الموالاة والمعارضة وستار اكاديمي
- سارس سعادة
- كالك فلوور
- فتنة المرايا 5
- ليس وقتها
- فتنة المرايا 4
- فتنة المرايا
- فتنة المرايا - 2
- فتنة المرايا-1


المزيد.....




- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات
- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية
- السعودية.. مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم مايكل كين وج ...
- المخرج الأمريكي شون بيكر: السعودية ستكون -الأسرع نموًا في شب ...
- فيلم -الست-: تصريحات أحمد مراد تثير جدلا وآراء متباينة حول ا ...
- مناقشة رواية للقطط نصيب معلوم


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب ضاهر - الراتب مغر