أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب ضاهر - رغبة واحدة لثلاثة وجوه














المزيد.....

رغبة واحدة لثلاثة وجوه


رحاب ضاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1165 - 2005 / 4 / 12 - 11:43
المحور: الادب والفن
    


(1)
تكامل


بين زغب الشهوة و وساوس الأنثى تتلوى ، تستجدي ظلا يرخي ظلاله عليها ويخرج تأوهات الكبت اليومية من جسدها . تتسلل أصابعها في ساعات توهجها الليلية إلى اسفل تلامس طراوة انثوتها وتخنق شهقة اللوعة في صدر الوسادة . منذ سنوات الاكتشاف الأول لوادي الرغبة تمارس هذا الاكتفاء الذاتي مع جسدها، لكنها تشعر أن عروقها جافة وجسدها فارغ بحاجة لماء ساخن يبلل جفاف سريرها .
تتصارع الرغبة والأمومة في جوفها فينفر الزواج من فمها كأحمر داكن :
"الحياة تكامل ، المرأة تنتهي في الثلاثين ، تصبح حاوية نفايات لا تصلح سوى لاعمال النظافة المنزلية "
"العمر يمر كقطار سريع والخصب يقل يوما بعد يوم "
انتظرت طويلا في صف الأيام لكن أي عريس لم يلحظ وجودها إلا بعد أن حصلت على الوظيفة ذات الراتب المثير اصبح هو محط الأنظار لاهي ، ملامحها معتدلة ومرتبة ، وجسدها طويل ومنظم كل شيء في مكانه ،اشتهاءاتها تترقرق تحت جلدها تحلم بالرجل والأطفال والبيت . "الحياة تكامل" تضم راتبها إلى راتبه ليتكامل الزواج!!
الزواج الوثيقة الشرعية لكل ما يحمله جسدها من خوف وقلق وانتظار ولهفة ووادي سحيق من الشبق المطمور فلماذا يؤرقها هذا التكامل ؟!!
تنظر إلى الراتب تعبث به...تنزلق يدها إلى اسفل إلى ذلك المعتم الذي لا تنظر إليه تتحسسه.... تتأوه .....تردد الحياة تكامل .


(2)
تسابق

يتأمل هيئته في المرأة، يعدل ملابسه ويزيد من كثافة عطر الرجولة "فهرنهايت" على عضلاته يجب أن يسيطر على انفها ليفوز بها ويصبح القط المدلل للآنسة الصغيرة يجب أن تختاره هو من بين المتنافسين للزواج بها ومصاهرة أموال والدها .فلقد مل من تلك الخمسينية التي تفرغه من شبابه وتملأه بشيخوختها وتصم أذنيه بشخيرها، تهجم عليه كقطة جرباء تنهش لحمه وتعتصر رحيق رجولته بين فخذيها، يبقى صامتا ممددا على سريرها الهرم متوسدا الصمت والعجز منتظرا هباتها وعطاياها ، يفقد صبره أحيانا يكاد أن يخنقها شبقا ليريحها ويستريح لكنه يتراجع حين يسمع شهقاتها المتفسخة .
.يحاول مرارا أن يخرج من سريرها لكنه يعود خائبا حين لايجد عملا يتكسب منه .اعتاد منذ اكتمال البدر الأول لرجولته أن يكون "الفتى البديل" في السرير ، تشرق النساء بالرغبة حين يلوح جسده الزاخر بملذاتهن . حدث ذلك منذ زمن بعيد حين بدء بالعمل سائق اجرة حينها طلبت منه أن يوقف السيارة ويصعد معها إلى شقتها ، ناولته قارورة عطر "فهرنهايت" وطلبت منه أن يغرق جسده بها ، انقضت عليه تشمشمه وتلثمه وتصهره بين يديها من ذلك الحين عرف عطر الرجولة وان جسده راس ماله فعمل على بنائه وتشييده عضلة عضلة لينتقل به من أرملة لأخرى ومن ملهوفة لأخرى . عرف طريق "الكوكتيلات النسائية"واصبح رجلها الأول، لم يتبق في جسده موضع إلا وغرزت فيه نساء المدينة سهام شهواتهن، لكن هذه الأخيرة أحكمت قبضتها عليه . كانت الأكثر ثراء وجشعا شبقيا ، ما أن تنتهي من افتراسه حتى يهرع إلى الحمام ويفرغ جوفه منها ويصب عليه الماء ليغسل عن جلده بقاياها ،يفرك حواسه بالليفة بعنف حتى تتساقط أمامه كومة سوداء يدوسها بقدميه تبقى آثارها عالقة على رقبته وصدره كوشم لأفعى لاتشبع .
يغرق جسده بعطر الرجولة ويضع قليلا من "الجل" على شعره ويستعد للسباق ليستريح من "عواء" القطة الجرباء"
(3)
تصالح
تلمع في رأسها بضع شعيرات بيضاء ، تعدل من تسريحتها لتخفيها فالوقت مازال مبكرا وعليها أن تحافظ على رونقها وماء الحياة في وجهها فالنصيب لم يات بعد ، وما زالت تحلم بقصة حب كأغنية لام كلثوم تبدا بوصلة غرام وتنتهي بقرار زواج ،تذهب بعيدا مع الأغنية ، كان الحب مثل الأغاني يبدا رويدا رويدا ويطول يتخلله قرارات وجوابات وقفلات و أهات ، تعزفه فرقة موسيقية كاملة ، لكن اليوم كل شيء تغير واصبح سريعا مثل الأغاني سريعة وصاخبة وهابطة ويكفي "أو رغ " واحد للعزف عليه .
يروق لها الرقص على الأغاني الممتدة حتى ساعات الفجر الأولى تستنسخ فارسا من الماضي يحملها على حصان اسود لونه من طول الانتظار لكنها لاتياس وتبقى تأمل وتنتظر وتعدل من تسريحتها وحين يشتد العزف داخلها تدخل في موجة الأغنية السريعة فتقطف اشتهاءاتها قطفا وتبقي على عذرية أحلامها بانتظار العريس الذي تأخر كثيرا فلا أحد يفكر بالتكامل مع سكرتيرة متواضعة الراتب أو التسابق إليها ليقتسم معها شح الأيام .
بين الطرب والهبوط تجتزىء وصلة للتصالح مع وقتها ورسم دور البطولة للذي سيأتي ب"ليلة حب حلوة" وبين الوصلة والأخرى ترقص على "الليلة ذوب ولازم نرضى بالمقسوم"!!



#رحاب_ضاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان بين الموالاة والمعارضة وستار اكاديمي
- سارس سعادة
- كالك فلوور
- فتنة المرايا 5
- ليس وقتها
- فتنة المرايا 4
- فتنة المرايا
- فتنة المرايا - 2
- فتنة المرايا-1
- سندريلا
- معرض بيروت للكتاب
- ايميلات عشق
- ايميلات عشق لرجل غائبا حتى في حضوره
- المتجردة
- حوار فضائي مع الشاعر سلطان الحداثة
- قارئة الفنجان
- عميلة!!
- سود شراشفنا
- new look
- خطان متوازيان


المزيد.....




- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب ضاهر - رغبة واحدة لثلاثة وجوه