أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب ضاهر - عصير قصب















المزيد.....

عصير قصب


رحاب ضاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1170 - 2005 / 4 / 17 - 14:34
المحور: الادب والفن
    


عصير قصب
قصاصات لبقايا عشق
( حاذر وانت تقرا هذه القصاصات ان ينسكب عصير القصب على يديك)

(1)

كان ينهمر علي غزيرا عصير القصب واحس باللزوجة والدبق ينتشر على جسدي واصوات النسوة تاتيني غير واضحة ، لكن عرفت انها تواسيني وتصبرني .
هل مات؟
تقريبا!!
مات البارحة . . . وانسكب علي عصير القصب ليغسلني من حب ملعون ورجل مسموم، يأتني صوت النسوة مواسيا وانا امددك على نعش النفاق الثقافي واضع قربك بطاقتي دعوة لنشرب معا عصير القصب .
هذا العصير الذي كنت ارتشفته اول مرة بحذر وقرف وانظر اليك بريبة وشك وانت تشرب منه بنهم وشراهة عدة كوؤس وتتحدث عنه بلذة وتقول انه مغذ ومقو جنسيا . لم الق بالا لتلك الفوائد ولم اع انني ساكون لديك كلذة شرب عصير القصب !


(2)

كيف لاابرأ جرمي امامك؟!!
ولااتلمس العفو لخطاياي معك؟!!
كيف لااقول ما لم استطع ان اقوله في حضرة الكلمات والاشعار التي اغوت كلينا فجرتنا لفعل الحب في مدينة لايتسع وقتها لهذا الترف؟!!
كيف لااطلب الغفران في لحظة موتي في قلبك حين قررت شنقي بمقصلة الكلمات ؟!!
كيف لااتلو صلاة اخيرة امام عينيك علها تفغر لي ما اقترفت يدي معك ؟!!
احبك، لكني رجل شاذ في سلوكي معك والشعر عادة سرية امارسها في الخفاء وجسدي خنادق ودهاليز لقصائد مهربة عرضتها عليك فمددت لها يديك لتأخذك او تأخذيها معك صوب الشمس
كنت امراة لكل اللحظات والاوقات وعود ثقاب من الحب ، من العشق ، من الفتنة وكنت قابلة للاشتعال مرة واحدة فقط، نعم مرة واحدة تشتعلني لتملأ حرائقك عالمي واوراقي وكتبي .
عندما رايتك لاول مرة شهقت رغباتي وتمنيت لو اشعل بك كل البارود والشهوات في داخلي ، اقتربت نحوك وانا اعلم انك ستكونني " ورطة" وكنت احلم بالتورط معك في فصول لقصة حب لن يكتب لها النجاة .

فأنا – ياسيدة الفراشات- رجل مسكون بالاوهام والاحزان والشهوة والاشتهاء والعجز وانت شجرة لوز يبني الحب اعشاشه عليها ، فكيف لا يغريني اللوز بأكله ولاالعصافير باصطيادها .


( 3)


كانت كلية الاداب تضج بالفوضى والارتباك واللااداب والجنس المغتلس في ساعات الفراغ وسياسيات وطاويط النهار ، من وسط هذه الفوضى والضباب الملوثة بأدخنة السيارات وابواق الرياء خرجت عليّ وتلوت امامي صلوات من شعر ومن نثر ومن شهوة، تنصب لي فخ الكلمات لاقع فيه وتستدرجني بالاشعار وشعارات لمدنية مغايرة عن تلك التي تغتصب حواسنا بزيفها ونفاقها وترسم لي خرائط لعالم قلق ، متردد يستهوي هذا القلق اعماق ذاتي فاتبع شكك والغي يقيني بحثا عن جنة مفقودة في ارض غير ذي زرع ولاحب .



(4)

عندما انتهيت من قراءة قصيدتك في المباراة الشعرية التي اقيمت في الجامعة التفت اليك وكنت في تلك الالتفاتة اجمل قصيدة تمنيت ان اقراها حرفا حرفا .
طلبت منك ان اطلع على ما تكتبين وبلا اهتمام رميت دفترك الاصفر (ديوانك) بين يدي كأنك انت التي ارتميت بين يدي ،فلقد رميت عنقود زهر وربما عنقود متفجرات عندما حلت لي قصائدك ضفائرها وارتدت قمصان اغوائها الشفافة وتمادت معي حين تقلبت امامي بخفة ودلال تختارين حروف الغنج لتكتبي قصائد عشقك التي تحلمين به فاقرئك وانا مستلق على سريري وطبول الجنس تقرعها اوراق دفترك وكلماتك الانثوية الماكرة ، اسير خلف حروفها التي تتفجر تحت اصابعي وعلى مراى عيني .
كانت قصائدك شهية تفور باللوز والعسل وكنت تتدلين في مخيلتي كحبة دراق لوحتها شمس الرغبات فكيف لا "اتورط بك" وانا البدوي والصحراء لم تخرج مني بعد؟!! كيف لاارسم لك بالشعر صور شتى امارس معها شهواتي بلا رقيب . كيف لاامارس معك "الجنس المثقف " وانت خليلة الشعر وعشيقة الكتب تثير شهواتك المكتبات، الاوراق، الاقلام فكيف لااستغل مواقع الرغبة ولاادوخك بكلمات الشعراء لتكافئني بالجسد المثقف ؟!!




(5)
كم كنت بارعا وانت تعيد لي دفتري ، وتفتح الصفحة على الكلمات التي كتبتها ليسيل لعابي وتدغدغني الرغبة في اطرافي ؟!!
كم كنت دقيقا في انتقاء الكلمات لاتورط معك"ورطة شعرية " واقبل دعوتك لنشرب معا عصير القصب خارج مقاعد كلية الاداب .
تتكرر اللقاءات ونشرب معا عصير القصب فتزيد الباه لديك ويتسلق الحب اعمدتي .





(6)


كنت بالنسبة لي اكثر من جسد تقرع فيه اجراس النشوة ( اكرر النشوة والشهوة والرغبة اذا كيف يمكن ان نكتب عن المراة دون هذه الكلمات؟!)
كنت افتقد حضورك في غيابك واشتاق لرنة صوتك حين يضحك باغواء ورائحتك، اقول رائحتك وليس عطرك فالعطر ياخذ رائحتك
ليصير بصمة خاصة بك .
احبك !
هكذا اقولها الان بعيدا عنك بكل صدق . احبك ولكن لم افكر بالارتباط بك فليس بالحب وحده يقترن رجل بامراة .
انت امراة على مقاسات اشعاري ورغباني واريدك حالة شعرية في صفحاتي .
احبك، لكن لاارغب بتناول الثقافة كوجبة اساسية وامراة اتزوجها ، اريد امراة عملية لاتقرا من الجرائد سوى الابراج وتتسلى بحل الكلمات المتقاطعة فالمراة التي تتغذى بالشعر والادب امراة تتعب الرجل وانا لااريد ان اتعب اريد امراة تساعدني في اعباء الحياة فانا رجل محدود الدخل والشعر نوع من الترف لايصلح لمحدودي الدخل في بلدنا . ابحث عن امراة تعرف كيف تفصل راتبي اخر الشهر على مقاس اسابيعه وايامه وليس انت التي ما فكرت يوما ان تسأليني كم اقبض اخر الشهر
كانت الحياة امامك مجرد قصيدة من الشعر لاتنتهي والحياة لي معركة بقاء.
انا – ياسيدة الفراشات – اعيش الواقع بعيون عربية تبحث عن تحصيل لقمة عيش اتقاسمها مع امراة تجيد فنون الطهي وتنظيف المنزل لاامراة يداها ناعمتان كأوراق الخس تنذر روحها للحب ،للاحلام وقصائد الشعراء
فمن اين لنا بالحب في هذه الاوطان الممتدة بين لون الدم والدولار ؟
من اين لنا به وقد طبعت سنين اعمارنا على اوراق مالية نقبضها احيانا بالدولار واحيانا قليلة بالعملة المحلية ؟!!
انتبهي يا سيدة الاوراق من غفوة شفافيتك واطل على الحياة من شرفة الحديد الصلب والباطون وتعرضي قليلا لرطوبة الواقع فالشمس لازالت بعيدة هنا وكما بدانا بعصير قصب ادعوك لننهي قصاصات عشقنا بعصير قصب


(7)

من تحت جراجي الشائكة ازحف واسير على شظايا انكساري ويسيل " دم" القصب على جسدي .
وكما قلت بدانا بعصير القصب فلننتهي به لاسلخ عن جسدي قبلاتك المغلفة بالمرارة وعصير القصب واعيش واقع ملموس او " مموس " لايهم فحين انتهي من شرب اخر ما تبقى من عصير القصب في الكوب لن يعد لدي متسعا للشعروالحب وسأجمع كل القصائد واسكب عليها كاس من عصير القصب واحرقها لتصير قصاصات متناثرة تضيع خلف الافق .



#رحاب_ضاهر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة شبقة
- رغبة واحدة لثلاثة وجوه
- لبنان بين الموالاة والمعارضة وستار اكاديمي
- سارس سعادة
- كالك فلوور
- فتنة المرايا 5
- ليس وقتها
- فتنة المرايا 4
- فتنة المرايا
- فتنة المرايا - 2
- فتنة المرايا-1
- سندريلا
- معرض بيروت للكتاب
- ايميلات عشق
- ايميلات عشق لرجل غائبا حتى في حضوره
- المتجردة
- حوار فضائي مع الشاعر سلطان الحداثة
- قارئة الفنجان
- عميلة!!
- سود شراشفنا


المزيد.....




- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب ضاهر - عصير قصب