أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ثائر وشحة - الشهيد المقاتل معتز وشحة















المزيد.....

الشهيد المقاتل معتز وشحة


ثائر وشحة

الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 13:25
المحور: القضية الفلسطينية
    




الشهيد معتز عبد الرحيم وشحة
ولد الرفيق معتز عبد الرحيم احمد وشحه في بلدة بيرزيت قرب مدينة رام الله. وقضى حياته القصيرة التي انتزعها وحش الاحتلال في أكناف بلدته الصغيرة الجميلة. عاش معتز سنوات عمره الست والعشرين في مسقط رأسه بالذات، ففيها تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة بيرزيت الأساسية، ثم أكمل المرحلة الإعدادية في مدرسة الأمير حسن.
أعلم علم اليقين أن الكتابة عملية صعبة، خصوصاً عن فتى مقاتل سطر بالأفعال ما تعجز الكلمات والأحرف عن وصفه. ولد المناضل معتز في ١-;-١-;-/٢-;-/٨-;-٨-;-، والتحق بالعمل الوطني والنضالي مبكراً. وليس في ذلك ما يدهش: فقد عايش الرفيق ممارسات الاحتلال وعنجهيته وفاشيته وتجرع مرارتها منذ نعومة أظفاره. كما أن نشأته في بيت كل من فيه كان له نصيب من المطاردة والاعتقال والإصابة والإبعاد جعلت حياته حافلة بممارسات الاحتلال القبيحة. ولعل في ذلك ما يفسر ينبوع الإصرار والغضب والعناد الذي ظل يتدفق في صدره حتى آخر لحظة ويدفعه إلى المقاومة حتى الرمق الأخير. وقد اختار الشهيد الالتحاق بصفوف الجبهة الشعبية والعمل من خلالها وهو بعد شبل صغير يشارك مع نظرائه بيديه ومقلاعه في أنشطة انتفاضة الأقصى العظيمة.
أحب الوطن فأحبه. كان معتز ثائرا منتفضا شجاعاً لا يعرف الخوف أو الضعف أو الاستكانة. كان من النوع الذي يأخذ حقه من فم الأسد مثلما يقال. وكان قليل الكلام صموتاً وهادئاً وعندما يتكلم فإنما ليشير إلى أن العمل هو رأس الحكمة أما التنظير فلم يكن يعنيه في شيء. ومن المقولات المفضلة القليلة لديه: "الوطن هو أنت، فاقتل من يريد قتلك". وبهذه العقلية وهذا الايمان كان يتعامل مع الاحتلال؛ ففي انتفاضة الأقصى كان دوما يتربص بآليات الاحتلال وجنوده وبسيارات قطعان مستوطنيه، ويرشقهم بالحجارة وزجاج المولوتوف هو ورفاق دربه من شبان يلدته بيرزيت. وقلما كان يفوت مناسبة وطنية دون أن يشارك في تنفيذ فعاليات نضالية حقيقية على أرض الواقع. كان نداً وتهديداً "لأمنهم" المزعوم. ولأجل ذلك داهم الصهاينة بيته وقاموا باختطافه من منزله بعد أن عاثوا بالبيت تخريباً وفساداً، واعتدوا عليه بالضرب المبرح. كان ذلك في العام 2006 عندما اعتقل رفيقنا ووجهت له تهم عدة، ولكنه كان صلبا في أقبية التحقيق، فلم يستطيع العدو أن يدينه بالتهم الموجهة إليه، فاضطر إلى الاكتفاء بحبسه إداريا لمدة عام .
خرج رفيقنا من سجنه أكثر حماسة وقوة، وأكثر تجلداً وصبراً، ولا غرابة في ذلك فقد تخرج من مدرسة النضال والفكر الثوري التي يتلقى المعتقل دروسها بين جدران الزنازين وفي رفقة عقول ثورية تصل الليل بالنهار في العمل الدؤوب لصقل الإنسان الثوري وتزويده بالأدوات المعرفية والسياسية التي تيسر له مواصلة الطريق الصعب. لذلك خرج معتز أكثر إيمانا ووعيا بالقضية، فعشق الوطن أكثر وأكثر فاستحق لقبه الذي أسبغه عليه رفاقه: "أبو وطن" نعم عشق معتز الوطن والقضية فكانت فلسطين حلمه العاطفي الأول. وكان هاجسه وشغل حياته وفكره سؤال واحد ووحيد: "كيف السبيل إلى الخلاص من نير الاحتلال وممارساته وظلمه؟ وكيف السبيل إلى الخلاص من اتفاقيات العار( أوسلو) وما لف لفها من اتفاقيات ذبحت الشعب من الوريد للوريد، وجعلت المناضل إرهابياً، وأقرت للجلاد والمستوطن الأوروبي الأبيض أن يلبس ثوب الضحية؟"
قوضت "أوسلو" أسس الكفاح الفلسطيني وتسببت في شرذمة قوى الشعب، وحولت المناضلين والمقاتلين إلى متسولين وأفاقين، وضاع الهم الوطني في لجة الهرج والمرج المرافق للأطماع والمصالح الفئوية. واجه معتز مع القلة القابضة على الجمر ذلك الهوان السياسي والأخلاقي بتفعيل الانتفاضة، فشارك بإقدام في أنشطتها وفعالياتها، واعتقل المرة تلو المرة (خمس مرات) لدى أجهزة السلطة الفلسطينية بتهمة حيازة السلاح، وممارسة نشاطات تابعة للجبهة الشعبية. وفي سياق ذلك تعرض للتعذيب القاسي ممن يفترض فيه أن يكون أخاً ورفيقاً في السلاح. وقد استطاع في إحدى المرات أن يهرب من سجون السلطة، وبقى شهرين متخفياً ومطارداً إلى أن تم الاتفاق على إنهاء ملفه. ولكن هيهات هيهات: إذ ما كاد ينقضي شهر من الزمان حتى اعتقله جهاز أخر من أجهزة السلطة!! وفي الوقت نفسه استمر معتز في مقاومة الاحتلال وخوض المواجهات المباشرة مع العدو حتى إصابته في العام ٢-;-٠-;-١-;-٣-;- بثلاث رصاصات أثناء مواجهات وقعت بالقرب من بيرزيت في سياق أنشطة نضالية دامية شهدتها منطقة بيرزيت وبالأخص جسر عطارة. كان جنود الاحتلال منزعجين من شاب ملثم يخرج لهم من ألف مكان ومكان ويمطرهم الحجارة بمقلاعه الذي لا يعرف الراحة ولا السكينة.
بعد الإصابة مر رفيقنا بمرحلة جديدة من مراحل الانتماء للوطن والعشق الأزلي لأرضه وشعبه وتلك هي مرحلة معاناة آلام الجرح والإصابة وقد تلقى العلاج وقتاً طويلاً وفي مشاف عدة قبل أن تتحسن حالته بعض الشيء. بقيت بعض الشظايا في قدمه، ولكنها لم تكن كافية لردعه عن النشاط الثوري، فوضعه العدو ضمن قائمة المطلوبين فعاش متخفياً مدة 40 يوم مثلما يحيا الثوريون والمطاردون، فلم تكن تغفى عينه، وما كان جسده يعرف طعم الراحة. أما الرفاهية فهي ليست أصلا من كلمات قاموسه. وحتى احتفاله بعيد رأس السنة كان على طريقة الثائر إذ تم اعتقال أبو وطن صباح 1/1/2013 بعد اقتحام مكان سكنه بتفجير باب البيت ثم خطفه والاعتداء عليه داخل المنزل الذي كان قد اتخذه سكناً حتى يشفى من إصابته.
ربما تمكن معتز من الاجتماع بأحبته من أفراد الأسرة في مناسبات قليلة. ولعل أيسرها وأسهلها وأكثرها طمأنينة وأماناً إنما وقعت عندما كان أشقاؤه جميعاً ضيوفاً على سجن الاحتلال حيث تعرضوا جميعاً لتعذيب وحشي لم يفت في عضدهم ولا أقنعهم بالتخلي عن طريق إبراهيم الراعي ورفاقه الذين يصرون على عدم خيانة الطريق، وهكذا تلقى المحقق هزيمة جديدة اضطرته إلى الحكم على معتز بستة أشهر بسبب عدم توافر الأدلة.
كان معتز مصراً على إكمال لوحة العشق الجنوني للأرض النابع من الانتماء الراسخ للوطن، كأنه أحس أن زهور الحنون وشقائق النعمان على أرض فلسطين تعاني بعض الظمأ، فما كان أمامه من خيار إلا أن يحتضنها ويرويها بدمائه. دأب الشهيد قبل عرسه الأخير على الذهاب يومياً ليمطر العدو وقطعانه بالرصاص، كان كثيراً ما يفاجئهم بكمائنه النوعية، فاقتحموا البلدة بعشرات الدبابات، ومئات الجنود، وحاصروا المنزل وطلبوا من أبوطن الاستسلام فما كان رده إلا: "لن اسلم نفسي للأنذال، خسئتم لن تطالوا مني هذه المرة الا وروحي تعانق كبد السماء، تعانق الشهداء وعلى رأسهم قمر الشهداء أبوعلي مصطفى (الذي كان الرفيق ينتمي لكتائبه). وقعت معركة غير متكافئة أبداً، استعمل فيها العدو الجرافات لهدم المنزل إضافة إلى القناصة واحتل مبان محيطة بمنزل الرفيق، وأطلق العديد من الصواريخ على المكان الذي تحصن فيه الشهيد واستعان كلابه المدربة ووحداته الخاصة في مواجهة فرد واحد له عزيمة لا تقهر ولا تعرف الوجل ولا التردد. كان الخيار واضحاً كشمس الظهيرة: إما الأسر أو الشهادة. وقد اختار معتز أن يختم ملحمته بعرس الشهادة: لم يكن ذلك مصادفة فقد أبلغ رسالته لكل من حاول "التوسط" في الساعات الطويلة التي سبقت الفعل البطولي الأخير. وبرهن للمرة الأخيرة أن انحيازه للفعل لا للقول انحياز كامل لا تردد فيه ولا رجعة عنه وترك للمأذون أن يسجل زفافه على عروسه الأبهى والأجمل في ٢-;-٧-;- /٢-;-/ 2014. لذكراه الخالدة في قلوبنا إلى الأبد ألف تحية، ولنا وعلينا في باب الإجلال والوفاء أن نواصل المسيرة.



#ثائر_وشحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستكون عنوان املنا بالقادم/ المقاتل معتز وشحة
- معتز وشحة: الشهيد الذي خذلته
- ألم تنتهي الساعة السابعة ( المقاتل معتز وشحة)
- الكبار لن يموتون والصغار لن ينسوا
- عالم لا نعرفة جيداَ
- ناجي العلي الثائر
- يجب مقاطعة احتلالك لانك انسان
- وهم الانتصارات
- فلسطين
- فأبت الردائة ان تفارق اهلها بمن تسيء لمن احسن اليها
- مفهوم الدولة الامة
- اشتم رائحة اوسلو بنكهة اخوانية
- حاضر و مستقبل اللامساواة الاجتماعية
- دراسة سسيولوجية لكاركاتير ناجي العلي
- بداية الانتصارات وليس اخرها


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ثائر وشحة - الشهيد المقاتل معتز وشحة