أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - الفتاوى المُقرفة قد تهديك السبيل














المزيد.....

الفتاوى المُقرفة قد تهديك السبيل


علي الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 11:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس ما يثير العجب هو الفتاوى التي تصدر عمن يسمونهم بشيوخ أو علماء الدين ، ولكن العجب العُجاب من ردات الفعل التي تصدر عن جمهور المُتلقين لهذه الفتاوى ، وكأن هذا الجمهور لاصلة له بالدين الذي يُعتبر هؤلاء الشيوخ هم أهل العلم والدراية بمكنوناته وخباياه ، مما يجعلك تتسائل هل هذا الجمهور المُتلقي هو حقاً على ذات الدين الذي يُعتبر أؤلائك الشيوخ هم أئمته وأهل خاصته وعامته أيضا ؟

أم أنه يتبع ديانة خاصة إبتكرها لنفسه ، شريعتها هي فطرته الإنسانيه الرافضة للقبح والتشوه.

الذين يُصدرون هذه الفتاوى لم يأتو بشيء من عندياتهم ، ولكنهم يستندون في فتاويهم المُقرفة تلك إلى ما ورثوه من عِلم عن أسلافهم الذين عاصروا ظهور هذا الدين وكانوا الأقرب لفهمه وتأويل نصوصه.


جرت العادة عند الكائن الإنساني البسيط الذي يتمتع ولو بقدر ظئيل من المعرفة أنه عندما يعرض له طرحٌ ما في هذه الحياة ، فإنه يتوجه فوراً وينبش في المعاجم والكُتب ليستجلي مدى صدقية هذا الطرح من عدمها .

هذا ما يقوم به الكائن الإنساني المُتمتع ولو بقليل من الوعي في كل الطروحات التي تهم الشئون العامة لحياته . فكيف يكون الحال إذا ما كان الطرح يتناول أهم شئون الإنسان في هذه الدنيا وهي عقيدته ، الدين الذي يدين به ويبني عليه كل منظومته القيمية التي يعتاش عليها.

تشعر بالدوار وأنت ترى الإشمئزاز والقرف الذي يرتسم على وجوه جمهور المُتلقين لتلك الفتاوى من تلك الفتاوى وممن يُصدرونها ، وكأن هؤلاء الذين أصدروا هذه الفتاوى قد جاؤا بها من بيوت أبائهم.

فهل الإشمئزاز والقرف الذي نراه يجب أن يكون موجهاً إلي مُصدر الفتوى أم إلى مصدرها ؟

كان يجب على جمهور المُتلقين أن يحتفظوا بإشمئزازهم وتقرفهم في داخلهم قليلاً ، حتى يتأكدوا من هو الاحق بأن يُصبّ عليه هذا الإشمئزاز و القرف.

هل الأحق بهذا الإشمئزاز والقرف هم مُصدري هذه الفتاوى . أم أنهم يجب أن يصبوا هذا الإشمئزاز والقرف على أنفسهم بسبب جهلها المُتقع الذي يجعلها تعتنق دين وتؤمن بعقيدة تشمئزُ من شريعتها وتعاليمها.

فعلى هذا الجمهور الذي كلما خرج عليه أحد هؤلاء الحمقى بفتوى من فتاوي دينه المُريعة ، هاج وماج ، وأصدر أصواتاً غريبة تشبه الصوت الصادر عن قطيع من الدجاجات الحمقاوات عندما يداهم قفصها ثعلب جائع ، عليها أن ترتقي بعقولها قليلاً وأن تتصرف كما يتصرف الكائن الإنساني المُتمتع بقدر ظئيل من العقل .

عليها أن تجمع كل تلك الفتاوى التي أثارت إشمئزازها وقرفها وتذهب لتنبش في الكتب التي لا يستقيم لها إيمانها المُفترض بغير الإيمان بها ، لتعرف هل ذاك الشيخ الذي أصدر لها هذه الفتاوى إفترى على دينها كذبا ، أم أن فتاويه تلك هي جزء من شريعة الدين الذي تدعي الإيمان به وعندها يتوجب عليها أن تحدد خياراتها ، والتي ستنحصر في ثلاث خيارات لا رابع لها.

أول هذه الخيارات هو أن يصموا أذان عقولهم عما يسمعون ، ويستمرون في الإحتفاظ بتلك الصورة النقية لدينهم التي رسمتها لهم فطرتهم الإنسانيه الخيرة ، وهم بذلك سيظلون ينسبون أنفسهن لدين لا يقبل إنتسابهم إليه ، لأنهم لا يمتثلون لشرائعه المُقدسة.

وثاني هذه الخيارات أن تبلع هذه الجماهير المُتلقية إشمئزازها وقرفها وتعمل بتلك الفتاوى مادامت قد تيقنت أنها جزء تابث من شريعتها ، فتشرب بول البعير وتسكر بالإيمان وتنتشئ ، ويستمتع الذكور فيها بمشاهدة أزواجهن يُرضعون زملائهن في العمل ، وخدمهم في المنازل ، ويعيشون أجمل لحظات الرمنسيه وهم يمارسون ضجعة الوداع مع زوجاتهم الميتات ، ويعصرون لمونة على زوجاتهن المُغتصبات اللواتي تركوهن ليغتصبن ونجوا هم بجلودهم ويقبلون الإستمرار في العيش معهن بكل أريحية .


أما الخيار الثالث والأخير فهو أن يتخلصوا من سطوة الرعب من النيران والجحيم ، وأن يرتقوا بأنفسهم عن الطمع في جنات لحم الطير المشوي والرمان والغلمان ، ويواجهوا الحقيقة بكل شجاعة ليحددوا خيارهم وبكل وضوح في التمسك بفطرتهم الإنسانيه الخيرة النزاعة للحب والجمال ، والرافضة للقُبح والتشوه ، فيضربوا بعرض الحائط كل تعاليم أو وصايا تحاول تشويه فطرتهم الإنسانية ، بغض النظر عن المصدر الذي يدعي من جاء بهذه التعاليم نسبتها إليه.

بين هذه الخيارات الثلاثة خياران يكسب فيهما الإنسان دين أو وصايا أوتعاليم ليس متيقناً من مصدرها ، مقابل أن يخسر نفسه ، ويتنازل عن فطرته السوية ، لصالح التشوهات التي تُلزمه بها وصايا ذاك الدين .

أما إن أراد الإنسان أن لا يخسر نفسه وأن لا يتنازل عن فطرته النقيه ، فليس أمامه سوى الخيار الثالث .

خيار المواجهة ، وهذا الخيار قد يجعل الإنسان يتخلى عن دين وتعاليم ووصايا إعتاد عليها ولكن بالمقابل يكسب نفسه .

والإنسان إذا ما كسب نفسه فقد كسب كل شيء.
ع



#علي_الخليفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمشق العصّية
- البحث عن الله بين أنقاض الأديان الفضائية
- سرطاناتنا الحميدة
- عذرا معشر الكلاب
- من يتآمر على من في مصر؟
- الثورة لا تخرج من جامع
- دعوة إلى التشيع
- ما الذي تبقى من إسلامكم؟!!
- ديمقراطية الولي الفقيه
- قراءة شيطانيه في ثقافة شيطنة العقل 2/2
- قراءة شيطانيه في ثقافة شيطنة العقل 1/2
- الربيع الفرعوني .. هل يفعلها الفراعنة ؟
- حتى لا تحكمنا موزة
- الجُموع ليست مُقدسة
- لماذا لا للإسلامجيه
- الدولة المدنية الدينيه
- الله يتضور جوعاً
- تضحيات الكفار يحصد ثمارها المؤمنون
- بين المدنية والتدين 3/3
- بين المدنيه والتدين 2


المزيد.....




- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- هيا غني مع الأطفال.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سا ...
- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - الفتاوى المُقرفة قد تهديك السبيل