الاستعمار ونظرية مؤامرة (المؤامرة) !!!

عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لعل المكسب السياسي والثقافي الوحيد الذي يمكن أن نخرج به من مأساة شعبنا السوري الذبيح، إذا كان ثمة مكاسب من الهمجية الأسدية -العالمية ضد الشعب السوري، أننا ما عدنا ننظر بسخرية وتعالي ثقافي نحو نظرة أبائنا وأجدادنا حول الدور الاستعماري للاستعمار القديم (الانكليزي والفرنسي)، باستسهالنا أن نسمي هذه الرؤية بـ(نظرية المؤامرة)...

حيث كنا نتمتع بقراءات الوالد ( رئيس رابطة المجاهدين "رجال الثورة" في حلب وادلب)، بأن ثمة مؤامرة استعمارية تكمن وراء كل مظاهر رذائلنا وفسادنا الوطني والقومي، وفق توصيف أناطول فرانس للوعي الوطني والقومي الحقيقي، بوصفه ذلك الوعي الجذري الذي يتناول نقديا الرذائل الوطنية والقومية بالدرجة الأولى!!! قبل الحديث عن تخريب العدو وجرائمه ... حتى كان يبلغ الأمر بالوالد (المجاهد) أنه إذا انقطعت الكهرباء فجأة ، فإنه لا يتردد أن يعلل الأمر بأن (ثمة مؤامرة استعمارية ) وراء انقطاع الكهرباء ...

طبعا وذلك قبل المرحلة الأسدية (القومية الوطنية الممانعة والصامدة والمقاومة بالتعاون مع حالش حزب اللات وحالش الإيرانيين والروس) !!! حيث بعد المرحلة الأسدية، لم يبق لدى الناس أي شعور بأن ثمة استعمارا خارجيا أخطر وأبشع من الاستعمار الاستيطاني الأسدي..

لكننا اليوم نشاهد واقعيا شكل صياغة واقعنا ومجتمعنا السوري (سلطة ومعارضة )، بذات السيناريو الذي يحدثنا عنه الأباء والأجداد (الاستعمار الذي لا يصنع السلطة فحسب بل والمعارضة أيضا ) ..

كأننا نحو الصورة البدئية النموذجية الأولى لصياغات أفاق المنطقة العربية والشرق أوسطية والإسلامية، وفق(مؤامرة : هندسة سايكس بيكو ... وغيرها الكثير ...

ولهذا فإن أجهزة الاستعمار القديم لم تغير طواقمها وموظفيها خلال قرن، على اعتبارنا أننا العرب والمسلمين لا زلنا خارج التاريخ ...

مما يدعوهم اليوم بكل استخفاف -إعلاميا وسياسيا- حتى للحديث عن انتخابات فعلية وجدية سيخوضها المعتوه الملتاث ابن السلالة الهمجية الأسدية ...بل والأطرف (الهذياني ) من ذلك، أن الصحافة (الانكليزية) تتحدث عن أن (المرشح الأخطر) في مواجهة ابن الأسد، هو صبي حلبي امني معتوه، لا يقل عتها وسفها عن بشار بن أبيه الأسدي،بل لا يقل سفها عن سيده ممثل المخابرات السورية والروسية (الصهر البكداشي قدري جميل )...

والصحافة الانكليزية العريقة تتحدث عن ذلك بجدية و (عراقة ) انكليزية ...ليست حتى بحاجة لعبقرية شيكسبير ليسخر منها مقهقها ...


8Partager

#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل