أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا - ماجد جمال الدين - يوم الطبقة الوسيطة ، المثقفون وأصحاب المهن والبرجوازية الصغيرة والفلاحون من أصحاب الأرض !















المزيد.....

يوم الطبقة الوسيطة ، المثقفون وأصحاب المهن والبرجوازية الصغيرة والفلاحون من أصحاب الأرض !


ماجد جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 21:51
المحور: ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا
    


تلقيت قبل أيام دعوة الحوار المتمدن الموجهة للكتاب للمساهمة في الإحتفاء ب الأول من أيار عيد الطبقة العاملة .. ولا أشك في أن الكثير من الكتاب الأفاضل سيحيون هذه الذكرى بشكل ستفيض به واجهة الموقع ولو بكتابات وأفكار مكررة ..
وأنا ككاتب مستقل لا أستطيع أن أحدد نفسي وفق الخطوط والتوجهات والمسائل التي يضعها محرروا الحوار المتمدن أو ألأفكار التي تجب مناقشتها والمتضَمَنَة في نص الدعوة .. وولذا قررت أن أكتب هذا المقال لتبيان وجهة نظر أخرى قد تكون مغايرة لما إعتادوا عليه من كتابات في مثل هذه المناسبة .

وأبدأ بشرح بعض الخلافات الرئيسة بيني وبين الماركسيين التقليديين قبل أن أدخل في صلب الموضوع في عنوان المقال :
يعتقد المؤمنون بالماركسية دينا أن الصراع الطبقي هو محرك التاريخ أو دافعه الرئيس .. وأنا لا أنكر أهمية الصراع الطبقي ولكني أعتبره فقط أحد العوامل من جملة كثيرة من العوامل الهامة التي تشكل دافعا للتطور الإنساني في خضم الأحداث التاريخية التي تشكل الحلزون الذي سارت به البشرية وحضاراتها .
كما أنهم يعتقدون أن الطبقة العاملة أو البروليتاريا كوريث للطبقات الفقيرة والمعدمة السابقة لها من الكادحين بدون أي رأسمال شخصي من المتغربين عن أدوات ألإنتاج ( من ذلك أقنان الأرض والعبيد وما أشبه ) ، هي صانعة التاريخ والطبقة الأكثر ثورية ، بحجة أنها لا تملك شيئا تخسره أثناء وبعد الثورة عدا قيودها .
هنا أود القول بأن من لا يملك شيئا يخسره ، لم ولن يكون ثوريا أبدا .. بل بألعكس سيسعى لأن يكون داجنا ... أو على ألأقل سيكون متذبذبا متأرجحا إثناء الثورات وبعدها ولا يعرف طريقه في بناء مستقبله ، وهذا يمكن تتبعه على مر التاريخ في كل الثورات التي شاركت بها الفئات المعدمة والعبيد منذ سبارتاكوس إلى القرامطة وإلى الثورة الفرنسية .. وحتى هذه الثورات رغم الجماهيرية الكبيرة لم تك تحرز أي نجاحات تاريخية لولا المساهمة الفعالة في توجيهها وقيادتها من الطبقة الوسطى والمثقفة . ألمثقفون بالحقيقة هم الذين أذكوا روح الثورة ، والمثال التاريخي الأبرز هو الثورة الفرنسية مثلا .
ألأحزاب الشيوعية التي تجاهلت دور الطبقة الوسطى الاقتصادي والإيديولوجي وعادت البرجوازية الصغيرة بشكل همجي متصورة أن بالإمكان بناء أمثولتهم ألإشتراكية إعتمادا فقط على الطبقة العاملة والفئات المسحوقة هي من أفشلت بناء النظم الإشتراكية وخلقت مكانها نظما فاشية وإستبدادية ..

من يصنع التاريخ ؟
لو نظرنا بتدقيق وتمحيص إلى كل التاريخ البشري .. وأقصد هنا منذ ما قبل التاريخ (المكتوب ) .. فسنجد أن كل التقدم الإنساني منذ النياندرتال وبناء الحضارات جرى على يد من صنع وإمتلك وإستعمل أدوات الإنتاج .. الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج هي العمود والرافعة الذي إستندت إليه كل عملية الرقي الإنساني . لم يكن هنالك أي مجتمع يمكن أن يسمى المشاعية البدائية .. هذه مجرد خرافة أطلقها الشيوعيون لتبرير إيدولوجيتهم .. ( البعض إتهمني بأنني أتجاهل وقائع أنه في بعض القبائل البدائية الحية حتى اليوم هنالك نموذج للملكية العامة ، بينما هو يتجاهل أن النظام القبلي والعشائري هو بنفسه يقوم على سيادة رأس ألقبيلة وملكيته للكل بما فيهم وسائل الإنتاج في أيديهم ، بإعتباره الأبوي وكونه الحاكم القوي .. مثل هذا تقريبا نجده حتى في مجتمعات القرود ) .
من بنى ألأهرام ؟ .. حين أتحدث عن الأهرامات المصرية فهذا ليس مثالا فحسب ، بل تعبير مجازي أقصد به كل هرم الحضارة الإنسانية .
قسم يقولون أن بناة الأهرامات هم فراعنة مصر خوفو وغيره ممن أمروا ببناء الأهرامات كي تكون قبورا لهم ولتخليدهم . وقسم آخر يقولون أن بناة الأهرام هم عشرات ومئات آلاف من العمال والعبيد ممن نقلوا الحجارة الصماء حملوها وصفّوها فوق بعض وبالتأكيد مات منهم الآلاف من مشقة العمل غير المثمر من وجهة نظرهم طبعا . الجميع يتناسون أنه لولا وجود نخبة العلماء والمهندسين الذين أثاروا فكرة وفلسفة ، وخططوا لبناء الأهرامات وشكلها ومواقعها ، لما إستطاع أي فرعون أن يأمر بما أمر . ويتناسون أنه لولا آلاف المهندسين التطبيقيين التنفيذيين ورؤساء ورش العمل ألذين حددوا مواقع إستخلاص الأحجار وطريقة نقلها وصقلها للشكل المطلوب ورفعها وأشرفوا على عمل العمال والعبيد في رص هذه الأحجار على شكل أهرامات تحوي داخلها غرف وممرات وقاعات حسب المخطط ، لانهارت كل هذه الأهرامات على نفسها قبل أن تكتمل .


إذا إستثنينا القلة القليلة من أولاد الملوك والحكام وباقي أبناء الطبقات المالكة للعبيد أو أقطاعيات الأرض الكبيرة ( اللاتيفونديات ) ،وكذا بعض من أبناء فئات رجال الدين ومختلف ألفئات الكهنوتية ..، فإن كل العلماء والمفكرين والأطباء والمهندسين والقباطنة وغيرهم ممن أثروا الحضارة الإنسانية ماديا ومعرفيا وروحيا كانوا من الطبقات الوسطى ... سواء من أصحاب المهن الخاصة أو من الفلاحين مالكي الأرض أو من وضعوا رساميلهم في مشاريع تقديم الخدمات .
منذ بدء التاريخ كانت غريزة الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج تدفع هؤلاء لزيادة الإنتاج والتراكم الرأسمالي من أجل مزيد من الغنى والرفاه الحياتي . وبالتالي تحثهم على تطوير وسائل الإنتاج وتحقيق إمكاناته بشكل أفضل بما في ذلك تطوير علائق الإنتاج وقواعدها وقيمها ما بين تناقضهم مع الفئات الحاكمة التي يدفعون لها الجزية وبين تناقضهم في عملية ( إستغلال ) أو الإستغلال الأمثل للعمل المأجور تحت إمرتهم ، ومحاولة تطوير هذه القوى العاملة كي تكون أكثر مهارة وفائدة .. ( من بعض نتائج العلاقات التنافسية هنا أن هؤلاء المهنيين والفلاحين قلما كانوا يستخدمون العبيد والأقنان بل يعتمدون على أبناءهم أو أقرباءهم من الأحرار حتى لا يضيع سر المهنة ولحل بعض مشاكل الملكية عند الإرث ) .

هذه المعادلة في الفقرات الثلاث أعلاه لم تتغير كثيرا بعد بروز الثورة الصناعية وبدء ما نسميه النظام الرأسمالي وظهور مصطلحات البرجوازية والبرجوازية الصغيرة التي تشمل وتكون خلفا لكل فئات الطبقات الوسطى السابقة لها .. وكما سابقا ، في كل القرون الخمس الماضيات كانت هذه الطبقة الوسطى أو البرجوازية الصغيرة ، ( وأحدهم ينعتها بالوضيعة ) ، بكل فئاتها هي المحرك الرئيس للتطور التاريخي العلمي التقني من جهة والإجتماعي الثقافي والأيديولوجي والروحاني من الجهة الأخرى .. وهنا بالطبع لا يمكن إنكار أن الطبقات الحاكمة والممثلة لمصالح الرأسمال الكبير كانت هي المهيمنة على القرار الاقتصادي والسياسي وتحاول تحديد مسار الأمور وفق مصالحها هي و المتصارعة بالتأكيد مع باقي الطبقات والفئات الاجتماعية في الدولة ذاتها أو مع باقي الدول والشعوب . ولكن بغير شك ، هذا لا ينفي أن الطبقات الوسطى هي التي فعليا كانت المحرك الرئيس لكل التطورات التاريخية .. فحقيقة كما أشرت سابقا ،حتى الثورات الاجتماعية ومنها تلك التي تغنت بمفاهيم الإشتراكية وإعلاء الدور السياسي للطبقات العاملة والكادحة المعدمة كان يقودها أشخاص من الطبقات الوسطى وهم الذين يهندسون مسارها .
وأشدد أنني حين أقول المحرك الرئيس فأني أقصد بأن المضمون الفعلي لعملية التقدم في مختلف مجالات النشاط الإنساني قامت وتقوم به الطبقات الوسطى بالذات .. فالطبقات الحاكمة رغم وقت الفراغ الهائل لديها كانت دوما مشغولة بالحفاظ على السلطة وإشباع ملذاتها التي يتيحها وقوفها في قمة الهرم . بينما الطبقات الكادحة و المسحوقة فليس عندها بالعادة وقت للتفكير والتخطيط والعمل للمستقبل ، فأدمغتها مشغولة بلقمة العيش والحفاظ على حق الحياة ولو بأدنى صورها . بل أكثر من ذلك عادة ما ينتابها حنين للعودة على الماضي واسترجاع علاقات وقيم وإيديولوجيات ما قبل الدولة ، التي يتم تصورها بأنها كانت أرحم من الحاضر .
هذا الوضع قلما تغير في أغلب أرجاء العالم ولغالبية سكانه حتى يومنا هذا .. رغم أنه في البلدان المتقدمة فعلا أضحت الطبقات الوسطى هي ألأكثر فاعلية وتأثيرا في المجال السياسي وتحديد المسار والتوجهات الاقتصادية الاجتماعية لتلك الدول .. ( وهذا ما يرفضه البعض من ذوي العقول الستالينية المتحجرة ويعتبرونه بمثابة مؤامرة على الطبقة العاملة التي ستواجه في شخص البرجوازية الصغيرة (أو الوضيعة ؟! كم يقول أحدهم ) والطبقات الوسطى ألأخرى عدوا أشرس من الرأسمالية الكلاسيكية ) .

هنالك شيء آخر أود ذكره ، وهام جدا وفيما يتعلق بمقولة أن الطبقات الوسطى هي المحرك الرئيس للتاريخ . المنظومات الأخلاقية وخاصة كل ما نسميه قيم الأخلاق النبيلة ( أو الأرستقراطية ) في مختلف المجتمعات وعلى مر العصور نشأت نتيجة نضالات وإبداعات الطبقات الوسطى . ناهيك عن المفاهيم التي تتعلق بحقوق الإنسان والمجموعات وحريات الأفراد وتنظيم العلائق الاجتماعية والقوانين لتنظيم العلائق بين المجتمعات والدول ، ومجمل الفكر الديموقراطي والليبرالي بكل تجلياته السياسية والإجتماعية والإقتصادية .. لا الفئات الحاكمة كممثلة عن الرأسمالية الكبيرة ، كانت تريد مثل هذه التقييدات على سطوتها السلطوية ورغباتها الكامنة في الإستبداد ، ولا البروليتاريا وغيرها أو أسلافها من الطبقات الكادحة المعدومة كان بإستطاعتها إبداع مثل هذه القيم وخلق مثل هذه المفاهيم والمنظومات .. ( وهنا أيضا يتجلى السبب في أن كل قادة الأحزاب الإشتراكية كانوا بالفعل من ممثلي الطبقات البرجوازية الوسيطة ! ) .


من يقود من ؟؟ الطبقة العاملة أم الفئات الوسطى ؟
يحاول تجار الماركسية أن يقنعوننا بأن الطبقات الوسطى من المثقفين وأصحاب المهن والفلاحين وباقي أصناف البرجوازية الصغيرة والمشتغلين بالقطاعات الخدمية يجب عليهم جميعا أن يسلموا زمامهم إلى الطبقة العاملة وأحزابها لأنها هي التي ستقودهم إلى المستقبل الأفضل متمثلا في وهم المجتمع اللاطبقي ـ الجنة الإشتراكية أو الشيوعية .
فلنناقش الأسباب والمبررات التاريخية التي أدت لظهور مثل هذا المنظور الأحادي ومدى منطقيته .
بعد إنقلاب أوكتوبر وهيمنة السلطة البلشفية في كل أرجاء روسيا القيصرية سابقا ومن ثم بروز المعسكر الإشتراكي إثر الحرب العالمية الثانية كدول تابعة للاتحاد السوفييتي في كل المجالات السياسية والإقتصادية والإيديولوجية وتزامن ذلك مع تعاظم حركات التحرر الوطني وإنتصاراتها .. كل هذا ألهب العواطف الحماسية للفئات المثقفة ( من البرجوازية الصغيرة والفئات الوسيطة الأخرى طبعا ) لبلوغ تطورات سريعة في تغيير الأوضاع السياسية والإجتماعية ـ الاقتصادية والقضاء على كل نواحي التخلف بضربة واحدة .. وبالطبع لعبت الدعاية الإعلامية ( البروبوغاندا ) التي مارسها الإتحاد السوفييتي والأحزاب الشيوعية التابعة له دورها في ترسيخ هذا المنظور في الوعي الباطن بعيدا عن التحليل الموضوعي وفهم الواقع الاجتماعي ـ الاقتصادي ـ الثقافي لتلك الشعوب وآفاقه المحتملة فعليا .
اليوم ألأمر تغير كثيرا ، بحيث أنه حتى الأحزاب الشيوعية في بلداننا من العالم الثالث أدركت أنها لا تستطيع القيادة أو التبجح بذلك لأنها غير مؤهلة أساسا لتحمل مسؤوليات إدارة الدولة والمجتمع ، لا من ناحية الكادر ولا حتى من حيث وضع البرامج الواقعية والمتكاملة . ( عدا عن البعض الذين تنتابهم أضغاث أحلام عن إمكانية إستعمال أساليب إستبدادية على شاكلة نظام كوريا الشمالية أو بول بوت ) .
ولذا كانوا مضطرين للتخلي عن طموحاتهم وأطاريحهم القيادية وأهازيجهم الطليعية ، ومضطرين للتعاون مع القوى والأحزاب التي تمثل البرجوازية الصغيرة والوسطى ، الليبرالية الديموقراطية والإشتراكية الديموقراطية ، في أطار ديموقراطية حقة تعددية ، وحتى تسليم القيادة لها لأنها ألأقدر والمؤهلة أكثر لقيادة الدولة والمجتمع بحكم تغلغلها في كل مفاصلها وإستيعابها للأمور السياسة والإقتصادية بشكل أعمق وأشمل بكثير . ( لاحظوا مثلا تبدل وتطور موقف حشع من تشكيل تحالف القوى الوطنية الديموقراطية المدنية في العراق خلال ألأعوام الماضية ) . هذه الأمور طبعا تم تجاوزها منذ أمد بعيد جدا من قبل الطبقة العاملة وأحزابها في البلدان المتقدمة في أوربا مثلا .. فهنالك الكثير حتى من ألطبقة البروليتارية أنفسهم يصوتون لأحزاب البرجوازية الوسطى والصغيرة ،عن وعي أن هؤلاء هم الأقدر على إدارة شؤون البلاد بما يحقق النفع العام .

وهنالك مسألة فلسفية متعلقة بالمنظور الأحادي حول وجوب طليعية الطبقة العاملة والقيادة لأحزابها ( الشيوعية خاصة ) ، سأطرحها هنا بشكل مختصر ومبتسر ولو أنني كنت أود طرحها بشكل أكثر تفصيلا وتعمقا في تعليق على مقال الزميل أنور نجم الدين ألأخير حول الديالكتيك الهيغلي والماركسي :
غالبية الشيوعيين والماركسيين يفسرون قانون وحدة وصراع الأضداد بمعنى وحدة وصراع الضدين ليس إلا وفقط لا غير . أي أن الطباق ونفي النفي يكون فقط في إطار ثنائية واحدة متناقضة 180 درجة وليس مثلا بمختلف الدرجات والأعداد الخيالية أيضا .. من وجهة نظر الشيوعيين فأمور أما سوداء أو بيضا وفقا لموقفك الشخصي من الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج . ومن هنا فإنك أما تكون معهم أو ضدهم بشكل وجودي ، وهم بالطبع من يملكون الحقيقة المطلقة كما رجال الدين لذا هم من يجب أن يقود كل عملية التطور .. أما من ناحية الطبقات الوسطى فهي بالأساس متقسمة وتتقاسم وتتنازع مصالحها فيما بينها وفقا لمسارات التطور في عملية الإنتاج وإعادة الإنتاج الاجتماعي الاقتصادي . أي أنها بذاتها متعددة الأقطاب في وحدتها ، ولذلك فإن نظرتها ومنهجيتها ( حتى لو إفترضنا سقوط كل العوامل الثقافية الأخرى والمؤهلة ) ستكون أشمل في إدارة الدولة وقيادة المجتمع .


عودا إلى عنوان المقال وذكرى اليوم العالمي لتضامن الطبقة العاملة .
بودي هنا أن أطالب بتخصيص أيام تكون أعيادا عالمية للرسم والنحت والزخرفة والرقص والغناء والموسيقى ، وكلها نشاطات بشرية ساهمت منذ بدء العصور الحضاري وقبلها في رقي النوع الإنساني وتطور إمكاناته . ( لم أذكر المسرح لأنه يوجد يوم خاص به ، ولم أذكر فنون الرياضة من السباحة والجمناستيك ألى كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية ، لأن هذه بالفعل لها أعياد تتمثل في المباريات التي يشاهدها ويحتفي بها الملايين ) .
وأطالب بتخصيص أعياد عالمية لتمجيد الطبيب والقاضي والمعلم والأديب ، وأعيادا للمهندس المعماري والميكانيكي والعالم والباحث الفيزياوي والكيمياوي والمختصين بالرياضيات النظرية والتطبيقية ومنها برمجة الحاسوب والإنترنت ، وأعيادا للعلماء والباحثين في مجال الفلسفة واللغات والترجمة والإقتصاد والإجتماع والتاريخ والجغرافيا والإثنيات وعلم الإنسان وغيرها من العلوم الإنسانية والبحتة التي تشكل بمجمل مستوى تطورها معيارا وجوهرا لمستوى الرقي البشري . وأعيادا لصاحب المطعم والمخبز والسمكري وغيرهم من أصحاب المهن الخاصة ألتي لا غنى لنا عنها في حياتنا اليوم وغدا .. ولا أريد أن أنسى مهنة من أقدم وأهم المهن التي ساهمت في تطور البشرية وتفاعل مجتمعاتها المختلفة وهي مهنة التجارة .. أريد عيدا للتاجر ( رغم أن الكثيرين لطيشهم والكليشيهات الفكرية المسبقة قد يسخرون من الفكرة ) .
كل هذه النشاطات البشرية وغيرها الكثير مما لم يسعني ذكره ، مارسها ويمارسها أفراد وفئات من الصعب جدا تصنيفهم ضمن البروليتاريا أو الطبقة العاملة وفق أي من المفاهيم الماركسية .فهم من الطبقات الوسطى والبرجوازية الصغيرة التي تملك رأسمالها الخاص وأدوات الإنتاج الخاصة ( حتى لو كان مجرد أدمغتهم ) والتي بالطبع من خلالها يستخدمون أشخاصا آخرين ( من البروليتاريا الذين يبيعون قوة عملهم ) لتنفيذ ألأهداف التي تعبر عن مصالحهم الخاصة أولا و ألتي تنفعنا جميعا ..


يوما بعد يوم يقل الاهتمام والتعاطف مع عيد الطبقة العاملة حتى من قبل العمال أنفسهم وذلك لأسباب كثيرة ومنها التقلص الكبير للطبقة العاملة البروليتارية وتضاؤل تأثيرها السياسي ـ الاجتماعي المنظم .. ولكنه من الجحود وإنعدام القيم أن لا نهنيء كل أبناء الطبقة العاملة ونتمنى لهم ألأفراح بعيدهم ومزيدا من النجاحات في تحصل حقوقهم ، أو أن لا نعترف بنضالاتها وأحزابها أو نقلل من دورها المعطاء ماديا ومعنويا في تطورنا كبشر ..
ولتكن كل أيامكم أعيادا ..
تحياتي



#ماجد_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي تتخلص من إسلامك بسرعة ودفعة واحدة بدون تنغيص
- ما رأيكم بهذا الإله ؟ 1
- ماذا أقول للمرأة في عيدها المقبل ؟
- ما هي فوائد الذباب ؟
- هل الحياة مسرحية ؟.. أم لعبة ؟
- رحيل الشاعر الصنديد أحمد فؤاد نجم !
- الذرة والعدد الخيالي ، رد للأخ طلال الربيعي .
- بني صهيون وما يسمى العالم العربي الإسلامي
- رياضة التأمل !؟ ... ما المشكلة؟
- رؤى عن ميزانية العراق والتخطيط الإقتصادي للعراق الجديد ..2 / ...
- رؤى عن ميزانية العراق والتخطيط الإقتصادي للعراق الجديد ..1/2
- المعادلة العجيبة والرهيبة !
- إقتلوا بعضكم بعضا .. ولكن لا تقتلوا الأبرياء ..
- حول الحجاب الراقص !
- الدوغما في الفكر الإقتصادي ( 2 ) ، حول إقتصاد الخدمات ومشاكل ...
- الدوغما في الفكر الإقتصادي ، حوار مع السيد عقيل صالح حول مسأ ...
- (جمهورية ) الفاتيكان الجديدة ، اكبر إصلاح تشهده الكنيسة الكا ...
- هل تصح مقارنة القرآن المحمدي بأغاني أم كلثوم ؟.. ردي على أسئ ...
- رؤى حول المبادئ الدستورية وأسس نظام الحكم (4 / 4 )
- رؤى حول المبادئ الدستورية وأسس نظام الحكم (3 / 4 )


المزيد.....




- بوتين يقترح تعيين بيلوأوسوف وزيرا للدفاع
- -الدخان تصاعد من الأهداف-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف ...
- هل اقتربت نهاية الخصام التاريخي بين أنقرة وأثينا؟ رئيس وزراء ...
- مصر تعتزم دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل الدولي ...
- فرنسا.. استهجان شعبي لتظاهرات النازيين
- هل تعلق مصر اتفاقية السلام إن لم تنسحب إسرائيل من منطقة رفح؟ ...
- الكرملين يؤكد بقاء رئيس هيئة الأركان العامة غيراسيموف في منص ...
- -الدخان تصاعد من الأهداف-.. -حزب الله- بعرض مشاهد من استهداف ...
- تونس .. 7 حالات تسمم بمادة كحولية بينها 4 وفيات
- أردوغان: أساليب نتنياهو في الإبادة الجماعية تثير غيرة هتلر


المزيد.....

- موقع الطبقة العاملة المصرية من الثورة وحقوقها الاقتصادية وال ... / حمدي حسين
- الحركة العمالية المصرية فى مفترق طرق / عدلى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا - ماجد جمال الدين - يوم الطبقة الوسيطة ، المثقفون وأصحاب المهن والبرجوازية الصغيرة والفلاحون من أصحاب الأرض !