أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان عيسى - أسباب القصور في العقل العربي














المزيد.....

أسباب القصور في العقل العربي


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 02:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعيش الناس هذه الأيام في حالة من الضبابية الفكرية والتميع المواقفي ومتابعة الأحداث العالمية بشكل انتقائي مشحون باللامبالاة , وإذا واجهت شخصا لديه بعض الاهتمام , فستجد اهتمامه نابع من الهموم الشخصية أكثر منه انشغالا بهموم المجموع . وتغلب على آرائه النزعة الشخصية الآنية المفرطة , والمشحونة بالأنانية الفردية , وهذا الإحساس يضعنا أمام السؤال:
هل العولمة وتفشي منطق القطب الواحد هي سبب هذه الظاهرة ؟ أم أن شدة الأزمة الاقتصادية التي أصابت عددا من البلدان الأوروبية , تركت انعكاسات لها على العالم بأسره , بما فيها المنطقة العربية , وتأثر منها ساكن المدينة وساكن الصحراء , أم أن انتشار التكنولوجيا الناعمة قد ميع الاهتمام بغيرها , وقد سيطرت على زمان الناس وجعلتهم في حالة من الانحسار إلى الذات , أم هي سيطرة للشيئية على العالم – أي أصبح الإنسان شيئا فقط ، أم هي سيطرة النفعية التي غلفت العلاقات بين البشر .
وهل صدقت المقولة التي تقول : إن الناس ينسون مبادئهم وأفكارهم أسرع من نسيان فقدان أشيائهم وممتلكاتهم بحيث ألقت الاهتمام بالأفكار الفلسفية والاجتماعية جانبا , أم إن واحدية القطبية في العالم وسيطرة القطب الرأسمالي وأفكاره على العالم بعد تفكك منظومة الدول الاشتراكية قد أفقدت الثقة بالأيدولوجيا , وعززت الإهمال للمبادئ والأفكار الجماعية , وبالمقابل نشرت وعززت الفردية والسلوك الأناني عند إنسان هذا الزمان في العالم .
والأهم من هذا ، هل أن التوجه الديني في المنطقة العربية يعود إلى العجز عن فهم زمان هذه المنطقة و طبيعة متناقضاتها ، وبالتالي ، الفشل في وضع الحلول العلمية والمناسبة زمانيا ، أم هو الهروب إلى وهم الحلول المستوحاة من الميراث المقدس ؟

ومن الأسباب الذاتية لوجود حالة القصور في العقل العربي نرى ما يأتي :
1- تشوه معالم النمو والتطور في البنية التحتية الاقتصادية وضعفها لاعتمادها على الخارج وعدم القدرة على التخلص من ارتباطات استعمارية سابقة لكونها حديثة الاستقلال .
2- التفاوت في استشراف النمو الاقتصادي حيث اقتربت بعض الدول العربية من حافة معالم الرأسمالية الصناعية في حين بقيت أغلبية الدول العربية تعيش مرحلة الاقطاع بكامل تأثيره الاجتماعي والفكري .
3- تنوع أشكال الاستعمار للدول العربية مما فرض تنوع في استراتيجيات التحرر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي .
4- تنوع معالم التشكل الاجتماعي الطبقي وتشوهه فلم تظهر معالم طبقية واضحة تتشابه مع مستويات التشكل الاجتماعي الطبقي الحادثة في الدول الرأسمالية .
5- تشوه تركيبة الجمعيات ومؤسسات النضال التي تدافع عن مصالح الطبقات المُستَغَلة .، من نقابات ونوادي وتجمعات ثقافية وحزبية . وسيطرة الدولة عليها وتحجيم نشاطاتها .
6- وجود بُنى فوقية متخلفة عشائرية واقطاعية وكمبرادورية وبرجوازية وطنية غير مخلصة ، تتناسب مصالحها مع التأخر الاقتصادي والاجتماعي اخلاصا منها لارتباطاتها الخارجية .
7- مع الحصول على الاستقلال السياسي الشكلي ، صعدت أنظمة حكم بشعارات قومية كان لها الأثر في تزييف الوعي الطبقي والنضالي .
8- التذرع بالخصوصية الجغرافية فكرا ومنهجا مما كان له الأثر في عدم استشراف معالم طريق للتطور من الآخر وتجاربه .
9- الانحسار داخل الخصوصية الفكرية والدينية للتميز بها عن دول الاستعمار السابق .
10- الاعتقاد بالتميز - خير أمة أخرجت للناس - والاكتفاء بالميراث المقدس والخصوصية العلاقاتية ، والسخرية من الآخر الشاذ .
11- قصور اللغة العربية والنهج العربي التعليمي المعتمد اسلوب التحفيظ والتكرار ، عن اللحاق بمفاهيم مثل التغير والتطور ومنعكساته الاجتماعية والفكرية
12- انعدام الديمقراطية واعتماد اسلوب الغاء الآخر بكل أساليب القهر والاعتقال والابعاد للمعارضين السياسيين ومنتسبي الأحزاب المعارضة لأنظمة الحكم .
13- انعدام الحرية وغياب مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة ، وانعدام المساواة بين مكونات المجتمع العرقية والدينية .
14- تشويه المناضلين ومنتسبي الأحزاب المعارضة بمسميات دينية - كافر ، ملحد ، مستغرب .
15- كل هذا أثر على العقل العربي في السعي الى التحرر مما وضعه في حالة دفاع في مواجهة التخلف والقهر الطبقي والفكري ، والمواجهة على جبهات متعددة في اتجاهات مختلفة بدلا من تركيزها في اتجاه التنبيه لمنافذ التطور الفكري والاجتماعي .
16- كثافة المغريات المالية التي لا يمكن نسيان تأثيرها على أشخاص وعلى النضال الاجتماعي فكرا وسلوكا .
17- تسارع التغيرات السياسية عربيا - تعدد الانقلابات العسكرية ، تأثر الأفكار بأحداث مشكلة فلسطين وملحقاتها السلبية
18- لا يمكن نسيان تأثير البترودولار الواقع تحت سيطرة أنظمة حكم اقطاعية وسلطانية والتي تقاوم التغيرات الاجتماعية وتتحالف مع المنظمات والأحزاب ذات الفكر الأصولي .
19- تحالف البترودولار مع الكتلة الاستعمارية الرأسمالية ودول حلف الناتو- دعاة الحرية الزائفة - أثناء الحرب الباردة ضد قوى السلم والاشتراكية الداعمة لتحرر الشعوب من القيود الاستعمارية ، مما شوه التوجه نحو التحرر الحقيقي .
20- تحالف تجار الميراث المقدس الديني وتبني أدبيات الأيديولوجيا الرأسمالية في صراعها مع قوى التحرر والاشتراكية الديمقراطية .

كل هذا كان له أثر بشكل أو بآخر على عدم الانفلات من القيود التي كرسها الاستعمار بالتحالف مع الرجعية العربية الاقطاعية والقومية المتحالفة مع دعاة الأصولية الدينية ، مما خلق اشكالية أمام دعاة التحرر الحقيقي للشعوب العربية ،ن مما كان له تأثير سلبي على تحرر العقل العربي ، وأظهره في حالة من القصور والتردي وعدم القدرة على مواكبة التطور الحضاري ماديا وفكريا وعلميا واجتماعيا وسياسيا .



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فُله تصلي في بلاد اليوكوشيما - قصة قصيرة
- الثوابت الفلسطينية بين الأمس واليوم
- الانسياق خلف الخرافة
- كيف عرفت نظرية داروين ؟
- دفاعا عن مانديلا
- فتاوي خطرة
- اشكالية العلم مع الميراث المقدس
- الاسلام لا يمكن الا أن يكون عنيفا
- معنى الثورة وأبعادها المصرية
- حفظ القرآن في الأرض أم في السماء ؟
- مدلولات النسيان عند نبي الاسلام
- من هو العدو ؟
- المادية الجدلية وعلم النفس
- لمن أكتب مقالاتي ؟
- العرب وخداع النفس
- بين ايمان - أُمي - وايمان الاخوان
- تاريخ الخوف من المجهول
- قراءة في كتاب - سقوط العالم الاسلامي -
- الوجه الآخر للعنف !!!
- ماذا وراء وصول مصر الى غرفة الانعاش ؟


المزيد.....




- رئيسة المكسيك تكشف ما قالته لترامب عندما عرض إرسال قوات أمري ...
- لواء مصري يكشف بالتفاصيل حقيقة الأنباء عن إنشاء قاعدة عسكرية ...
- نتنياهو يطالب قطر -بالكف عن اللعب على الجانبين- في مفاوضات غ ...
- والد أحمد الشرع يهدد إسرائيل: سنقاتلكم بأظافرنا ونعرف متى نض ...
- مؤسسة -هند رجب- تكشف هوية الضابط الإسرائيلي المسؤول عن قتل ا ...
- السفارة الروسية لدى السويد تدين الحملة المعادية لموسكو في وس ...
- تحطم طائرة فوق منازل في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا الأمريكي ...
- الخارجية السودانية تتهم -قوات الدعم السريع- بقتل 300 مدني غر ...
- الجزيرة ترصد أوضاع الأطفال داخل مستشفى الرنتيسي بغزة
- على وقع تظاهرات مستمرة.. هذه أبرز مطالب الأحزاب في بنغلاديش ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان عيسى - أسباب القصور في العقل العربي