نشر الجهل والتخلف لن يوقف حركة تحرر المرأة ومساواتها

منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 17:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

هل الوضع طبيعي في ما ذكره التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع لعامي 2014 - 2013 وهو بعنوان التعليم والتعلم تحقيق الجودة للجميع، التقرير أكد وحسب احصائياته الى ان هناك ما يقارب 100 مليون فتاة يعجزن عن القراءة ومعظمهن من الدول العربية، او بشكل ادق من الدول المبتلات بحكومات الأسلام السياسي حيث بات التعليم في هذه الدول عبارة عن هدف واحد.. وهو فك حروف طلاسم التلاوة المعطرة بتعاليم الطاعة والخضوع والحجاب والحجر وغسل العار والتاديب .. الوضع طبيعي تجاه فروض لا يقوى الطفل على ادراكها او استيعاب مغزاها.. برمجة كاملة للتقويض والسيطرة على ابداع الفتيات وذكائهن.. لكن نرى من احصائيات التقرير ان حتى فك رموز التلاوة بات صعب على الاطفال وبالذات الفتيات.. تحول التعليم الى غرض سياسي وديني واحد ووجه للاتجاهات السياسية ولانتماء الدولة الديني..
بدأوا بالعزل وهنا تمركز التمييز والتحسس بين الاطفال.. وبدا الاطفال يصنفون انفسهم الى ذكور واناث ثم استكملوا بشاعتهم بفرض الزي الاسلامي وفرض الحجاب على الصغيرات.. وفي اغلب مدارس المنطقة تقريبا يفرض التعتيم والطاعة والخنوع والعنف على الاطفال.. في مدارس العراق شرعنت وزارة العدل قانونها أغتصاب الطفولة شرعنت قانون أجازة تزويج الصغيرات بعمر تسع سنوات.. عوضا عن قانون فرض التعليم والتعلم بل فرض تزويجهن وسرقة حياتهن بكل وقاحة وبكل استخفاف.... وراح مهرجوا التخلف والرجعية بابتداع مهرحان أسموه "بلوغ التكليف الشرعي" ليلعنوا حجب الفتيات وفرض الوصايا عليهن.. فرض الحجاب عليهن بالتخويف والترويع "أن لم تغطي جدائلك ستحرق في يوم القيامة وتعلقين منها"..
تراجع التعلم والتعليم في المنطقة العربية جاء باسباب عديدة لكن أولها وأخرها تسلط أحزاب وتيارات الأسلام السياسي على السلطة.. نشروا الفقر والجوع والفساد ليكون أحد اسباب تسرب الفتيات والفتيان من المدارس، نشروا الأرهاب والأرهابين في كل ركن من أركان حياة الأنسان وحولوا حياة الناس الى قتل وتدمير وتشرد.. صراعهم السياسي وخلافاتهم الدينية حولت المدنية الى أوضاع كارثية وبدأوها بالأطفال أستغلوهم في العمل واستغلوهم في نشر الجنس وعبر القوانيين..ان الاحصائية الموجودة في التقرير مرعبة ومخيفة عند المرور بها يشعر الانسان انه دخل نفق مظلم او عاد الى زمن الكهوف البدائية القديمة، ان فقدان الفتيات للتعليم والتعلم أعاد مظاهر شديدة السلبية وموشحة بالوجع الاجتماعي.... من ختان الأناث وفرض الحجاب عليهن الى تحويلهن الى مشاريع جنسية عبر شرعنة تزويجهن صغيرات.. أعادو المرأة الى الداروصادروا حقها في الحياة والعمل لتحبس برفقة العمل المنزلي واداء الواجبات الجنسية للزوج..
التقرير يذكر رقم خطير وعلى هذا الرقم يترتب الكثير.. يترتب قتل للنساء بالحياة ويترتب انتشار للاسواق بيع الجسد والاتجار بالبشر.. ويترتب وجود جيل كامل من الجهل والأمية والتخلف.. ويترتب انتشار للجريمة والارهاب والقتل.. يترتب على هذا الرقم ضياع كامل للانسان الغد وطفولة اليوم... فتيات صغيرات تجاوز اعدادهن المئة مليون تم ايقاف مخيلتهن وحشوها بالسموم... فتيات صغيرات بلا شرائط على رؤسهن بيضاء او حمراء.. ولا مرايل الزي الجميلة.. ولا حقائب الاكتاف والقصص القصيرة.. فتيات بلا رسمومات او موسيقى.. تم صنع المفاتيح الكبيرة والاقفال على شعرهن وروسهن وعيونهن وافواهن واجسادهن وصارت نسبة التشوة فيهن كبيرة... وتغلغل الشعور بالنقص والعيب بشخصيتهن، التعليم هو القوة الحقيقة التي تمنح للبنات وهو سلاح فتاك لمواجهة كل معارك الحياة وهو البناء المتحضر لتقدم الامم وتطورها.. التعليم يعني الغاء ملكية المراة للاي جهة كانت سواء العائلة او الدولة.. التعليم يعني ان تحلق المراة بجناحين عنوانهما الخلاص... لكن مع هذه النسبة التي يذكرها التقرير يبدو اننا نغوص في خيبة صنعتها حكومات لا هم لها الا ابادة الجمتمعات وانهائها... ولا زالت معامل الاسلام السياسي والحروب والاقتتال الطائفي تنتج تلك البضاعة التي تسوق وتصرف بالسوق السياسي العالمي..
الأخبار تطالعنا بفخر مروجيها عن حفلات اسموها "بلوغ التكليف الشرعي" نشروها في كل مكان تصل له ايديهم الملطخة بالجرائم ضد الطفولة.. فجاء تتويج جهودهم بنشر التخلف بوسام مئة مليون فتاة تعجز عن القراءة.. لن يناقشوا التقرير ولن يهتز لهم طرف من ذلك لن يجلسوا ويناقشوا ما صنعت ايديهم ومانشروه من جهل وتخلف.. مئة مليون فتاة تعجز عن القراءة غالبيتهن من المنطقة العربية لن يكون نصرا لمنهاج الأسلام السياسي على قضية المرأة،، ولن يكون مفتاحا لأذلال المرأة وسلخ أنسانيتها.. لو أجتمع كل ظلامهم وكل عنجهيتهم لن يوقفوا حركة المرأة نحو تحررها ومساوتها.. نحو أستعادة أنسانيتها..
***************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم

#منى_حسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات