أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - (أنثى الأخلاص) ختان العصر الجديد















المزيد.....

(أنثى الأخلاص) ختان العصر الجديد


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 19:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


"أنثى الخلاص"، عقار جديد أطلقه علماء ايطاليون، مهمته أن يجعل المرأة ترتبط برجل واحد وتتعلق به وتخلص له جنسيا. الخبر انتشر في العديد من المواقع الأخبارية الذي نص على أن "علماء ايطاليون أكتشفوا دواء لعلاج ظاهرة الخيانة" التي ربطوها بالمرأة، واشار الخبر الى ان "العلماء الايطاليون يدخلون مبارزة علمية في جولة وصولة فريدة من نوعها، طرحوا خلالها منتوجهم السحري باختراع الاول من نوعه في العالم"، وكما جاء في الخبر أن "الدواء يتيح امكانية السيطرة على كبح الرغبة الجنسية للمراة وقد سمى هذا الدواء (بانثى الاخلاص)"، وصرح العلماء الأيطاليون بأن "هذا الاختراع يؤثر فقط على المرأة حيث يجعلها ترتبط برجل واحد فتتعلق به وتخلص له وتزول الرغبة لديها في الخيانة". وأكدوا "أن اساس عمل دواء (انثى الأخلاص) التاثير الهرموني لدى المراة، حيث تشير الدراسات الى ان الميل للخيانة تسببه اضطرابات في الجهاز العصبي والغدد الصماء، لذلك يعمل العقار الجديد على اعادة جسم المراة الى حالته الطبيعية"، وبينوا أن "هذا الدواء يؤثر بهرمون يعمل على التعلق بالرجل مما يدفع المراة للميل الى رجل واحد والابتعاد عن الخيانة".
"العلم" هو سلاح ذو حدين، والنظام الرأسمالي القائم على استغلال الانسان يلوي حتى عنق "العلم" كي يخدم ذلك الاستغلال ويعمل على تشويه الحقائق. واذا كان التاريخ كما يقولون يكتبه المنتصرين فأن "العلم" بأمكانه قلب الحقائق لمن يستطيع التحكم به. فبدءا من استخدام "العلم" في صنع اقذر الاسلحة لقتل البشر وحتى وصول اختراح ذلك العقار "انثى الخلاص" يكشف عن اي مدى للانحطاط الذي وصلت اليه البرجوازية بالرغم من كل ادعاءاتها حول حقوق الانسان والديمقراطية والقضاء على العنصرية بكل اشكالها....
ان مقولة "الخيانة الزوجية" هي انتاج نفس البرجوازية ومؤسساتها الاقتصادية والاجتماعية، وهي التي انتجت مؤسسة "العائلة" القائمة على المصالح الاقتصادية. ان معاملة الرجل للمرأة كمصنع لانتاج الاولاد تعود تاريخيا الى زمن انحلال عصر المشاعية البدائية وظهور الملكية الخاصة. وكانت المرأة تدرج ضمن ممتلكات الرجل ويصبح حق الميراث محصور بأبناء الرجل من المرأة التي تصبح زوجته. بيد ان الفارق بين البرجوازية وبين العصور الزائلة هو قنونة الملكية الخاصة ومعها مؤسسة "العائلة" ونظمت الملكية الخاصة بشكل لا يمكن المساس بها. وهكذا تحاول عن طريق "العلم" تنظيم هذه الملكية.
ان البرجوازية لا تطور "العلم" من اجل وضع الحدود والتحكم بالغرائز الحيوانية لذلك النوع من الرجال الذين يغتصبون النساء، لا يبتكرون صنع عقار يتحكم بالهرمونات الجنسية لذلك الصنف من الرجال الذي يتحرشون بالنساء جنسيا في اماكن العمل والشارع.... ان الاحصاءات الرسمية تكشف بالهمجية التي تجتاح عصرنا بعدد حالات الاغتصاب للنساء والتحرش الجنسي بكل انواعه...
جريمة الأغتصاب أنتشرت وبشكل مروع في العديد من البلدان حول العالم ولا يخلو يوم واحد من أخبار عن جرائم أغتصاب بحق النساء والتي اضحت جماعية، والمؤسسات الرجعية الذكورية تستغل العلم والعلوم لأرتكاب الجرائم ضد أنسانية المرأة وضد تكوينها البايلوجي، يوميا تتعرض مئات الآلاف من النساء في شتى بقاع الأرض الى التحرش الجنسي، والمؤسسات البرجوازية تحاكي الأساليب البالية في اضطهاد المرأة وتحولها الى اختراعات علمية تطبل لها. الأختراع الدوائي الجديد هو ليس أكثر من محاكاة لختان الأناث. ختان الأناث يتم فيه أستئصال جزء من العضو التناسلي الأنثوي مهمته الأثارة الجنسية يقرره ذكور العائلة الأب والأخوة، والأختراع الدوائي الجديد يشل الهرمونات الجنسية لدى المرأة يقرر استخدامه الزوج. أنهم يضعون المرأة أمام أختيار صعب في بنيتهم الأخلاقية البالية فلايمكن لها أن ترفض استخدام الدواء حين يطلب منها، أنه أجبار بأختصاص قذر غايته أقصاء المرأة واذلال أنسانيتها ووجودها..
باختصار شديد ان المؤسسات البروجوازية لا تريد معاملة المراة كانسان ولا تريد رفع ايديها عن اعضاء المراة التناسلية، تصدر الى المجتمعات سمومها وتصر على ربط الشرف في ما بين فخذي المراة وتصر على تابعية وتمليك المراة للرجل. لماذا تستهدف المراة ويتم الاشارة لها بموضوع الخيانة لماذا المرأة بالذات، لماذا يتم استهداف الرغبة الجنسية لدى المرأة دون الرجل، من يحتاج الى كبح جماح غريزته.. المغتصب والمتحرش أم المرأة.. المؤسسات البورجوزاية ترفد الذكور بأختراعات لتزيدهم فحولة ونشاط جنسي كالفيكارا وغيرها من المنشطات الجنسية..
هل مأساة البشرية اليوم توقفت على غريزة المرأة والحد منها وابطالها، وهل تحتاج الأنسانية الى أن توقف وتشل طبيعة المرأة الأنسانية لكي تتقدم وتتطور.. لماذا لايتجه العلم نحو جرائم القتل وجرائم الأبادة البشرية ويوقف عمل الهرمونات المسببة لها.. لماذا لايتجه العلم نحو جرائم استغلال البشرية وأضطهادها ويوقف عمل الهرمونات المسببة لها.. لماذا لايتجه العلم الى جرائم الأغتصاب وجرائم التحرش الجنسي ويشل الهرمونات المسببة لها.. هل أن اهتمام باحثوا وعلماء البرجوازية اليوم بايجاد عقار طبي او نفسي يشفي الانسانية من وباء هذه الجرائم واستفحالها ليس اختصاصهم.. او لعل هرمونات القتل والجرائم ضرورية اليوم حسب الطلب السياسي وحسب مقتضيات مصالح راس المال.. أم أن الطلب على شل هرمون الرغبة الجنسية لدى المرأة مطلب ديني تحتاج اليه حكومات الدعم الذكوري بذرائع علمية وأختراعات..
ان حقيقة هذا المنتوج وتعريف هذا المنتوج هو الاسم المرادف لجريمة ختان الأناث التي عانت ولا تزال تعاني منها ملايين النساء، لكن هذه المرة بدون مشرط وبدن استئصال جزء، هذه المرة جاء بعقار يحقق الختان بالطب العصري وبنوع من انواع الاخضاع الجنسي الجديد، أنه جريمة جديدة تضاف الى سجل الجرائم ضد المرأة فلا فرق بين جريمة هذا الدواء وبقية الجرائم ضد المرأة من الختان والقتل المسمى غسل العار، سوى أن هذه الجريمة جاءت بنكهة أختراع علمي.. ويضاف كحالة الى الحالات التي اوجدها التمييز والعنف ضد المراة وضد ذاتها ووجودها وانسانيتها.
***************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم



#منى_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجاميع المسلحة لن توقف عجلة تحرر المرأة ومساواتها
- أنسانية المرأة ليست للمزايدة والأستهزاء
- لا ننشد مركز حماية للنساء.. بل حل جذري لقضية العنف
- أيقاف العنف ضد المرأة مهمتنا نحن نساء ورجال التحرر والمساواة
- حقوق المرأة بين الدين والقانون
- الميليشيات تطارد أعضاء المرأة التناسلية !!!!
- وزارة التربية وسياسة الصفع الديني
- كذب تقرير (تومسون رويترز) وأن صدق!
- أمرأة ترضى بمكانة دونية.. تزغرد لهذه المكاسب
- اشاعة ثقافة السحر والشعوذة والغيبيات
- جعفرة قانون الاحوال الشخصية، ونضالنا ضده نحن النساء
- ثقافة العيب.. تجتاح صحة المرأة وحياتها
- ما وراء اليوم الدولي للمرأة الريفية
- المليشيات وفلاتر القتل والجريمة
- أخلعي الحجاب ولاتترددي
- غالبيتهم من النساء.. 97 مليون عربي يعانون من الأمية والجهل
- لنفنح الابواب ونخرج
- حي على النكاح .... حي على السرير
- الطيبون للطيبات والمدرسون للاولاد والمدرسات للبنات
- الوزيرة أبتهال كاصد ترويج العنف ضد المرأة


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - (أنثى الأخلاص) ختان العصر الجديد