عشاق الصحراء 3

بوزيد مولود الغلى

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 07:30
المحور: الادب والفن
    

عناوين فصول الرواية :
تعكس العناوين السبعة التي صدَّرت بها الكاتبة فصول الرواية حركية النص المائزة له ، إذ نلمس منذ الوهلة الأولى أنه قائم على فكرة الصراع و التدافع الذي يلفحك فيْحه من عبارة الاستهلال : " وقفت كتيبة من الجنود الأسبان أمام خيام الصحراويين المحتفلين ، ثم أمروا فورا بإسكات أهازيج العرس التي هزت المكان ، وتناغمت مع أصوات بعض الرياح ..."، إنها صورة من صور صدام الإرادات (ارادة المعتدي (المستعمر) وإرادة الضحية ( الصحراويون) ، تنتهي في الفصل الموالي بفناء كتيبة المعتدين بفعل ريح صرصر عاتية ( فصل العاصفة)، ، ولم ينج من الهلاك سوى رجلين كتما بغضهما للكتيبة وقائدها ( سالم وخوسي) ، ستنتهي مغامرتهما المفعمة بالتشويق بنجاة أحدهما اغتيال الآخر خوسي، كما ستنتهي مغامرة زوجة سالم بالهلاك جوعا وعطشا في رحلة البحث عنه ( فصل المغامرة) ، أما أولاده فقد أحيط بهم خبرا إثر لقاء مثير بينه وبين أحد أبنائه ساقته الأقدار للتعرف عليه في غمرة محاولته الهروب نحو مدن شمال الصحراء كي يكون في مأمن من الاستعمار الاسباني وعيونه (فصل اللقاء) ، ولن يعود منها إلا بعد سماعه نبأ المسيرة الخضراء ، حيث سيلبي داعيها رفقة زوجته الثانية " رقية " (فصل المسيرة)، و رغم ما كان يطمح اليه من اجتماع الأسرة بعد شتاتها ، فان مصائر أبنائه قادتهم إلى طرق متشعبة تتأرجح بين معتقلات تندوف و العمالة للاسبان /مدريد (مولود)، و ايثار السلامة والعافية بالخلود الى الارض والضرب في مناكبها ( مصطفى والتجارة) ، و التفاصيل المتصلة بكل مسار من هذه المسارات مبثوثة في فصل " المصير" ، بيد أن قصة الشتات و تصادم الأفكار و المصائر ستختتم بنهاية سعيدة يلتئم فيها الشمل بعد أن تستيقظ مشاعر الإنسانية في نفس مولود الذي دبر مكيدة إلقاء أخيه في المعتقل ، حيث سيعمل على فك أسره بعد أسفار قادته الى الصحراء التي سر بنا رآه فيها من نماء ، واسبانيا والجزائر التي استغل نفوذه و مركزه الاعتباري بكل منهما كي يستنقذ أخاه من الأسر ( فصل السفر) ، و يعود معه عودة ميمونة احتفى بها أهله وأقاربه وأبناء قبيلته ( فصل العودة).
الرؤية السردية :
تنبني الرؤية السردية في الرواية على الرؤية من الخلف أو التبئير من درجة الصفر ، حيث يتوارى السارد خلف ضمير " الغائب " ، كي يقدم رؤيته للقضية العادلة كما في هذا المقطع : " استطاع المقاوم الشاب أن ينسل بهدوء وراء القافلة بعد مغادرتها مكان الاحتفال ، و أرسل رمحا على هيئة سكين حديدي كبير نحو آخر الجنود ...لتكون رسالة الى الكولونيل مانويل المتعجرف ، يخبره فيها أن الصحراويين سيلاحقونه أينما حل وارتحل "، وعلاوة على ذلك ، ينهض الراوي أو السارد بوظائف التعليق وتقديم الأحداث والتنسيق بين الشخصيات والتأثير في المتلقي من خلال الوظيفة الانفعالية، بالإضافة إلى الوظيفة الإيديولوجية التي تكمن في تقديم القضية الوطنية العادلة والدفاع عنها بوصفها قضية شعب تعرض للدسائس والمكائد من قبل المحتل الاسباني شمالا وجنوبا .
شخصيات الرواية : وظائف وأدوار
تتعدد الشخصيات في رواية "عشاق الصحرء" ، فمنها الرئيسة و الثانوية والهامشية، و تتنوع الرئيسة منها إلى النامية المتطورة (المستديرة) كشخصيات سالم ومحمد ومولود ، ومنها النمطية الثابتة المسطحة كمصطفى و زينب ،وقبل أن ننبري لكشف أهم الشخصيات وأدوارها ووظائفها في الرواية ، تنبغي الإشارة إلى ما تفتحه أسماء الشخصيات التي اختارتها الروائية من أفق رحب للتأويل وكشف ما ترمز إليه الأسماء في هذا العمل الروائي المتخيل ، إذ أن " هناك دائماً بُعدٌ غائم يشير إليه الرمز ويتولّى تقديمه "، فسالم مثلا يرمز إلى جيل كبار السن من الصحراء الذين عملوا بالإدارة الاستعمارية ثم ثاروا عليها طلبا للحرية والاستقلال ، لكن اختيار اسمه يشي بوعي الكاتبة أن السلامة لا تعني الاستسلام لإرادة الاستعمار ، وإنما تكمن في ركوب مخاطر المقاومة التي عناها الشاعر بقوله : خاطر فمهما عشت عشت مكرما ///واذا مت مت وما عليك ملام
لقد حملت شخصية سالم كل معاني السلم والمسالمة والسلامة من الكيد الذي دبره العدو ، فقد سلم من العاصفة التي طمرت وغمرت الكتيبة التي كان ضمنها ، و سلم من أذى الكولونيل الذي رام الانتقام منه ، كما سلم من تربص جماعة المتشددين الذين اغتالوا رفيقه خوسي ، وفر من عيون الأسبان وعاش سالما معافى في بدنه وماله بمناطق سوس إلى أن عاد مع المسيرة الخضراء ....و تعد شخصية سالم من الشخصيات المستديرة، إذ تتطور شخصيته وتنمو في اتجاه انقلاب مسارها ظهرا لبطن كما سنرى في سياق تناول أنماط الشخصيات في الرواية .

#بوزيد_مولود_الغلى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات