أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - لغز المالكي في العراق !!!!!!















المزيد.....

لغز المالكي في العراق !!!!!!


علي الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من بتابع أحداث العراق منذ 2003 الى الآن وخاصة هذه الأيام حيث الحملات الإنتخابية المسعورة وخاصة الصلف الذي وصل إليه السيد المالكي وآخرها خطابه في مدينة الكوت يوم السبت 5 نيسان وإدعائه إنه لولا قائمة دولة القانون(وليس التحالف الشيعي) لأنهار العراق(وكأنه لم ينهار رغم توقف عجلة الإقتصاد وإنهيار الأمن)،إضافة لتصريح حسن السنيد بأن المالكي هو الشخص الوحيد القادر على تولي منصب رئيس الوزراء(كما كان صدام)،كل هذه الأحداث تجعلنا أن نضع آلاف علامات الإستفهام أمام شخصية السيد المالكي لدرجة تحوله الى لغز.
رجل لم يكن يفكر بعد 2003 إلا بالعودة الى قريته ليكون مديرا للتربية( كان صدام يحلم بأن يكون مفوض أمن ولم يفلح ليصبح بعد ذلك رئيسا للعراق )،ورغم حلمه المتواضع يصبح المالكي في لحظة وغفلة من الزمن رئيس وزراء العراق ولكن بطريقة ديمقراطية.
مرة أخرى تعاد ( وقد يكون الفاعل واحد) تجربة حكم القرية بعد تجربة العوجة في العراق/وقرداحة في سوريا وسرت في ليبيا،المهم يبدو إن الرجل لم يستوعب هذه النقلة فبدأ مسيرته ببساطة وكاد أن يتحول إلى بطل وطني بعد صولة الفرسان التي حصد لوحده ثمارها دون حلفائه وخاصة المجلس الإسلامي، لكنه وكما هو شأن السذج لم يستغلها ويتحول من معارض هدفه الإنتقام الى رجل دولة (كما فعل مثلا الشيخ زايد الذي تآمر على أخيه لكنه تحول الى رجل دولة بعد ذلك) أو يتحرر من إرتباطات حزبه السابقة بالمخابرات الإيرانية والسورية ويحتمي بالعراق وشعبه إختار ومع الأسف أن يفكر بعقلية رجل القرية البسيط أو عقلية موظف حكومي صغير الذي تغريه المناصب والجاه فينزع جلده كما ينزع القنفذ جلده طمعا في أكلة دسمة يحصل عليها مرة واحدة ليصبح بعدها سخرية للآخرين الذي أغروه بنزع جلده(هنا شعبه ووطنه) وهو بهذا يشبه صدام الذي لم يستطع أن يتحول من زعيم عصابة أو شقي الى رجل دولة.
ومنذ ولايته الثانية تحول المالكي الى لغز ولكنه لغز بسيط يمكن حله بسهولة.يكمن اللغز بأن الرجل حصل على منصب رئيس الوزراء ليس بسبب حصول كتلته على العدد الأكبر من المقاعد كما يحصل في الديمقراطيات الحديثة بل لكون كتلته الأكبر ضمن التحالف الشيعي وليس الأكبر في البرلمان،فمن مجموع 325 مقعدا في البرلمان لم تحصل دولة القانون إلا على أقل من 40 مقعدا(مع الأسف لا أتذكر الرقم )أي بحدود 12% من مجموع مقاعد البرلمان وهي حالة غريبة لا تحدث إلا في الديمقراطيات الهجينة والهشة التى لاتشترك مع الديمقراطيات الحقيقية إلا بالأسم،نعم حصل الرجل الغامض على المنصب فجأة وكان محل إستهزاء بقية السياسيون ومنهم رفاقه في الدعوة.
يكمن لغز المالكي إنه منذ منتصف ولايته الثانية تقطعت أواصر تحالفه مع الكرد والقائمة العراقية والصدريين والمجلس الإسلامي،أي مايزيد عن الثلثين من مقاعد البرلمان وكان بإمكان هؤلاء تسقيط حكومته بسهولة كما يحدث في الديمقراطيات الرصينة،إذن لماذا لم يسقط المالكي لحد الآن بل لماذا يبدوا وكأنه واثقا من الولاية الثالثة فيما يستحي الآخرون بما فيهم التيار الأوقح وأعني به الصدريين حتى من التنديد الصريح به بل إن المجلس الطامح للسلطة بجنون لايجرؤ على الإشارة الواضحة لأخطاء المالكي الكثيرة والخطيرة والتي كان لواحدة منها مبررا كافيا لإسقاطه.
لحل لغز المالكي لانملك إلا التفكير بثلاث عوامل أساسية هي :
1-إن كتل التحالف الشيعية الكارهة للمالكي مغلوبة على أمرها بسبب إرتباطها القديم (المجلس) والحديث ( الصدريين) بإيران وإنصياعهما الكامل لها لأنها العراب الذي يفكر ويمول وبالتالي فهم أي الصدريون والمجلس شركاء يجريمة إنحدار العراق نحو الهاوية الذي يجري الآن على يد المالكي.
2-العامل الثاني يكمن شرق العراق أي إيران التي التي تتحكم بأغلب القوى (عدا اليسار العراقي)مثل الدعوة بفروعه والمجلس والصدريين والفضيلة بل وحتى القوى الكردية وخاصة الإتحاد الوطني وحيث إن إيران تتصرف كدولة فارسية وليست شيعية والدليل دعمها لبشار بعد 2003 الذي كان يدرب الإرهابيين لقتل الشيعة في العراق ورعايتها لأغلب قادة القاعدة ومنهم الزرقاوي،وبالتالي لايمكن لأي عاقل أن يتصور إن إيران التي تتطلع دوما الى الشرق عبر العراق من مصلحتها وجود دولة عراقية قوية ومستقلة وبالتالي فرضت سطوتها بالهيمنة الفكرية و بالمال والقوة،ولهذا وجدت في المالكي الشخص الذي يحقق لها هذا الهدف بإمتياز نتيجة لغبائه وطمعه وعدم قدرته على إستيعاب اللحظة التاريخية التي وضعته في مقام الرجل الأول الذي يملك كنزا هائلا من الموارد البشرية والمالية التي تؤهله لأن يكون شخصا تاريخيا لكنه إختار اللحظة ولم يفكر بالتاريخ بسبب سذاجته الريفية وقد تكون هنالك أسباب أخرى تتعلق بضعف وطنية الإتجاهات الإسلامية وعدم تقديرهم لأهمية الوطن خاصة وإنهم يلعبون مع لاعبين محترفين مثل الإيرانيين.
3- العامل الثالث يكمن عبر الأطلسي حيث تقدم أميركا الدعم الواضح للمالكي لأنه يؤدي الدور الدي تريده له أميركا في الوقت الحاضر والمتمثل في إبقاء العراق ممزقا مذاهب وطوئف وقوميات ومناطق تملك جميعها عناصر قوة متوازنة الى حد ما مع إستمرار تدفق النفط وخاصة في ظل الأزمة السورية والصراع الدولي مع إيران والحرب على الإرهاب خارج أميركا ولو أطلقنا العنان لتخيلاتنا لأشرنا الى الهدف الأمريكي البعيد في تحطيم قدسية الدين لدى شعوب المنطقة من خلال خلق رد فعل جمعي ضد الدين بإعتباره سبب الحروب الأهلية كما حدث في أوربا.ويخطىء من يعتقد إن أميركا فشلت بمشروعها في العراق لأن مشروعها لم يكن عراقا ديمقراطيا على الأقل في الحقبة الحالية .
إذن عند المالكي تلتقي المصالح الإقليمية والدولية ويغيب العراق والرجل أبدى إستعداده لإداء هذا الدور عن قصد طمعا في جاه لم يتخيله أو غباء لعدم إستيعابه اللحظة التاريخية التي لم يهيء نفسه لها أم إنجرارا وراء الفكرة الإسلامية التي لا تؤمن بالوطن بل تعتبره فكرة سخيفة على رأي سيد قطب (ملهم حزب الدعوة)نوبالتالي لايملك السيد المالكي لا العبقرية ولاالكاريزما، بل إن العوامل الدولية وإرتباط بقية القوى السياسية الكبيرة بالمصالح الإقليمية نفسها هي العامل الحسم في بقائه، ومن حسن حظ المالكي إن صراعه مع بقية القوى السياسية لايتمحور حول من يخدم الوطن أفضل بل فيمن يلبي مصالح القوى الدولية بطريقة أفضل ودائما مايكون من يعمل لنفسه هو الأمثل والمالكي برهن على إنه ضيق الأفق لم يعتبر بغيره من القادة الذين قدموا الكثير للقوى الدولية ومن ثم تركتهم لمصير مرعب .
الحل في خضم هدا الصراع بروز قوى وطنية حقيقية لم ترتبط بأية علاقة مع القوى الإقليمية ومتحررة من أية إرتباطات دولية او مصلحية تضع الوطن هدفا وتستطيع فهم اللعبة الدولية لتستعيد الدور الفاعل للعراق في الساحة الدولية التي أضاعتها قوى الإسلام السياسي والقوى المتنفذة الأخرى.
ولا يمكن لغير القوى اللببرالية واليسارية الوطنية إداء هذا الدور.



#علي_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آهات عرقية (3)
- أهات عراقية (2)
- آهات عراقية(1)
- الوطنية العراقية ......آن أوان الحقيقة والمواجهة
- أحداث الأنبار :شرارة ثورة سنة العراق ضد رموزهم
- مالم يدركه ويقوله زعيم الحزب الشيوعي العراقي في قناة الإتجاه
- إنتخابات مجالس المحافظات في العراق
- القسام الشرعي للمرحوم العراق
- عذرا ..أيها الشهداء لقد أخطأتم الطريق
- إستباحة مدينة الثوره ..نموذج لأزمة الحكم في العراق
- ألعمامه .....والسلطه
- ساسة العراق....وتعظم في عين الصغير صغارها
- إياد علاوي......ألأصرار على ألأنحدار
- ثرثره عراقيه على دجله /ح 2
- ثرثره عراقيه على دجله...ح/1
- الخدعة الكبرى...في العراق
- العربيه............(Coma) .........الكوما
- عمال العراق ...بين ألأستغلال الطبقي..... وألأستغلال السياسي
- تصريحات سيف الدين الراوي للجزيره ..إذا عُرف السبب ...بطُل ال ...
- عمي يابو جاكوج ...... سوده مْصخْمه وياك


المزيد.....




- بيانان مختلفان من -كتائب القسام- وإسرائيل عن مقتل شرحبيل علي ...
- شاهد: الحوثيون ينشرون مقطعاً مصوّراً لإسقاط مُسيّرة أمريكية ...
- مجلس أمن إقليم كردستان العراق يعلن القبض على -إرهابي كبير- ك ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد لعملية استهداف قاعدة -تسنوبار651- الإس ...
- بوتين من الصين.. لا نخطط لتحرير خاركوف وهدفنا منطقة عازلة
- حماس تشكك في رواية إسرائيل استعادتها جثث 3 رهائن من غزة
- الولايات المتحدة تعرب عن قلقها إزاء تطور العلاقات بين روسيا ...
- الاستئناف التونسي يقر الحكم بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات
- أكسيوس: أميركا أجرت محادثات غير مباشرة مع إيران لتجنب التصعي ...
- ثلاثة رفضوا الرحيل.. واشنطن تؤكد مغادرة أطباء أميركيين كانوا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - لغز المالكي في العراق !!!!!!