أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - الوطنية العراقية ......آن أوان الحقيقة والمواجهة















المزيد.....

الوطنية العراقية ......آن أوان الحقيقة والمواجهة


علي الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لايملك المتابع للأخبار العراقية في الفترة الأخيرة إلا أن يعيد التفكير والتأمل في جذر الأزمات العراقية إبتداء من أزمة مابعد 2003 رجوعا الى العقود السابقة بدلا من الإنشغال في تحليلات لا تعالج إلا النتائج بل ومعظمها تعالج أحداثا يومية لدرجة إن التحليل لحدث ما يحدث اليوم يطغي على تحليل حدث الأمس وبالتالي غالبا ماتكون النتائج وصفية لاتتضمن علاجات حقيقية.
مادفعني للكتابة –التي قد بنزعج منها الكثيرون – هو خبر لم ياخذ الحيز الذي يستحقه في تحليلات الخبراء وأعني به خبر زيارة وفد الإتحاد الوطني الكردستاني برؤوسه الثلاث (هيرو / كوسرت / برهم) الى إيران ومن ثم زيارة السفير الإيراني الى السليمانية والموضوع هو مستقبل الإتحاد ومحاولة برهم صالح إقناع الإيرانيين بإنه لايمثل المصالح الأميركية ويتمنى عليهم رفع الفيتو الإيراني عن توليه رئاسة الإتحاد الوطني وهو المانع الرئيس أمامه رغم إنه يتمتع بدعم نسبة كبيرة من أعضاء الإتحاد.
قبل أن نفصل الموضوع أرجو قراءة الخبر للتأكد من إننا نتحدث عن حزب عراقي /كوردي يسعى لإختيار قائده ولكن يجب إستحصال موافقة إيران عليه،هذه القيادة لم تناقش الأمر مع الأحزاب الكوردستانية كالبارتي مثلا ولا مع الأحزاب العراقية الأخرى لأن قيادة الإتحاد تعرف إن أغلب هذه الأحزاب ليست بأحسن حال منها كونها تسعى أيضا لكسب ود الإيرانيين وبالتالي فالأفضل للإتحاد الذهاب مباشرة للمخرج بدلا من التعامل مع الكومبارس.
بقدر ما أزعجني هذا الخبر دفعني الى التأمل بقضية أساسية يجب أن نواجهها بصراحة وهي غياب الوطنية العراقية لدي الغالبية العظمى من الأحزاب العراقية لأسباب منها عدم الفهم وضعف الفكر السياسي العراقي وسلبية الشعب العراقي والمصالح الشخصية حيث تشترك هذه الأحزاب بالمتاجرة بالوطن أو بتعبير أخر إنهم يشتغلون بالوطن ولايشتغلون من أجله، وبدلا من أن تصبح تنمية الوطن هدفهم أصبح الوطن سلعتهم التي يتاجرون بها بإعتباره سلعة مباحة لكل من هب ودب مثلما تفعل الأحزاب الدينية حيث تتاجر بالدين بإعتباره سلعة مجانية لاتحتاج الى راسمال.وإذا كان بالإمكان فهم تغافل الأحزاب عن الوطنية فأنه من الخطير جدا أن تنتقل هذه العدوى الى المواطنين العراقيين خاصة إذا ما قارنا ذلك بشعوب اخرى منها عربية كما سنوضح لاحقا،هنا أنا لا أتهم بل أنبه لقضية أعتقد إنها منسية.
ولكي لا يكون كلامي مرسلا ساذكر ببعض الحقائق والأحداث التاريخية في العراق وسأحللها من الزاوية الوطنية.
يتذكر العراقيون جيدا موقف القوى القومية من نظام حكم قاسم ومعاداته لكونه رفض الوحدة الفورية ووصل الأمر بهم الى التعامل مع المخابرات المصرية والأميركية لإسقاطه لدرجة إنهم كانوا يتلقون أوامرهم ويستلمون الأسلحة(رشاشات بور سعيد) من المخابرات المصرية دون أن يدركوا إن صراع قاسم وناصر لم يكن بسبب الوحدة أو لأسباب شخصية بل هو صراع إستراتيجي بين مصر والعراق على تبوأ الزعامة في المنطقة حيث الكفة الأرجح كانت للعراق بسبب إملتلاكه الثروة والقوى البشرية والموقع الجغرافي والعمق الحضاري بإعتبار بغداد كانت مركز الخلافة الإسلامية لعقود وهي عناصر لم تكن مصر تمتلكها جميعها وخاصة الثروة المادية،ولم تدرك القوى القومية إن صراع قاسم – ناصر هو إمتداد لصراع نوري السعيد – ناصر حيث كان السعيد مدركا لأهمية الموقع الجيوسياسي للعراق مثلما أدرك ناصر أهمية مصر الجغرافي والتاريخي والذي كان الدافع الأساسي لتبني ناصر مبدأ القومية العربية وليس العكس أي إن القومية العربية كانت الوسيلة وليس الهدف فيما كانت القضية معكوسة بالنسبة للقوميين العراقيين الذي كانوا سذجا بحيث أصبحوا هم وسيلة بيد ناصر لتحقيق أهدافه الإستراتيجية.النتيجة كانت إسقاط نظام وطني كان مدركا لأهمية العراق الإستراتيجية (رغم أخطاؤه الأخرى)ولم يفرط بها من خلال التوازن في العلاقات بين الغرب والشرق فيما ساهم القوميون دون إدراك وبحسن نية في إسقاط الدولة العراقية وليس النظام.
المحزن فيما حدث في تلك الفترة هو موقف الكثير من العراقيين في بعض المحافظات الذين كانوا يرفعون علم مصر في معارضتهم لنظام قاسم دون أن يدركوا إنهم إلعوبة بيد المخابرات المصرية وإنهم أدوات لتحقيق أهداف مصر الإستراتيجية(المتعارضة مع أهداف العراقيين) وإن معاداة النظام لاتعني ابدا بل ولايجب أن تتحول الى معاداة الدولة.
بعد قاسم أضاع البعثيون عن عمد ووقاحة الدولة العراقية بمحاولتهم تهديم الدولة إبتدؤها بالإعتراف بالكويت(وهي قضية إستراتيجية للعراق الباحث عن منفذ مائي) وتجلت وقاحتهم بإستلامهم لرشوة من أمراء الكويت قدرها ثلاثون مليون دينار فسجلوا لنفسهم سبق المبادرة في إضاعة الوطنية العراقية وبسبب قصر مدة حكمهم الأول - تسعة أشهر) لم يكن أثرهم على الدولة خطيرا جدا كما سيفعلون لاحقا.
أما خلال فترتي الأخويين عارف فقد أصبح العراق في زمنهم منسيا وضعيفا واصبح بلا دور قومي او إقليمي بسبب التبعية الشديدة لناصر الذي كان لايقيم لهما وزنا فيما كان الأخوين عارف يسمونه بالأخ الأكبر، وهنا ضاع الدور الإستراتيجي للعراق ودمر الإقتصاد العراقي تقليدا لما حدث في مصر (تأميمات 1964) ومع ذلك بقيت الدولة العراقية محافظة على مقوماتها حيث لم يعمد النظامين الى تفتيتها كما سيحدث لاحقا وبقي للنخب السياسية الوطنية وحتى أحزاب المعارضة دور مؤثر كان النظامين يحسبون حسابه ولم يكونوا يتجاوزون الخطوط الحمر في الإستراتيجية العراقية حتى إن عبد الرحمن عارف المعروف بضعفه رفض طلب الشاه في مناصفة شط العرب مثلا بل كان جريئا في إبرام عقد مع شركة إيراب الفرانسية مما أثار غضب الأميركان وكان هذا أحد أسباب إنقلاب البعث المدعوم أميركيا .
بعد ثمان وستون من القرن الماضي أمعن البعثيون وخاصة بعد تولي صدام حسين السلطة ،أمعنوا في تفتيت الدولة العراقية فحطموا مؤسسات الجيش والقضاء والسلطة التنفيذية والمراكز العلمية وحاربوا القوى الوطنية بسلاح غبي ثمنه الوطنية العراقية والدور الإستراتيجي للعراق، فأعطى صدام إيران نصف شط العرب وهو سلاح إستراتيجي كان يضعف دور إيران ويجعلها تحت المطرقة العراقية وتحد كثيرا من حريتها في معاداة العراق،وبسبب إستهتار رأس النظام والإنصياع الكامل لأعضاء حزب البعث لقادتهم (وهنا يتحمل كل من إنتمى للبعث جزء من المسوؤلية في ضياع الوطنية -شاء أم أبى)، إضافة للعنف الشديد الذي إتبعه النظام وتماديه في اللعب بالمقدرات الوطنية وكأنها ملك شخصي له فدخل حربا غير مبررة مع إيران أفقد فيها العراق قدراته العسكرية والمالية والبشرية أعقبها بالحرب مع الكويت دون أن يأخذ بنظر الإعتبار قوانين اللعبة الدولية فأضاع العراق بل أوصله لدرجة الحطام حيث فتت الدولية العراقية وضاع الدور الإستراتيجي للعراق بل لم بعد يحسب له حساب منذ 1990 سواء في الموازنات / التحالفات الدولية أو حتى في الكتابات والتحليلات السياسية مقارنة بدول أضعف منه بكثير مثل السعودية والأردن والإمارات ناهيك عن مصر والجزائر .
في مقابل النظام في تلك الفترة كان للقوى السياسية العراقية المعارضة وخاصة قوى الإسلام السياسي الشيعي دورا مهما في ضياع الوطنية العراقية في إصطفافهم مع الإيرانيين بل ومشاركتهم في القتال ضد الجيش العراقي دون أن يدركوا إن الصراع بين العراق وإيران هو صراع إستراتيجي تمتد جذوره لقرون مضت وهو صراع طبيعي بين جاريين أقوياء يمتلكان عناصر قوة متقاربة،بل إن قوى الإسلام الشيعي لم تعتبر (ولازالت) إيران دولة فارسية معتقدين خطأ إنها دولة شيعية، ومن يتابع النظام الإيراني منذ الثورة الإيرانية يدرك إنه يتصرف كنظام فارسي (وهو حق له) بل إن الحكمة التي يتمتع بها النظام تعود لجذوره الفارسية وليست الإسلامية.وكما فعل ناصر في تبنيه الفكر القومي تستخدم إيران المذهب الشيعي كبوابة تعبر منها الى العالم العربي والخليج وحتى العالم الإسلامي ونجحت في ذلك بجدارة، خاصة وإن القومية الفارسية لوحدها تبقيها معزولة في حدود إيران.هذا على المستوى الرسمي ولكن من المهم أن نراجع دور المواطنين الإيرانيين والقوى السياسية الإيرانية،إذ بالرغم من معارضتهم الشديدة لنظام الشاه والنظام الإسلامي ولكن لو سألتهم عن إسم الخليج العربي مثلا لأجابوك إنه الخليج الفارسي ومعروف للكثير من المتابعين إن حزب تودة (الشيوعي) رفض أن يشار في بيان له مع البعث في السبعينيات الإشارة الى الخليج بإسم العربي وأصروا على تسميته بالخليج الفارسي ثم تنازلوا (كونهم كانوا مطاردين ومدعومين من نظام صدام)وقبلوا بتسميته بالخليج ورفضوا إضافة وصف العربي، هنا تتجلى الوطنية الإيرانية مقابل ضياعها لدى العراقيين سواء الحكومة أو القوى السياسية بل وحتي أعداد غير قليلة من العراقيين لأنهم لم يدركوا عناصرها ولم يعوها او بتثقفوا على ويتدربوا على صيانتها .
كذلك فعلت القوى السياسية الكوردية في قتالها مع الإيرانيين ولكن من منظور آخر تغلب عليه المصلحة العشائرية والشخصية وبصراحة أكثر عدم إعترافهم بالوطنية العراقية بل إن مصلحتها(أي القوى السياسية)كانت ولازالت في تحطيم الدولة العراقية، كونها لاتعترف بدولة إسمها العراق، وما ينطبق على الشعب العراقي ينطبق على الكورد الذي تمادوا في ضياع حتى الوطنية الكوردية بإرتهانهم بإيران (الإتحاد الوطني) من جهة وتركيا من جهة أخرى(البارتي)ويتجلى ذلك فيما يحدث في كوردستان الآن لدرجة وصلت الى حد المهانة حيث لايجروء حزب على إختيار قائده إلا بموافقة إيرانية أو تركية ويعتقد الكورد خطأ إنهم سيستعيدون وطنيتهم عند إستقلالهم وهو الشيء الذي لن يحدث لأنهم يتعاملون مع دولتين كبيريتين(تركيا وإيران) لهما أهداف إستراتيجية ثابتة لاتتغير بتغير النظام بل ترتبط ببقاء الأمة والوطن سالما قويا فيما يفقد الكورد عمقهم العراقي الذي مهما قالوا عنه يبقى الأقرب لهم من الإيرانيين(المجمعين/شعبا وحكومة) على معاداة الكورد والشيء نفسه ينطبق على الأتراك.
أما بعد 2003 فيمكن إعتبارها الضربة القاضية بحق الوطنية العراقية ساهمت بها القوى السياسة الإسلامية وبعض القوى الليبرالية (يمكن إستثناء قوى اليسار على ضعفها لكنها حافظت على وطنبتها بجدارة) والقوى الكوردية،إذ أمعنت هذه القوى في تفتيت بقايا الدولة العراقية وتجاهلوا الموقع الإستراتيجي للعراق وأضاعو دوره مقابل البقاء في السلطة لدرجة إن إيران وتركيا والسعودية التي كان العراق يمثل لهم ندا قويا(لأنهم يدركون عناصر قوته) تتدخل في تشكيل الحكومة وإختيار رئيس الوزراء،هنا قد لاأعطي لنفسي الحق في الطعن في وطنيتهم(وعليها علامات إستفهام واضحة) ولكنهم في أحسن الأحوال يتصفون بالغباء السياسي ومنهم بالتأكيد له مطامع شخصية وله إرتباطات دولية مصالح شخصية ومع ذلك وحتى لو كان الحال كذلك فإن غباؤهم هو الطاغي إذ كان بإمكانهم على الأقل اللعب بورقة الموقع المهم للعراق في الحصول على مكاسب ،إذ كان يمكن للقوى السياسية الشيعية مثلا أن تلعب ورقة البعد والعمق الإستراتيجي العربي للعراق لصد الهيمنة الإيرانية وكذلك مع الأتراك،وفي مقابل السعودية كان بإمكانهم اللعب بورقة المذهب.نفس الشيء ينطبق على القوى الليبرالية التي اضاعت كل الفرص لإستعادة الموقع الجيوسياسي للعراق ولكنهم حاربو وعارضو القوى الشيعية بنفس إسلوبهم وأعني به الإستهتار بالدولة العراقية والموقع الإستراتيجي وبالتالي بالوطنية العراقية وكان بإمكانهم التركيز على المحافظة على عناصر قوة الدولة العراقية .
في السياسة (كما في العلاقات الإجتماعية) لابد لك من أوراق تلعب بها وإلا مالذي يجبر الغير على اللعب معك.
إن المشهد السياسي العراقي وصل مرحلة العهر السياسي بارذل صوره حيث تطغي المصالح الشخصية والسياسية والمذهبية على المصلحة الوطنية لدرجة إن العراق يواجه خطر البقاء كدولة وإسم وعنوان.المؤسف في المشهد هو إندفاع عدد غير قليل من العراقيين في تفتيت الوحدة الوطنية والوطن دون أن يدركوا إن مركب الوطن عندما يثقب من جهة سيغرق المركب كله،وإن الأميركان لم يخطئوا أبدا عندما أشاعوا الفساد ليس بدعم الفاسدين كما يظن البعض بل بخلق بيئة فاسدة تفسد كل من يدنو منها ومن أهم مظاهر الفساد الإستهتار بالوطن.
تميزت السنوات العشر الماضية بغياب واضح للوطن والوطنية عن الفكر السياسي العراقي سواء على مستوى القيادات وحتى على مستوى المواطن والأخير يمثل خطورة تهدد كيان الوطن،لقد غاب عن ذهن العراقيين الخطوط الحمراء التي لايجوز تجاوزها لإنها تمس الدولة العراقية والوطن ولاعلاقة لها بالنظام مثل :
-الإهانات التي توجه للجيش لدرجة الإستهزاء وتمني الهزيمة له والوقف بالضد من تسليحه بالرغم من إندفاع دول الجوار للتسلح.
-الإستعانة بدول الجوار وتحريضهم على معاداة العراق وقطع العلاقات.
-تحريض الأمم المتحدة على إبقاء العراق تجت طائلة الفصل السابع
- الدفاع عن الإرهابيين والدفاع عن منظمة إجرامية مثل مجاهدي خلق رغم إنها منظمة إيرانية وإن وجودها في العراق لايوجد له مثيل في العالم خاصة من ناحية الإستهانة بالدولة العراقية وقوانينها .
-الإنحياز الكامل للأحزاب الشيعية لإيران لدرجة وصلت حد الخيانة مثل تأييد الرأي الإيراني في تحمل العراق مسؤولية الحرب وهو حتى لو كان صحيحا إلا إنه لايجدر بمسؤول حكومي الإعتراف به علنا لأنه لايمثل نفسه بل يمثل الدولة العراقية وهذا الرأي ستكون له عواقب سياسية دولية،ووصل الأمر بالسيد الحكيم لتأييد تعويض إيران بسبب خسائرها في الحرب ومع ذلك لم يحاسب هو أو حزبه على تجاوزه على الوطن.ويأتي في هذا السياق ماردده البعض من عدم الإعتراف بقتلى الحرب العراقية –الإيرانية كشهداء وهو إضافة للغباء الإستراتيجي يعتبر خيانة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ،لأنه بإختصار إعتراف غير مباشر بمسؤولية العراق عن الحرب وهي نصف الحقيقة.
-التناقض في موقف القوى السياسية من قضية نفط إقليم كردستان وهي قضية وطنية بإمتياز لايمكن الإختلاف عليها لإنها تؤسس لتفتت العراق وإنقسامه أو إستعادة وحدته بينما إستغلتها القوى السياسية لمصالحها الإنتخابية الرخيصة سواء التي في الحكم (الدعوة) أو قوى المعارضة(الصدريين والحزب الإسلامي والقائمة العراقية).
إن جميع القضايا أعلاه لاعلاقة لها بنظام الحكم بل هي عناصر الوطنية العراقية التي لايجوز الإختلاف عليها.
ومن يتابع الساحة السياسية العربية والإقليمية والدولية يعرف إن العراق (رغم إمتلاكه كل عناصر القوة الإستراتيجية) غائبا تماما عن الفعل بل وحتى الإشارة إليه مقارنة بزمن الحكم الملكي(أي ست عقود ماضية) وهي كارثة بمعنى الكلمة،ولو قارن العراقيون موقف الصين وروسيا في دعم الأسد بموقفهما من إسقاط نظام صدام(والنظاميين مجرمين بنفس المستوى) لعرفوا الجريمة التي إرتكبها صدام الذي اضاع كل مفاتيح القوة الإستراتيجة (لم يكسب الروس والصينيين من جهة ولم يكسب كذلك الأميركان) بينما لعبها الأسد بذكاء واضح،والشيء نفسه ينطبق على موقف المجتمع الدولي من إسقاط نظام الإخوان في مصر إدراكا من الجميع لأهمية سوريا ومصر الإستراجيين بينما كانت المقولة المعروفة ( من يملك العراق يحكم العالم).
في ضوء ماتقدم لابد للمفكرين والنخب الثقافية من الإنتباه الى إننا نخسر ونثلم يوميا جزء من وطنيتنا بإنجرارنا مع مواقف الأحزاب السياسية الغبية والخطيرة وعدم محاولتنا إعادة الحياة للوطنية العراقية التي افتقدت لعقود طويلة ولو قارنا بين موقف العراقيين من القوى السياسية وخاصة قوى الإسلام السياسي وموقف المصريين من الإخوان لإستطعنا أن نميز بسهولة البون الشاسع بين الوطنية المصرية والوطنية العراقية،وعلينا أن نعترف إن الحياة السياسية العراقية فقيرة وضعيفة الى حد العقم في إنجاب نخب ثقافية واعية لأهمية الدولة والوطن.
لابأس من ألإعتراف إننا بحاجة لأهداف وطنية نتدرب على صيانتها عندئذ مهما بلغت قوة الحزب السياسي الحاكم لن يستطيع تهديم الدولة ومافعله الإخوان من إساءة لبمصر أقل بكثير مما فعلته القوى السياسية العراقية من افعال تصل حد الخيانة والإستهتار بالوطن،
ولابد للمثقفين العراقيين من مراجعة فكرية جذرية لأفكارهم ومواقفهم وهذا ماهدفت إليه في مقالتي هذه.



#علي_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث الأنبار :شرارة ثورة سنة العراق ضد رموزهم
- مالم يدركه ويقوله زعيم الحزب الشيوعي العراقي في قناة الإتجاه
- إنتخابات مجالس المحافظات في العراق
- القسام الشرعي للمرحوم العراق
- عذرا ..أيها الشهداء لقد أخطأتم الطريق
- إستباحة مدينة الثوره ..نموذج لأزمة الحكم في العراق
- ألعمامه .....والسلطه
- ساسة العراق....وتعظم في عين الصغير صغارها
- إياد علاوي......ألأصرار على ألأنحدار
- ثرثره عراقيه على دجله /ح 2
- ثرثره عراقيه على دجله...ح/1
- الخدعة الكبرى...في العراق
- العربيه............(Coma) .........الكوما
- عمال العراق ...بين ألأستغلال الطبقي..... وألأستغلال السياسي
- تصريحات سيف الدين الراوي للجزيره ..إذا عُرف السبب ...بطُل ال ...
- عمي يابو جاكوج ...... سوده مْصخْمه وياك
- النخب السياسيه العراقيه ...من كان منكم بلا خطيئه فليرمنا بحج ...
- تزييف الوعي .....حسن العلوي نموذجا
- مدرسة عبوسي المسائيه...... التي اصبح اسمها مجلس النواب العرا ...
- في العراق..مجلس النواب ..الذي أبدع في وصفه مظفر النواب


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الصفار - الوطنية العراقية ......آن أوان الحقيقة والمواجهة