ماء المطر يغسل وجوه المرشحين

تركي حمود
(Turkey Hmood)

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 21:32
المحور: كتابات ساخرة
    

إن تساقط الأمطار بالعراق في شهر نيسان مصادفة تستحق التأمل لأنها تزامنت مع موعد انطلاق الحملات الدعائية لمرشحي الانتخابات البرلمانية وكأن قطرات المطر ارتأت أن تغسل وجوه المرشحين وتجملها أمام الناخب المحتار بين الكم الهائل من المرشحين كما إنها قد تكون هطلت لتغسل ذنوبهم وبخاصة من هم أصلا في دفة الحكم لتجعلها بداية خير عليهم ليصححوا من صورهم المهزوزة أمام الناخب
ولكن هل يا ترى من أصر على تفضيل مصالحه الضيقة على شعبه يمكن أن يستقيم بالطبع لا وكما يقول المثل الشعبي "ذيل الكلب عمره ما ينعدل "
إذن المعادلة أصبحت واضحة فنيسان فضح شعاراتهم والمطر أزاح الغمامة عن عيون الناخبين لكي يختاروا من تاريخه وقلبه ناصع بالبياض وليس يديه بيضاء فقط ومن يفي بوعوده ويلغي الامتيازات التي منحها البرلمانيين لأنفسهم ويبني الوطن ولا يبني القصور والعمارات في الخارج ومن يراعي الفقراء ولا يراعي أهله وعشيرته وذي القربى ومن"لا يلغف رواتب حمايته " ويكشف ملفات الفساد ولا " يطمطم عليها " مقابل هبات وسحت حرام وينفذ توصيات المرجعيات الدينية بمختلف طوائفها ولا " يلعب على الحبلين " ... و ... و ، هذا من سندلي بصوتنا له ونقول له " أنت وبس والباقي خس " بشريطة أن يكون الاختيار على عكس المثل القائل " الشين التعرفه أحسن من الزين الما تعرفه"
وهنا علينا أن نغلب صوت ضمائرنا وعراقيتنا على أي صوت آخر نشاز لكي نتخلص من الجاثمون على صدورنا لسنين لم نرى فيها الراحة والأمان وبقينا نتحسر ونندب حظنا العاثر وكأن الكراسي صممت على مقاس "خلفياتهم " وبالطبع ليست الثقافية فقد حان الوقت لتغييرهم بأصواتنا وبإرادتنا ونجرب غيرهم والتجربة خير برهان " والمبلل ما يخاف من المطر " لعل المستقبل مشرق وعلينا أن لا نجعل اليأس والإحباط من الوضع المزري الذي نعيشه يتغلب علينا ونتقاعس عن الإدلاء بصوتنا بحجة تلك الذرائع بل علينا أن نشد العزم والأمل يحدونا بأن القادم أفضل من خلال حسن اختيارنا للأفضل وبقناعة شخصية بعيدا عن تأثير إعلانات المرشحين المدفوعة الثمن

#تركي_حمود (هاشتاغ)       Turkey_Hmood#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل