أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فكرى عمر - قصة قصيرة - أصابع الأشياء الصغيرة














المزيد.....

قصة قصيرة - أصابع الأشياء الصغيرة


فكرى عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 00:58
المحور: الادب والفن
    


أَدَرْتُ عينى فى اتجاه مصدر الحركة، كانت الأبواب نصف مفتوحة والظلام يزحف من الداخل وبين تلافيفه أصابع حادة تنقر على الحوائط، نظرت لإحدى الغرف، رأيت يدًا عجوز تدير أكرة الباب فتركت الأوراق التى كنت أفرها على الكرسى وجررت قدمي للأمام؛ لأننى لم أستطع، وسط هذا الرعب الذى وُلد داخلى فجأة أن أسرع بالجرى، كانت إضاءة الممر تخفت وتشتد هى الأخرى كأنما تعاندنى.
هو الليل حتمًا ذلك الذى أعيشه الآن؛ فالشبابيك لا تأتى بضوء من الخارج، شبابيك المبنى الذى هو فندق قديم أو قصر عتيق اضطررت للجلوس فيه بعض الوقت، دفعت أحد الأبواب وأشعلت النور لكننى لم أجد أحدًا بالداخل، الحجرات الأخرى بدت فارغة إلا من أسرّة نظيفة ودواليب صغيرة، هل هذا المبنى لمستشفى فى مكانٍ ناءٍِ؟!
حينئذ تحسست جسدى لكننى لم أعثر على جرح غائر فى أى مكان منه، لما رجعت رأيت الصالة قد اتسعت مساحتها، وضمت مجموعة كبيرة من الأصدقاء والأهل، ضحكنا، أكلنا، قمت لأغسل يدى وعدت فلم أجد أثرًا لأى منهم.
بحثت فى أنحاء رأسى لأعثر على اللحظة التى جئت فيها إلى هذا المكان، آخر ما أذكره هو مشاهد مختلطة من أفلام ومسرحيات فى تليفزيون منزلنا وصراخ يأتى من الشارع.
هل أفتح شباكًا هنا وأنظر؟! الشبابيك هنا مغلقة بسلاسل من حديد، فى الخارج عواء هستيرى، مطاردات، فرقعات بالأيدى والأقدام، كلاكسات لا تكف عن الصراخ، هل أنا الآن فى مكان أكثر أمنًا رغم ما رأيت؟
لا، لا أمان فى الشارع أو هنا، كانت بالقرب منى أصابع حادة أحسست بها فى نصف الظلام لكنى لم أرَ وجوه أصحابها.
فكرت فى الأوراق التى كانت معى منذ وقت قليل، لعل فيها سر المكان وسر الهروب.
فى الصالة رأيت أكوام الأوراق التى تركتها من قبل بيضاء كأن أحدهم قد محا ما كان بها من كلمات وصور، بينما الضحكات الساخرة تطاردنى من الداخل، عالية ومستفزة كأنها تنطلق من وجوه وأجساد بجوارى حد الالتصاق، وأصابع تدور حول رقبتى لتتمكن من الخلاص منى، تذكرت كل الفتيات اللاتى أحببتهن الآن دفعة واحدة، أما الأصدقاء والأهل الذين كانوا معى منذ قليل، ثم رحلوا دون أثر فقد أحسست أنهم إنما يختبرون مدى صمودى وحيدًا تمزقنى الهواجس والمؤامرات.
........
........
........
كيف خرجت من ذلك المكان؟!
تذكرت أننى دونت كلامًا كثيرًا فى الأوراق طوال هذا الليل المُخيف، بينما أعضائى جميعها كانت متحفزة كأنما أكتب بمداد من دمى وبريشة من عظم جسدى.
كنت أمشى تحت أضواء النهار الآن، عيونى تغوص فى عتمة الأشياء والأفكار؛ لتفضح تفاصيلها بينما يشتد الزحام حولى ضاغطًا، وأنا أسعى لهامش الطريق كى أكون فى مسافة آمنة فلا أذوب وأتلاشى فى الجموع.
عاد السؤال طارقًا رأسى: كيف خرجت من ذلك الجحيم، وأى أذى طالنى دون أن أحيط به علمًا بعد؟ غير أن إجابة واحدة مطمئنة لم تكن تلوح لى حتى وأن أنهى الطريق إلى باب البيت.



#فكرى_عمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدًا
- قصة قصيرة / حُلم
- قصة قصيرة / رجل الساعة الضاحك
- قصة قصيرة - تفاوض
- قصة قصيرة - تراب النخل العالى
- قصة قصيرة - وراء الستار
- قصة قصيرة - الثقب والكرة


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فكرى عمر - قصة قصيرة - أصابع الأشياء الصغيرة