أفكار عضو منتسب بوشائج الحب لجمعية الكتاب العمانيين

محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 09:11
المحور: الادب والفن
    

دعوة تلقيتها من الصديقة الشاعرة والناقدة العمانية الدكتورة سعيدة الفارسي لحضور الجمعية العمومية لجمعية كتاب وأدباء عمان ..قالت لي : خلال هذا الاجتماع سيتم انتخاب مجلس إدارة جديد للجمعية ..
سألتها بقلق يشي برغبتي في الحضور :
-هل يجوز ؟..وسقت مبرراتي مع أمل أن تكون واهية:
-جئتكم زائرا لمدة أسبوع للمشاركة في مهرجان مسقط السينمائي ..فهل يحق لي أن أحضر اجتماعا مثل هذا يتسم ..بالخصوصية؟ في مصر -وأظن أن هذا حال العديد من الدول- لايسمح لغير الأعضاء بحضور مثل هذه الاجتماعات.
قالت مستحثة :
-وهذا حالنا أيضا ..لايسمح لغير الأعضاء بالحضور..لكنك ضيف غير عادي ..لست ضيفا ..أمضيت بيننا ثمانيةعشرة عاما مدير تحرير لمجلة الأسرة ..وشاركت في حراكنا الثقافي ..يجب أن تحضر ..الكل يسعدهم هذا ..لاأحد هنا ينظر إليك كغريب أو وافد أو منتم لجنسية أخرى
أهذا الذي تقوله الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي صحيح ؟
أظنه ..بل يقينا صحيح .
نعم ..طبقا لتبنيدات دائرة الهجرة والجوازات في سلطنة عمان لست بعماني ..وطبقا لما هو مسجل في جواز سفري بخانة الجنسية فأنا مصري..
لكن طبقا لهوى الداخل المدعم بنتاج نصف قرن من قراءة الماضي واستقراء الحاضر واستشفاف المستقبل أنا عربي مسلم ..تهتز دواخلي فزعا على بديهياتنا العظيمة مع انفجار قنبلة في الشق العراقي من الوطن الكبير أو سيارة مفخخة في الشق اللبناني أو رصاصة تغتال جنديا بسيطا في صعيد مصر .
خارطة الوطن الكبير - وقد جاوزت الستين - مازالت في قلبي ببكارتها الأولى ..لاحدود تفصل المغربي عن الجزائري ولاأسلاك شائكة تدمي الحدود بين المسلم المسيحي ..ولاحقول ألغام تشطر الشيعي عن السني عن الأباضي..وسأوصي أبنائي حين أموت أن ينقشوا على شاهد قبري : عربي ..ولد في مصر وأمضى في عمان ثمانية عشر عاما..ووجد في قلب كل عماني مسجد يصلي فيه باطمئنان..
أيحق لي – وهذا أنا- حضور اجتماع الجمعية العمومية لجمعية كتاب وأدباء عمان ؟!
استنكرت الدكتورة سعيدة سؤالي وقالت :..أنت منا يامحمد ..ومثلك صديقك الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي ..أمضى معنا خمسة عشر عاما وهو منا وسوف يحضر الاجتماع ..
كان استقبالهم دافئا ..وهذا عهدي بهم دائما ..حتى الذين لم تتجذر علاقتي بهم حين كنت هناك .. رئيس مجلس الإدارة الدكتور محمد العريمي ونائبه الكاتب عاصم الشيدي رئيس القسم الثقافي بجريدة عمان لم يضنا علي بحفاوتهما..وأحمد الفلاحي الأب الروحي للأدباء العمانيين ..والذي يكرس طاقته منذ أن عرفته في ثمانينيات القرن الماضي ..لا ليتصدر المشهد الثقافي في السلطنة ..بل لتأجيج هذا المشهد بالحراك والتفاعل و ضخ الحيوية فيه من خلال تشجيع الأقلام الشابة ..يعاتبني في مودة صادقة على ما يظنه قطيعة من قبلي ..ومثله الصديق الشاعر سعيد الصقلاوي الذي يتجاوز اللوم إلى التشهير حين خاطب الأصدقاء قائلا : سيغادرنا بعد أيام إلى القاهرة ..ولن نسمع له صوتا إلا بعد عام أو عامين حين يأتي في مهمة صحفية ..
وأرد في استسلام : هكذا أنا.. حتى في القاهرة ..كسول ..وتواصلي مع اتحاد كتاب مصر اختزل في الموظف الإداري المخضرم للاتحاد جاد حسين ..يرسل لي من حين لآخر أعمال أدبية لأدباء مرشحين للانضمام للاتحاد ..فأقرأ وأكتب تقريري ..وأرسله له عبر البريد الألكتروني ....وخلال عضويتي في مجلس إدارة نادي القصة ..اختزلت زياراتي للنادي في الاجتماعات أو الندوات المهمة أو تلك التي أديرها ..ودوما تتهمني زوجتي بأنني أقل الناس استخداما للهاتف..عذرا صديقي الشاعر الجميل سعيد الصقلاوي ..نعم أنا كسول ..وهذا ينعكس على تواصلي مع من أحب ..لكنه كسل في حركة الأقدام وفي حركة الأنامل على أرقام الهاتف ..وليس كسلا في نبض الحب بالقلب..
و يشهد الله كم أحبكم أصدقائي ..بل أشقائي العمانيين ..!
لكن أين الانتخابات ؟ لماذا لايصيحون ويصرخون ويتشاجرون ..؟ هذا ما عهدته في انتخابات اتحاد الكتاب في مصر والعديد من النقابات ..وأليس هذا حال الانتخابات ..أي انتخابات في كل أنحاء الدنيا ..صراعات ومؤامرات ودسائس ومعارك ..!!
أتطلع حولي.. لاشيء سوى وجوه لم يمح الاهتمام بما يجري مشاعر المودة من قسماتها وهي تتطلع نحو المنصة المحتشدة بأعضاء مجلس الإدارة الذي انتهت مدته ..كان رئيس المجلس الدكتور العريمي يدلي بتقرير حول ما تحقق وما واجه المجلس من إشكاليات خلال العامين المنصرمين ..وكان أبرزها أن الجمعية تضم أعضاء لاتعرف عنهم شيئا ..ولاتعرف كيف تتواصل معهم ..ومن القضايا التي طرحت اسم الجمعية ..هل تبقى جمعية أم تتحول إلى اتحاد ؟ ..ودارت مناقشات بين القاعة والمنصة ..وانتهى الأمر إلى إبقاء الوضع على ماهو عليه ..الجمعية العمانية لكتاب وأدباء عمان ..
وكان لدي ما أقوله ..لكن اختزنته لوقت آخر..للحوارات الودودة التي ستعقب الاجتماع ..فإن كانت مشاعر المودة التي تربطني بهم أتاحت لي مقعدا في القاعة ..فللحضور فقط ..وليس المشاركة ..!
ومن فوق المنصة يعلن رئيس مجلس الإدارة استقالة مجلسه بالكامل ..ليبرحوا أماكنهم إلى القاعة ..ويصعد أكبر الأعضاء سنا – يقينا لن يكون إمرأة – ليرأس ماتبقى من الاجتماع ..وما تبقى انتخاب مجلس جديد .. فأين المرشحون ..وأين التنافس والتلاسن والتشاحن ..والمكايدة ..! لاشيء ..بهدوء يصعد أحد الأعضاء إلى المنصة ليقرأ قائمة على رأسها الدكتور محمد العريمي ..وتضم آخرين من المجلس القديم ..وإذا بالحضور في القاعة يرفعون أيديهم بالموافقة ..إذا هو مجلس إدارة "جديد " للجمعية ..أتلك انتخاباتهم ؟!!
..انفض الاجتماع كما بدأ وكما دار .. في سلام ومودة وقدر كبير من الثقة من القاعة في المنصة ..لكن شعرت بأن ثمة خطرا يهدد الجمعية ..نعم ..هناك إشكالية تتعلق بالإسم ..ليس كلمة "الجمعية أو الاتحاد" كما يظنون ..بل ما بعد ذلك .."الكتاب والأدباء"..وفي مصر يطلق الأدباء على اتحادهم إسم اتحاد الكتاب ..وهي لافتة تحفز أي كاتب في الجغرافيا أو الفلك أو التنجيم أن يتطلع للانضمام لعضوية الاتحاد ..وقد يلجأ للقضاء مستندا إلى أن اسم الاتحاد اتحاد الكتاب " ..وبالتالي تصبح حجة الاتحاد في حصر عضويته على الأدباء واهية ..وثمة إشكاليات كثيرة واجهها اتحاد كتاب مصر في هذا الشأن ..لذا اقترحت على نائب رئيس الجمعية الكاتب عاصم الشيدي حذف كلمة "الكتاب" من الإسم ليكون "جمعية الأدباء "..طالما تأسست على كونها جمعية للأدباء ..وليس لأي شرائح أخرى من المثقفين ..كما أنني لاحظت أنه لاتوجد معايير محددة للانضمام للجمعية ..حيث العديد من الأعضاء حصلوا على العضوية لمجرد أنهم كتبوا بضعة مقالات أونشروا قصيدة هنا أو هناك ..وأظن استحداث شرط الإصدارات يحمي الجمعية من تسلل من ليسوا بأدباء حقيقييين إلى داخلها ..أي تعدل لائحة الجمعية لتنص مثلا على ألا تمنح العضوية إلا لمن صدر له كتابان في أي من الأجناس الأدبية ..مع تشكيل لجنة مهمتها فحص أعمال المرشحين للانضمام للجمعية ..تسمى بلجنة القيد أو لجنة العضوية ..
هي أفكار من عضو منتسب بوشائج الحب للجمعية لكتاب وأدباء عمان ..بل لكل العمانيين .

#محمد_القصبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل