شوكت جميل
الحوار المتمدن-العدد: 4410 - 2014 / 3 / 31 - 07:28
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
نادرة هي الزهور بأرضنا الجدباء،و قصيرة أعمارها،حبات عقدها تتناقص بقدر ما زاد جمالها و طهرها..لِمَ تضيق أرضنا بالزهور؟و لِمَ تضيق بكل جمالٍ و طهر؟و لم تظلمون كل بقعة من نور؟
(مريم سامح) زهرة يانعة مصرية علمها سيدها لعشرين قرناً خلت،أنه ليس للإنسان أن يزعم حبه لله الذي لا يراه،بينما يبغض أخاه الذي يراه،و أستمعت إليه يقول:(أحبوا أعدائكم ،باركوا لاعنيكم،أحسنوا إلى الذين يسيئون إليكم و يضطهدونكم)،فسكنت نفس الفتاة الرضية بما عرفت،و جعلت همها في مساعدة المعوزين و الفقراء،تحمل لهم الطعام و الدواء في حيهم العشوائي المنسي،لا ترى فيهم سوى الإنسان،و لا تحفل بعقيدتهم أو دينهم،...أتراها كانت غرةً ساذجةً..أم أطهر من تتقبلها الأرض السبخة العفنة،فلفظتها؟و مزقت أورقها الغضة،يا الله !....كل هذه الطعنات أيها المغاوير في جسد فتاة تحمل صليبها و تمشي في طريقها المعهود للمحتاجين! أوبعد كل الطعنات أرتعدتم ، لعل نبضاً باقياً فيها من الحياة فأطلقتم الرصاص..ثم فزعتم لعلها تقوم مشرعة في وجوهكم صليبها فأقبلتم تخنقونها!.أهو الفزع منها حقاً أم من السيد الآخر الواقف ورائكم و أمامكم..ذلك السيد الجبار القهار الذي تخافونه،و هو يصرخ:
(لن أرضى عنكم حتى تقتلوهم أينما وجدتموهم،أثخنوا في الإرض دماً..كيف تزعموا حبي و ما زال بقلوبكم وقرٌ من محبةٍ لهم،كيف تزعموا حبكم لي ،وأنا لا أرى سيوفكم تلغ في نجيعهم).
قيافا قيافا إنها لم تحمل سوى الشفاء و الطعام للناس،ففيما أرتعادك منها؟....قيافا قيافا إنها لا تبحث عن سلطان أو مملكة..ففيما بغضك لها؟قيافا قيافا...أحتى أن يحمل الإنسان صليبه الآن و يمشي ليمسح دمعه..أو يطعم فاه..أصبح جرماً يستحق الصلب و الطعن؟
يا مصر:أكتب عليك أن تقدمي كل يومٍ مسيحاً ؟ يا أورشليم العصر.. لا منجاةً لكِ إلا بأن ينشق الهيكل العتيق مغارة قيافا و أحباره من السلف... و إلا فخرابك قريب يا أورشليم ؛مدينة تقتل الزهور ليست جديرةً بالحياة.
#شوكت_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟