أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كريم عامر - إعدام الشريف إعلان حرب ضد مصر














المزيد.....

إعدام الشريف إعلان حرب ضد مصر


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 1253 - 2005 / 7 / 9 - 09:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


فى يوم واحد أقدم قادة الإرهاب الأسود الممثل فى تنظيم القاعدة على القيام بعمليتين وحشيتين غاية فى الإجرام والبشاعة ، ففى العراق أقدم جزار القاعدة على إعدام إيهاب الشريف سفير مصر ببغداد فى إجراء بشع من نوعه بحجة ردته عن الإسلام لأنه يمثل دولة كافرة على حد زعمهم ، وفى مكان آخر من وراء البحار إرتكب تنظيم القاعدة جريمة أخرى بشعة فى العاصمة البريطانية إستهدفت بعض وسائل المواصلات بها مما نتج عنه سقوط العشرات بين قتيل وجريح من الأبرياء العزل الذين لا حول لهم ولاقوة تجاه ماحدث ، ولا ذنب لهم إلا أنهم ينتمون إلى دولة يناصبها قادة التنظيم العداء .
تأتى هذه الأحداث ضمن سلسلة طويلة من الجرائم البشعة التى قام بها هؤلاء المتطرفون بحق الإنسانية خلال عقود من الزمن بدءا من حادث إغتيال الرئيس المصرى محمد أنور السادات فى بداية الثمانينيات من القرن الماضى مرورا بعملياتهم الإجرامية البشعة فى أفغانستان وروسيا والشيشان ، وإنتهاءا بأحداث 11 سبتمبر التى كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير وقسمت العالم إلى معسكرين : معسكر السلام ومعسكر الإرهاب ، ومانتج عن ذالك من إحتلال الولايات المتحدة لأفغانستان والعراق والحوادث الإجرامية التى تلت ذالك والتى كان آخرها إعدام السفير المصرى لدى بغداد بالأمس القريب .
إن خطورة الإرهاب لا تكمن فقط فى العمليات الإجرامية التى يشنها هؤلاء الأشرار ضد البشر ، ولكنها تتعدى ذالك لتأخذ أبعادا اكثر عمقا من الضرر المادى المحدود لتصل إلى أضرار معنوية ونفسية لا يمكن حصرها ، فالمبررات الدينية التى يسوقها هؤلاء المجرمون لإضفاء نوع خاص من الشرعية على مايقومون به من جرائم هى أخطر مايميز هذه العمليات وأشد جوانبها بشاعة حيث أن الهدف الذى يتغياه هؤلاء هو إقناع السواد الأعظم من الشعوب الإسلامية بشرعية مايقومون به من ممارسات عنيفة عن طريق إلباس هذه الممارسات الطابع الدينى لإكتساب تأييد هذه الشعوب التى تجرى وراء كل من يداعب عواطفها الدينية أو القومية ، مما ينتج عنه خلق جيل جديد متطرف فكريا ينتظر بلهفة الضوء الأحمر للتحرك المضاد للسلم والأمن الوطنيين .
فالتبرير الذى ساقه الزرقاوى لجريمته على الرغم من انه يعد من نوادر هذه الحركات التى لا ترى فى الواجهة إلا صورتها وماعدا ذالك فهو عدو لها يجب القضاء عليه وإجتثاث شأفته ، إلا أنه يمثل خطرا كبيرا على وعى الشعب المصرى الذى يتأثر سريعا بهذه التبريرات الدينية الفاسدة نظرا لعاطفته الدينية القوية التى فتح من خلالها الباب بسذاجة لكافة الأيديولوجيات الفكرية والمعتقدات الدينية الغريبة تماما عن بيئته ، وعلى وجه الخصوص فإن وعى الشباب والمراهقين هو الأسرع فى التأثر بهذه الأفكار الوافدة حيث أن الشباب يبحثون عن أى نشاط يستغلون فيه طاقاتهم الشابة وهم فى ذات الوقت يمرون بتغيرات مزاجية قد ينتج عنها قبولهم - عن غير وعى - لهذه الأفكار الكفيلة بتحويلهم إلى قنابل بشرية موقوتة وجاهزة للإنفجار عندما يعطى لها الضوء الأحمر لتنفيذ ذالك ، ومانموذج حسن بشندى ورفاقه عنا ببعيد .
ومن هنا ، فإن عملية إعدام الشريف يجب أن لا تمر مرور الكرام على النظام المصرى ذالك أن تساهل أجهزة الأمن مع التطرفين قد يؤدى فى أى وقت إلى إعلان تحالفهم - السرى الآن - مع تنظيم القاعدة والبدء فى تنفيذ عملياتهم الإجرامية تجاه مصر التى لم يتسنى لها أن تتنفس الصعداء بعد القضاء النسبى على الحركات الإسلامية المسلحة التى كانت متمركزة على أراضيها ، والتى قبلت الحكومة وأجهزتها منها بعد ذالك تواجدها السلمى على الساحة مع العلم بأن أفكارها التى تنشرها بصورة سلمية أشد فتكا من أسلحة الدمار الشامل حيث أنها قد تأخذ يوما ما أبعادا مادية أخرى قد تصل إلى إعلان التمرد المسلح على الحكومة المصرية مما قد ينذر بتفجر الأوضاع من جديد ويهدد بتحويل مصر إلى أفغانستان أو عراق أخرى يرتكب فيها كل مايخالف الشرعية الإنسانية .
إن زمن التسامح والمواقف السلبية تجاه الإرهاب قد وليا إلى غير عودة ، وما حدث بالأمس يعد رسالة واضحة للنظام المصرى الذى وقف من الحرب الدولية على الإرهاب موقفا حياديا ، مضمونها أن العالم ليس به سوى معسكرين إثنين فإن لم تكن مصر مع الإرهاب فهى بالضرورة ضده ، تماما كالرسالة التى وجهها الرئيس بوش إلى العالم عقب هجمات الحادى عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة .
فلتراجع الحكومة المصرية مواقفها السلبية تلك أن الإستثناءات لم تعد موجودة لدى هؤلاء الإرهابيين الذين لم يعد يقنعهم الموقف الحيادى من هذه الأحداث والتى جذبوا مصر إليها مؤخرا بإعدام سفيرها فى بغداد ، وقد أصبح إستثناء مصر من هذه العمليات غير مستساغ لديهم ، فهل تتحرك مصر قبل فوات الأوان ؟؟؟ .
إن الإنتظار لم يعد فى مصلحة أحد سوى الإرهابيين ذالك أن أنصار القاعدة يتزايدون فى العالم الإسلامى يوما بعد يوم عن طريق التوسع فى نشر فكرهم المنحرف باستخدام وسائل الإتصالات الحديثة وعدم توافر الفكر البديل لدى الشباب الذين ينساقون واحدا وراء الآخر فى هذا الإتجاه المظلم الذى يستهدف تحويلهم فى النهاية إلى قنابل بشرية موقوتة ينتظر منها أن تشعل حربا طائفية بين أبناء الشعب المصرى عندما تسنح لهم الفرصة ، فهل سيكول إنتظار الحكومة المصرية أكثر من هذا ؟؟ .
آمل أن لا يتأخر رد الفعل عن الوقت المناسب .
عبدالكريم نبيل سليمان
8 / 7 / 2005
الإسكندرية / مصر



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صيفى ... ولكن حافظى على حجابك !
- الزواج والبغاء ، إطلاقات متباينة لسلوك واحد !
- ثورة العبيد .... ضد الحرية !
- حركة كفاية ... ومواجهة الإستبداد
- عفوا أختى الفاضلة ... لقد غيبوا وعيك
- هل نحن ولدنا أحرار ؟؟!!
- شبكة الإنترنت .... وتحطيم الأبواب المغلقة للمجتمع الذكورى ال ...
- الصحف المصرية الصفراء تتهكم على رموز المجتمع المصرى - صحيفة ...
- هند الحناوى : الفتاة التى أسقطت هيبة الذكور
- فى يومها العالمى : تحية الى رمز النضال النسوى المصرى - د / ن ...
- عزيزتى المرأة : قليل من العتاب - دعوة لتكوين جبهة عربية لموا ...
- الباحثات عن الحرية : إيناس الدغيدى وعمل إبداعى بكل المقاييس
- إلى كل أنثى : أنت الحياة !!!
- الغزوات الفكريه : كيف نتعامل معها ؟
- تساؤلات طفولية
- تقرير سرى جدا من بلاد قمعستان للشاعر الراحل - نزار قبانى -.
- الموديل الثائرة - شعر
- جامعة الأزهر .... وسياسة الفصل العنصرى بين الطلبة والطالبات ...
- الزواج على الطريقة الاسلامية
- جماعات التطرف .... وبناء الدولة الإسلامية فى الشارع.


المزيد.....




- -كما لو كنت جالسا مع الطرف الآخر-.. أول اتصال هاتفي بالتقنيا ...
- -كل مكان نذهب إليه نجده أسوأ من الذي قبله-
- عائلة يزيدية في العراق تقاضي أم حذيفة أرملة أبو بكر البغدادي ...
- ما الذي حدث لمشروع -جزر العالم- العملاق في دبي؟
- شبكة -إن بي سي-: إدارة بايدن تدرس إبرام صفقة أحادية مع حماس ...
- دراجون عراة يجوبون شوارع مكسيكو سيتي مطالبين بطرق آمنة
- تنبيه هام من سفارة السعودية في مصر
- الخارجية الروسية تعلن ضرورة تعديل ميزانية منظمة معاهدة الأمن ...
- بسرب من المسيرات.. -حزب الله- يكشف تفاصيل هجوم شرق نهاريا (ف ...
- بوتين: السجناء يجب أن يعيشوا في ظروف طبيعية


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كريم عامر - إعدام الشريف إعلان حرب ضد مصر