مشاجرات الأشقاء

نورا جبران

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 01:45
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

يوصف كثير من الأبناء أو الأشقاء بالمحظوظين، إذ تربط بينهم علاقات صداقة ومشاركة، فيما تعاني الكثير من الأسر أيضا بسبب مشاجرات وغيرة الأطفال وتنافسهم. ومن الشائع أيضا أن تتأرجح العلاقات بين الأطفال الأشقاء بين الحب والكراهية، والصداقة والمنافسة!
يزيد التنافس بين الإخوة أحيانا كلما تقدم بهم العمر، وقد يبدأ الأطفال الأكبر سنا بإظهار الانزعاج والغضب، من اهتمام الوالدين أو الأسرة بطفل أكثر من الآخر، أو كلما اقترب الأشقاء الأصغر سنا من ألعابهم، أو تدخلوا في سيرها.
كما قد تبدأ مشكلة الغيرة والتنافس لدى الأشقاء الصغار عندما يدخل أشقاؤهم الأكبر المدرسة. وتعتبر المشاجرات الدائمة بين الأشقاء، أو كثرتها، أمرا محبطا ومزعجا للأسرة، وتتفاقم خطورته ونتائجه السلبية، إذا فشلت الأسرة في إدارة هذا الشجار أو المنافسة، والتدخل فيه، مما ينعكس سلبا على سلوك الأطفال وتكوينهم النفسي والسلوكي.
أسباب المشاجرات والقتال بين الأطفال الأشقاء:
- الفروق والاختلافات الفردية، حيث يتفوق طفل على آخر في مجال معين، أو يتمتع بقدرات بدنية وذهنية أعلى.
- نمو الأطفال وتطور احتياجاتهم، حيث يبدأ الشجار لتلبية هذه الاحتياجات كالحصول على ألعاب مختلفة، ومساحات أكبر للخصوصية، واللعب، أو الدراسة.
- الاحتياجات الخاصة، حيث يمثل اهتمام الوالدين بطفل مريض أو لديه احتياجات خاصة لا يفهمها أشقاؤه سببا في خلافهم معه، نتيجة الشعور بالغيرة.
- طريقة الوالدين في التواصل وإدارة الخلافات بينهما (القدوة): حيث ينمذج أو يقلّد الأطفال طريقة والديهم في حل المشكلات الزوجية، أو حتى مشكلات الأطفال، فالطفل الذي يصرخ عليه والداه ويهددانه، يكون أكثر ميلا لاستخدام هذه الأساليب في علاقاته بالآخرين. كما أن عدم المساواة والعدل في التعامل مع الأطفال يعرض أحدهم للإساءة خارج المنزل، وقلة عدد الأصدقاء.
ماذا تفعل كأب أو أم عندما يندلع الشجار
- عليك معرفة أن مشاجرات الأطفال طبيعية وهي جزء من تفاعلاتهم اليومية، وسيساعدك هذا على تحمل الأمر، وعدم تحميله أكثر مما يتحمل، فسيتغير الأطفال حين يكبرون ويكونون صداقات ويتعلموا إدارة علاقاتهم.
- حافظ على هدوئك دائما، حتى تستطيع تقديم نموذج جيد لحل المشكلات لأطفالك، بمعنى لا تصرخ على الأطفال أو تشتمهم، أو تستخدم عقابا بدنيا.
- إذا كنت تعتقد أن أطفالك لن ينسجموا معا، فلا تحاول إجبارهم على ذلك، ولا تجبر الطفل على مساعدة أو اللعب مع شقيقه، فالإجبار سيزيد الخلاف.
- قدم لهم احتراما وتعاطفا وكن صادقا في التعبير عن مشاعرك.
- مارس أسلوبا واحدا يتكلم والبقية تستمع، ثم من حق الساكت أن يرد دون إهانة أو تجريح أو تهديد، فقط يقول ما يشعر به، أو يعتقده حول الموضوع.
- علمهم أسلوب التجاهل إذا كان ذلك ممكنا، ما عدا الأمور الخطيرة أو القريبة من الخطرة، وامتدح الأفعال غير العدوانية (اللفظية والجسمية).
- حاول عدم التدخل إلا إذا وصل الأمر حد الإيذاء الجسدي، واكتف حينها بعزل الطرفين بهدوء وتركهما ليهدأ كل منهما، دون أن تصرخ أو تقوم بأي رد فعل غاضب.
- قلل فرص التنافس بينهم، ولا تقارن بين الأطفال بكلمات من نوع فلان أحسن أو أشطر من فلان، بل قيم السلوك بأن سلوك صحيح أو خاطئ، دون مقارنة شخص بآخر، فبدلا من القول "علي أفضل من محمد"، يمكن القول: أنا سعيدة لأن علي يشارك ألعابه مع الآخرين، وأتمنى أن يكون الجميع مثله، لأن هذا فعل جميل ومحبب.
- إذا كان أطفالك يستخدمون ألفاظا مسيئة فقم بتدريبهم على استخدام كلمات مناسبة، بدلا من الكلمات البذيئة، علم طفلك مثلا أن يسبتدل الشتائم بعبارات تصف غضبه، مثلا: قل أنا منزعج لأنك أخذت قلمي، هل يمكن أن تعيده لي؟ بدلا من سحب القلم من يد شقيقك بعنف أو شتمه.
- درب أطفالك على الهدوء وضبط النفس، بتعليمهم التنفس الصحيح، وإشغال أوقاتهم بأنشطة بدنية ومهاراتية مفيدة، كالرياضة وتعلم الموسيقى، وألعاب الذكاء والتفكير.
- درب الأطفال على حل مشكلاتهم بأنفسهم، وقدم لهم بدائل عن الصراخ والشتم والضرب، وقدم لهم معززا لفظيا كلما قاموا بالاستجابة بالشكل الصحيح.
- لا تركز كثيرا في البحث عن الطفل المذنب أو الذي بدأ الشجار، فأمر كهذا قد يصل أياما ولن تصلي إلى نتيجة، إلا إذا كان المخطئ معروفا لديك بناء على أدلة، فحينها وجه الحوار إلى الطريقة السليمة لحل المشكلات.
- حاول إجراء عقد سلوكي بسيط معهم، وخصص وقتا كل يوم لعدم المشاجرات، تتفق فيه معهم على أن المشاجرات ممنوعة لهذه المدة مهما كانت الأسباب، يمكن أن يبدأ بخمس دقائق يوميا و ويزيد بالتدريج، مع تعزيز الالتزام بهذا الإجراء.
- حاول دمج الأطفال في نشاطات مشتركة، وشجع ما يظهرونه من اتفاق، وتفاعل إيجابي، خالٍ من الصراعات والشجار.
- اهتم ووالدهم الآخر بأطفالكما جميعا، وبنفس القدر وكونا نموذجا للهدوء وحل المشكلات دون غضب.
- من الضروري تحديد ومناقشة الأساليب مع الوالد الآخر والاتفاق عليها مسبقا، قبل التطبيق.

#نورا_جبران (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل