أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الأرض أهم من الإنسان















المزيد.....

الأرض أهم من الإنسان


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 18:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن سلوك البعض في منظمة التحرير الفلسطينية ومن خلال تعاملهم مع قضية الأسرى يوحى بأنهم هجروا مرحلة المقاومة والمواجهة إلى غير رجعة ويسعون لتصفية مخلفات تلك المرحلة ،وقضية الأسرى من هذه المخلفات. تجري عملية توظيف قضية الأسرى ليس من اجل الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية بل في سبيل الحفاظ على السلطة التي بات وجودها يشكل عبئا على الثوابت والقيم والحقوق الوطنية بما فيها قضية الأرض والوطن والإنسان.
فلأن ثقافة النخب الحاكمة في فلسطين لا تؤمن بالنقد الذاتي ولا تعترف بأخطائها ،وحيث إن الواقع يقول إن هذه النخب ارتكبت أخطاء كبيرة بعضها عن قصد وبعضها عن عجز بحق الشعب والقضية ، وأن الواقع المأساوي الذي نعيشه هو نتاج سياستها- بالإضافة إلى الاحتلال بطبيعة الحال- ، فإنها بدلا من الاعتراف بالخطأ ومراجعة نهجها تقوم بارتكاب خطايا أعظم ، موهمة الشعب أنها تصحيح لنهجها السابق أو تطوير له . فمن أخطاء مفاوضات فاشلة طوال عقدين إلى خطيئة العودة للمفاوضات مع استمرار الاستيطان ، ومن خطأ حماس باللجوء للمقاومة بدون إستراتيجية وطنية إلى خطيئة هدنة رسمية تنهي المقاومة وتكرس فصل غزة عن بقية الوطن، ومن خطأ رهن القضية الوطنية بمشاريع وأجندة خارجية إلى خطيئة المكابرة وإدارة الظهر للمصالحة الوطنية حتى بعد انكشاف وهم المراهنة على الخارج.
لو أردنا مراجعة أخطاء وخطايا النخبة السياسية فلن يكفي مقالا أو كتابا لتغطيتها، ولكننا سنركز على مسألة واحدة كمثال لعدم استفادة النخبة السياسية من أخطائها السابقة وإصرارها على معالجة الخطأ بخطيئة، وهي استمرار المفاوضات وتوظيف قضية الأسرى في هذا السياق ، واستمرار المعارضة في ترديد الخطاب الرفوضي العدمي دون طرح بديل عملي أو رؤية إستراتيجية وطنية .
بداية لا بد من التأكيد أن الأسرى يستحقون منا كل اهتمام وتقدير، وكيف لا وهم يضحون بحريتهم من اجل تحرير الأرض الفلسطينية وبعضهم أمضى أكثر من ربع قرن في السجن ، وكيف لا ولولا نضال وتضحيات الشهداء والجرحى ما كانت حالة تسمى الثورة الفلسطينية ، وما كانت القضية الفلسطينية حظيت باهتمام واحترام العالم، وما كان هناك حكومات وسلطات ووزراء ونخب ترتزق على حساب معاناة الشعب والأسرى الذين يقبعون في السجون . بالرغم من هذه الأهمية إلا أنه يبدو أن قضية الأسرى خرجت من سياقها السياسي كقضية وطنية وإنسانية وقانونية لا تنفصل عن جوهر القضية الأم وهي تحرير الأرض من الاحتلال إلى مرحلة التوظيف السياسي بما يمثل انقلابا وتعارضا مع الهدف الوطني الذي من اجله قام الأسرى بما قاموا به وهو الوطن وتحرير الأرض وهو نفس الهدف الذي في سبيله قدم الشهداء أرواحهم .
ودعونا نتساءل هل ما زلنا في مرحلة تحرر وطني وبالتالي في حالة مواجهة ومقاومة ضد إسرائيل ؟ أم أن مرحلة التحرر الوطني انتهت وبالتالي انتهت المقاومة ؟ . لو كانت السلطة ومنظمة التحرير أنجزتا مرحلة التحرر الوطني بما تتضمنه من حرب ومقاومة وجهاد وشهداء وأسرى ومعاناة الخ وأصبح الشعب يعيش مرحلة سلام وتسوية سياسية ،آنذاك يمكن تفهم المساعي لتحرير الأسرى وتبييض السجون الإسرائيلية .
لكن وحيث إنه لا يوجد سلام ولا تسوية سياسية ،وما دامت القوى السياسية في منظمة التحرير تقول بأنها ملتزمة بنهج التحرر الوطني ،وما دامت الممارسات الإسرائيلية على الأرض من استيطان وتهويد وحصار وعدوان وقتل واعتقالات تؤكد أننا ما زلنا تحت الاحتلال ... لذا فإن الأولوية يجب أن تكون لتحرير الأرض بالمقاومة والمواجهة مع كل ما يترتب عليهما من استحقاقات كسقوط شهداء وجرحى وأسرى ، فكيف نكون في مرحلة تحرر وطني ولا يسقط شهداء وجرحى وأسرى !.
كجزء من صفقة العودة للمفاوضات في شهر يونيو 2013 دون وقف الاستيطان، وهو الشرط الذي كانت تضعه منظمة التحرير حتى تعود للمفاوضات، تم التركيز على قضية إطلاق سراح أسرى معتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو في عملية ابتزاز للسلطة وتغرير للشعب بتوظيف قضية الأسرى كقضية إنسانية لتبرير وتمرير العودة للمفاوضات خارج إطار التوافق الوطني و في تخل صارخ لمطلب مشروع وضعته المنظمة للعودة للمفاوضات وهو وقف الاستيطان بالإضافة إلى تراجعها عن خوض معركة الشرعية الدولية التي تحررنا من استحقاقات أوسلو وتوابعه.
فبعد زيارة الرئيس أبو مازن لواشنطن التي انتهت يوم 19 مارس 2014 تم التلميح مجددا لقضية الأسرى من طرف إسرائيل كالمماطلة في إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى حتى تضمن تمديد المفاوضات، أو من بعض الأطراف الفلسطينية كالمطالبة بإطلاق سراح وزراء وأعضاء تشريعي ومروان البرغوثي والشوبكي واحمد سعدات كشرط لتمديد المفاوضات لفترة أخرى ، بل إن بعض مراكز الدراسات الفلسطينية نشر بالأمس 24 مارس استطلاعا للرأي مفاده أن ثلثي الفلسطينيين يؤيدون العودة للمفاوضات مقابل إطلاق سراح أسرى ! وفي ظني أنه استطلاع غير صادق وموجه من جهة سياسية – وغالبية استطلاعات الرأي في مناطق السلطة فاقدة المصداقية-.
نعم ، إنها محاولة تصحيح خطأ بقاء أسرى بعد توقيع اتفاقية أوسلو وخطأ العجز عن إبداع إستراتيجية وطنية لمواجهة المفاوضات والتسوية الأمريكية، بخطيئة العمل على إطلاق سراح أسرى بثمن أفدح وهو الأرض الفلسطينية،لأنه عندما يتم تمديد المفاوضات فهذا معناه منح إسرائيل رخصة أو موافقة فلسطينية رسمية للاستمرار بالاستيطان والتهويد ،ولا نعتقد أن الأسرى فوضوا أحدا لأن يساوم على حريتهم مقابل منح إسرائيل مزيدا من الأرض ،لأنهم يدركون أن الأرض أهم من الإنسان، فالمواطنون والشعب بكامله يضحي من أجل الأرض والوطن وليس العكس .
لا ندري لماذا يتم تشويه التاريخ والنضال الفلسطيني من طرف نخبة يُفترض أنها الأمينة والوصية على القضية الوطنية ، فإن لم يقدم الشعب الفلسطيني عشرات الآلاف من الشهداء وأضعافهم من الجرحى والأسرى في نضاله من خارج الوطن و في داخله وخلال انتفاضتين وخلال المواجهات اليومية مع العدو التي لم تتوقف سواء في الضفة أو غزة وحتى داخل الخط الأخضر - حيث علينا أن لا ننسى مناسبة يوم الأرض في نهاية هذا الشهر من عام 1976 - إن لم يقدم كل ذلك من أجل تحرير الأرض الفلسطينية ، فلأي سبب كانت هذه التضحيات ؟.



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتجاز وإعاقة الشعب الفلسطيني
- ما وراء استهداف الإعلام المصري للفلسطينيين
- قصة واحد أراد أن يكون فكان، ويا ليته ما كان
- خطاب الرئيس يثير إشكالية مؤسسة القيادة الفلسطينية مجددا
- زمن انقلاب المواقف والتحالفات العربية :جماعة الإخوان من قياد ...
- لا تخذلوا الرئيس أبو مازن كما خذلتم الرئيس أبو عمار
- ما يجري في مصر يُعيد الديمقراطية لأسئلة البدايات
- عندما يَكثُر (القادة) وتغيب مؤسسة القيادة
- الثورة والديمقراطية وحكم العسكر
- الوطن أهم من الدولة والسلطة
- حركة فتح وغزة وخطة كيري: أية علاقة ؟
- بيت المقدس براء من (أنصار بيت المقدس)
- ماذا يجري ل / وفي تنظيم فتح في قطاع غزة ؟
- التقارب بين حماس ودحلان : لصالح من ؟ وعلى حساب من؟
- صراع على السلطة والثروة وليس ربيعا عربيا
- المشروع الوطني الفلسطيني
- ما وراء استهداف الفلسطينيين في سوريا ومصر
- أهمية تحرير المصالحة الوطنية من شرط الانتخابات
- خطورة الجمع بين الثروة والثورة والسلطة في الحالة الفلسطينية
- مع بداية عام 2014 نودع ثلاثة أوهام


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الأرض أهم من الإنسان