أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - حركة فتح وغزة وخطة كيري: أية علاقة ؟














المزيد.....

حركة فتح وغزة وخطة كيري: أية علاقة ؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4358 - 2014 / 2 / 7 - 18:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


لان قطاع غزة المخزون الاستراتيجي للوطنية الفلسطينية فإن من يخسره يخسر المشروع الوطني، وهذا يفسر نسبيا لماذا تتفاقم أزمة المشروع الوطني وتنظيم حركة فتح في القطاع . قد يبدو حديثنا عن مشاكل حزبية داخلية كمشاكل تنظيم حركة فتح في قطاع غزة وكأنه خارج سياق التحديات الجسام التي تواجه الشعب الفلسطيني والرئيس أبو مازن في هذه المرحلة الدقيقة والعصيبة. ولكن في ظني ومن منظور استراتيجي فإن ما يجري مع و في قطاع غزة غير منقطع الصلة بعملية التسوية الأمريكية والإسرائيلية وبما يجري في الضفة الغربية ،وبالتالي غير منقطع الصلة بخطة كيري وتداعياتها المستقبلية.
حتى تنجح الضغوط الأمريكية والتهديدات الإسرائيلية على الرئيس يجب أن يكون الرئيس ضعيفا،وإضعاف تنظيم فتح وإخراج قطاع غزة من تحت إشرافه يُضعف الرئيس أو هكذا يعتقد أعداؤه . وهنا علينا أن نتذكر أن خطة كيري تتجاهل كليا – في مرحلتها الأولى على الأقل - قطاع غزة وقد سبق للرئيس الأمريكي اوباما وبعده نتنياهو أن تحدثا علنا عن تسوية تستثني قطاع غزة ،أيضا إسرائيل انسحبت من القطاع منذ 2005 وكل جولات المفاوضات تتحدث عن الضفة وتتجاهل قطاع غزة ،أو تُعتبر مسألة مؤجلة لها حسابات خاصة بعد التفرغ من الضفة .
ندرك التحديات الجسام التي تتصدى لها القيادة الفلسطينية سواء على مستوى الاستيطان ومواجهة خطة كيري أو على مستوى التهديدات الإسرائيلية بتصفية الرئيس أبو مازن وهي تهديدات يجب أن نتعامل معها بجدية ،أو على مستوى الانقسام الخ ، ولكن كيف يمكن للرئيس أن يتصدى لهذه التحديات دون التفاف شعبي وحزبي من حوله لأن المستَهدَف ليس شخصا بل قضية ومصير شعب ؟ ولكن قبل أن نتحدث عن الاصطفاف الشعبي والحزبي يجب أن نتحدث عن دور وحال حركة فتح ، فإن لم تكن فتح قوية واحدة موحدة حول الرئيس فلا ننتظر اصطفافا لفصائل منظمة التحرير ولا موقفا شعبيا واسعا في مواجهة التحديات المُشار إليها .
أليست مفارقة أن تتزامن هذه التحديات - مع أنها ليست وليدة اللحظة – مع استمرار تغييب منظمة التحرير وفشل جهود إعادة بنائها، ومع التعثر المتواصل لاستنهاض تنظيم فتح وتفاقم مشاكل التنظيم في قطاع غزة تحديدا ،والأمر الذي يثير سؤالا كبيرا لماذا تتفاقم مشاكل تنظيم فتح في غزة دون غيره من الأقاليم في هذا الوقت بالذات؟ .
مع أننا نعتقد أن حال تنظيم فتح في الضفة وبقية الأقاليم في الشتات ليس بأفضل حال من تنظيم فتح غزة ،إلا أن خصوصية قطاع غزة تجعلنا نولي اهتماما لما يجري في قطاع غزة ، مع إدراكنا أن حل إشكالات تنظيم غزة بشكل جذري لن يكون إلا في إطار مراجعة إستراتيجية لكل أوضاع الحركة من خلال مؤتمر عام ، ومع ذلك فهناك ما يمكن فعله في قطاع غزة لحين عقد المؤتمر ،لأن لا احد متيقن إن كان سيُعقد المؤتمر أم لا ؟ ومتى سيُعقد؟ .
قطاع غزة الصغير بمساحته كبير بتاريخه ورمزيته ودوره السياسي المستقبلي. لذا لا معنى لحركة فتح ولا للمشروع الوطني بدون قطاع غزة ، كما لا نتصور قضية فلسطينية أو مشروعا وطنيا أو حركة تحرر وطني أو حركة فتح، بدون قطاع غزة ، ليس لأن سكان القطاع أكثر وطنية وحرصا على المشروع الوطني بل لأن ثلاثة أرباع ساكنة القطاع من ألاجئين ولأنه ليس مطمع أحد من دول الجوار، ولأنه اليوم البقعة الوحيدة من فلسطين المتصلة مباشرة مع العالم الخارجي والمتحررة من المستوطنات والحواجز الصهيونية ،بالإضافة إلى انه تحت حكم حركة حماس التي تُسبق ارتباطها الأيديولوجي والتنظيمي مع الإخوان المسلمين على الانتماء لوطني .
لقد حمى قطاع غزة الهوية والوطنية الفلسطينية في أحلك الأزمنة عندما كانت الضفة تحت السيادة الأردنية، وكان سندا لأهلنا في الضفة في مواجهة الاستيطان والتهويد . واليوم ومع انكشاف المخططات الإسرائيلية والأمريكية لتصفية الحالة الوطنية في الضفة من خلال رفض قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة أو القبول مرحليا بكيان هزيل على جزء من الضفة بدون سيادة تمهيدا لتصفية هذا الكيان لاحقا ، فإن قطاع غزة سيبقى الحاضنة للوطنيين وللمشروع الوطني ومحل رهان الشعب لاستعادة حقوقه الوطنية .
من المؤكد أن أية تسوية للصراع الفلسطيني مع إسرائيل في ظل الظروف الفلسطينية والعربية الراهنة لن تكون عادلة ولا مرضية للفلسطينيين ،وبالتالي عدم التوقيع على أي اتفاق هو الموقف الأسلم الذي نتمنى على الرئيس اتخاذه ، ولكن في هذه الحالة ستعمل إسرائيل على تصفية السلطة الفلسطينية كمشروع محتمل لكيانية سياسية، وستضيق الخناق على القوى السياسية الوطنية في الضفة الغربية ، وستعمل على نقل الأزمة لقطاع غزة من خلال تغذية مواجهات وحرب أهلية فلسطينية حول حكم القطاع ،مما يستدعي إستراتيجية فلسطينية لمواجهة تداعيات رفض خطة كيري أو تداعيات قبولها .
إن أية إستراتيجية وطنية تؤسس لاستنهاض المشروع الوطني لن تكون ذات جدوى بدون قطاع غزة المخزون الاستراتيجي للوطنية والبقعة الوحيدة التي يمكنها تحمل مسؤولية حماية المشروع الوطني الفلسطيني، وخصوصا أن أوضاع الفلسطينيين في الدول العربية لا تسمح لهم باحتضان وقيادة المشروع الوطني .
نقول هذا متمنين على الرئيس أبو مازن أن لا يستمع للأصوات المشبوهة أو الجاهلة التي تهمس بأذنه أن يتجاهل قطاع غزة ومشاكله وهمومه ،أو بأنه بعد التغيرات في مصر ستسقط حماس تلقائيا ويعود القطاع لشرعية الرئيس أبو مازن، فهذا تفكير جاهل وقاصر لان هناك مخططات وقوى متعددة لها مشاريعها السياسية الخاصة في قطاع غزة . لا شك أن سيطرة حماس على قطاع غزة وحالة الحصار والفقر وانفتاح القطاع على كل الأيديولوجيات والجماعات الوطنية وغير الوطنية يجعل العمل التنظيمي الفتحاوي الشرعي صعبا ، ولكن قطاع غزة يستحق العمل والاهتمام لأن لا مشروع وطني بدون قطاع غزة ومن يخسر قطاع غزة يفقد الحق بقيادة فتح وقيادة المشروع الوطني وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت المقدس براء من (أنصار بيت المقدس)
- ماذا يجري ل / وفي تنظيم فتح في قطاع غزة ؟
- التقارب بين حماس ودحلان : لصالح من ؟ وعلى حساب من؟
- صراع على السلطة والثروة وليس ربيعا عربيا
- المشروع الوطني الفلسطيني
- ما وراء استهداف الفلسطينيين في سوريا ومصر
- أهمية تحرير المصالحة الوطنية من شرط الانتخابات
- خطورة الجمع بين الثروة والثورة والسلطة في الحالة الفلسطينية
- مع بداية عام 2014 نودع ثلاثة أوهام
- من المسئول عن إعاقة استنهاض حركة فتح ؟
- حماس ليست حركة إرهابية ولكن عليها الاختيار بين : فلسطين أو ا ...
- عام 2013 يكشف أوهاما وعام 2014 يثير تخوفات
- خطة كيري تضع الرئيس الفلسطيني أمام خيارات صعبة
- مستقبل السلطة الفلسطينية بعد الاعتراف الأممي بفلسطين دولة مر ...
- فشل حل الدولتين أم تغيير في جغرافيتهما ؟
- خطوة من الجبهة الشعبية تستحق الاحترام
- تصريحات اوباما ورواتب غزة : أية علاقة؟
- تصورات أولية حول التمثيل الفلسطيني وإعادة بناء المشروع الوطن ...
- من وثيقة (كنغ) إلى مخطط (برافو)
- استشكالات الدين والسياسة في فلسطين


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - حركة فتح وغزة وخطة كيري: أية علاقة ؟