أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - قصة واحد أراد أن يكون فكان، ويا ليته ما كان














المزيد.....

قصة واحد أراد أن يكون فكان، ويا ليته ما كان


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 20:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


د/ إبراهيم أبراش
في الصغر ،عاديا كان يبدو في ذكائه، وبسيطا كان يبدو في ملبسه.
في المدرسة ،من النوابغ لم يكن ، وفي الشارع من المشاكسين كان .
كان اقرب إلى التكبر والغرور منه إلى طلب المخالطة والمؤانسة .
ومع ذلك كان بالسلطة منبهرا وبالدسائس ضليعا وبالسياسة مبتليا .
ليس سياسة "القيام على الشيء بما يُصلحه" بل السياسة مصدر الجاه والمال .
أنبهر بسير العظماء من الرجال ومن رجال السلطة على وجه الخصوص.
عن ملذات الشباب انسلخ ،ليس تعففا بل قِصرَ يد .
مع سير الرجال العظام عاش،حالما بمعاركهم ومغامراتهم ،حتى خال نفسه واحدا منهم .
وتقمص شخصية رجل السلطة فيما هو متاح له من سلطة ولو في بيته ومع رفاق الشارع.
وأصبح طالبا جامعيا ، والجامعة حظيرة الأيديولوجيات ومسرح استعراض البطولات .
في الجامعة خالط أهل اليمين وأهل اليسار وما بينهما أحتار في أول أمره .
في عمقه كان محافظا ويمينيا وللسلطة والنفوذ كان محبا وميالا.
ولكن كيف الوصول إلى السلطة وهو ليس من ذوي جاه أو نسب أو عِلم متميز؟ .
أراد أن يكون ….من الناس الذين فوق ،أراد أن يكون وصمم على ذلك .
ولأنه أراد أن يكون ، فلم تعوزه الوسيلة ليكون .
وكيف لا يكون ونحن في زمن يتم فيه صناعة القادة ، وكالوجبات السريعة يتم صنعهم .
بالحلف ما بين طموحه وانتهازيته وإرادته وإرادة جهات خارجية، وضع قدمه على أول الطريق.
في المعتقلات ومع أهل المقاومة والثورة كان إشعاعه الأول !!!.
وأصبح معروفا كواحد من المناضلين المتكلمين ،عندما كان النضال هو نضال الشعارات الرنانة.
ولفت إليه الأنظار بتصريحاته ومقابلاته التلفزيونية.
فيما كان لنظره وجهة واحدة ، السلطة ولا شيء غير كرسي السلطة .
كان مؤمنا أنه كلما ازداد تطرفا لفظيا ونقدا للسلطة،كلما اقترب من السلطة.
وحيث السلطة كانت سلطة ذكية ، تعرف من هم الرجال ومن هم أشباه الرجال.
ولأنها كانت سلطة لا تحكم على الرجال انطلاقا مما يقولون ، بل انطلاقا مما يريدون.
ولأنها سلطة تعرف ما يريده كل مدعي السياسة وكل تجار الوطنية .
ولأنها تريد أن تبدو معبرة عن الإجماع الوطني ومنفتحة على كل التيارات.
فقد عرفت ما الذي يريده صاحبنا الذي خال نفسه أذكى رجل في العالم .
كان يعتقد نفسه ذكيا إلا أن السلطة كانت أذكى منه واللعب مع السلطة محرقة .
ولأن السلطة تريده وتريد أمثاله ليس لكفأتهم بل لأنها سلطة الزمن الرديء .
ولأن الزمن زمن الانفتاح والانحطاط الوطني الذي مبدأه قل ما تريد والسلطة تفعل ما تريد.
ولأن السلطة تريد أن تبدو ديمقراطية ومنفتحة وتلون جلدها لترضي أطراف متناقضة .
فكان له ما أراد أن يكون ، وذكر اسمه أصحاب المقامات العالية ، فتنفس الصعداء.
ولكن السلطة ليست لعبا ولهوا ، ليست مالا ونفوذا فقط ، بل هي لعبة خطرة وعش دبابير.
أراد صاحبنا أن يُطلِق المبادئ ويتزوج السلطة ،أراد أن يُسقط راية ويرفع أخرى.
ولكن السلطة أرادته أن يتزوجها ويبقي على زوجته الأولى ولو شكليا.
ولأنها لم تكن بالزوجة المغيارة ولأن لها حساباتها الخاصة ورؤيتها الخاصة.
أرادته أن يكون رَجل السلطة المتمرد ليحارب رِجال سلطة لا ترضى عنهم السلطة.
كانت سلطة (ديمقراطية) لا تمانع أن يكون منها وينتقدها في نفس الوقت.
و في البداية لعب الدور بمهارة وذكاء ،وكان مستمتعا في لعب الدور.
كان ذكيا في حبك المكائد وإثارة الأزمات وخلق الانشقاقات ومناطحة رؤسائه.
واندمج صاحبنا في لعب الدور ، رِجل في السلطة ، والأخرى في معارضة السلطة.
ولكن طموحه كان أكبر من أن يقبل بهذا الوضع ،كان يريد أن يصل بسرعة .
وأراد أن يكون أكبر وأكبر،أراد أن يكون أقرب ما يكون إلى من بيده الصولجان.
لأن من هم في السلطة ليسوا أفضل منه كما يعتقد، وقد يكون محقا في ذلك .
وكان له ما أراد وأصبح هو بدوره من الناس الذين فوق.
وتصدرت صورته الصفحات الأولى من الجرائد والمجلات .
وطلت طلعته البهية على الناس من شاشات التلفزة.
وجالس الكبار ودخل قصور الملوك والرؤساء وبات يحسب له ألف حساب .
واحتار به ومعه الناس، هل هو رجل السلطة أو معارض للسلطة ؟ .
مع الوطن والثورة أو ضد الوطن والثورة ؟.
ولم يعرفوا أنه مع نفسه ، ومع نفسه فقط، وما السلطة والسياسة والوطنية إلا مِطية لتفخيم الأنا .
ولأنه حقق ما يريد فكان لزاما عليه أن يكون عبدا لمن حققوا له ما يريد
على أنقاض وطن ارتقى واغتنى ،إلا أن مَن صيروه ما تركوه ولدور قادم يهيئوه
أراد صاحبنا أن يكون فكان … ويا ليته ما كان …
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الرئيس يثير إشكالية مؤسسة القيادة الفلسطينية مجددا
- زمن انقلاب المواقف والتحالفات العربية :جماعة الإخوان من قياد ...
- لا تخذلوا الرئيس أبو مازن كما خذلتم الرئيس أبو عمار
- ما يجري في مصر يُعيد الديمقراطية لأسئلة البدايات
- عندما يَكثُر (القادة) وتغيب مؤسسة القيادة
- الثورة والديمقراطية وحكم العسكر
- الوطن أهم من الدولة والسلطة
- حركة فتح وغزة وخطة كيري: أية علاقة ؟
- بيت المقدس براء من (أنصار بيت المقدس)
- ماذا يجري ل / وفي تنظيم فتح في قطاع غزة ؟
- التقارب بين حماس ودحلان : لصالح من ؟ وعلى حساب من؟
- صراع على السلطة والثروة وليس ربيعا عربيا
- المشروع الوطني الفلسطيني
- ما وراء استهداف الفلسطينيين في سوريا ومصر
- أهمية تحرير المصالحة الوطنية من شرط الانتخابات
- خطورة الجمع بين الثروة والثورة والسلطة في الحالة الفلسطينية
- مع بداية عام 2014 نودع ثلاثة أوهام
- من المسئول عن إعاقة استنهاض حركة فتح ؟
- حماس ليست حركة إرهابية ولكن عليها الاختيار بين : فلسطين أو ا ...
- عام 2013 يكشف أوهاما وعام 2014 يثير تخوفات


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - قصة واحد أراد أن يكون فكان، ويا ليته ما كان