أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - قطط وأشباح 2














المزيد.....

قطط وأشباح 2


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 13:38
المحور: الادب والفن
    


قطط وأشباح 2

فضحت نظرتها حقيقة ضعفي وحجمه الذي تمتد عروقه عميقا في زوايا الروح .. خيل لي  انني أثرت الخوف لدى تلك الفتاة التي تقف أمامي .. كانت نظرة طفلة أثار فزعها قط متوحش.. خيل لي انها طفلة ذات جدائل ..تكاد ان تبك .. انطلقت الكلماد بل شعور وانا اتنحى جانبا : لا بابا ... لا بابا لا ..مرت بجانبي وقد تحولت نظرتها الى نظرة استغراب مع شيء من العطف والمواساة !!
أنا أهذي ..قال وهو يشعل سيجارة اخرى من جمر سيجارته الثالثة ..ألقي بالعقب تحت حذاءه ثم سحقها بعنف...
كان ابي يعيد تلك القصة دائماً ويكررها حين يحذرنا من الانجرار وراء الطائفيين وفكرهم القذر . كونوا عراقيين قبل ان تكونوا مسلمين وكونوا مسلمين وإياكم ان تكونوا طائفيين ..هكذا كان يكرر حين ينهي قصته ..يقول ابي: كنا نسكن في غرفة واحدة في القسم الداخلي ..كنا أخوة أنا وصديقي طه ، سافرت وإياه في نهاية الاسبوع الى اهله في الرمادي .. وجدت كل إخباري عندهم .. كانوا وكأنهم يعرفوني منذ الطفولة ..لا كانت امه تتصرف معي بحنان وكأنها ارضعتني مع طه.. اما ابوه ذلك البدوي الجليل وابن الصحراء فقد كان يزجرني مع ابنه بل يتناول عصاه ويطردنا حين نعبر بالحديث جو الصحراء وتقاليد بيت الشعر وتنتقل الى اجواء المدينة .. في يوم علم اهل طه باني لم اذهب الى مدينتي الجنوبية في ذلك الخميس وبقيت في بغداد فما كان منهم الا وطرد ابنهم وإجباره على العودة الى القسم الداخلي لاسنصحاب اخيه ( خويه كما اوصته امه)!! .. كانت أحاديثنا تتضمن ذلك المزاح والنصب البريئ كل على مذهب الاخر وخزعبلاته وعاداته .. كنا نضحك كثيرا وليس في داخل اي منا شيئ من الكره او الانتقاص من الاخر .. هكذا كنا كما يقول ابي .. نعم .. هل مستوى السياسيين وقذارتهم ومصالحهم الدنيئة في الحفاظ على كرسي السلطة او المصالح الذاتية كان سلاحهم هي التمييز الطائفي،  اما نحن كشعب فقد كنا عراقيين قبل كل شيئ ...هكذا تربيت وهكذا كان ابي يربينا .. اما ما اشاهده وما شاهدته الان فقد كان استثناء في ظل ثقافة طارئة ومرحلة استثنائية قذرة لا تمت بصلة لأهل العراق....
هل أنا أهذي ؟! ان كنت كدلك فلا تلومني لأني قد اكون محقا في هذياني هذا..
لم انتمي للجيش لكي اثبت وطنيتي او ان اقتل او اقتل دفاعا عن مذهب او طائفة بل تطوعت لكي أعيش !! لم تفتح شهدتي الهندسية لي باب للعيش سوى باب التطوع في الجيش!! وهاأنذا ضابط في جيش لا ينتمي لشيئ اسمه الجيش !! 
جيش مهلهل لا يمتلك اي صورة مهنية ولا عقائدية يقتتل مع جيش اخر مهني ومدعوم ومجهز باخر ما ابتكره تجار الحروب وماكنة التسليح تغدق عليه بلا حدود اما ماكنة الدجل والانحراف الاخلاقي والانساني فقد مارست بمهنية عالية شتى اشكال ووسائل الكذب وغسل الدماغ فحولت المقاتلين في صفوفه الى اناس آليين ليس لهم هدف سوى القتل والقتل بل استعداد مطلق لجعل أجسادهم قنابل جاهزة للتفجير والانفجار ...
اما نحن .. قالها بألم 
لا ندري ما نحن ... كان الرمي  علينا مستمر في ذلك الصباح .. كنت قد وضعت اربعة مقاتلين في السطح وأربعة في الهمر وثلاثة معي في الطابق الارضي. كان العدو يغير باستمرار خططه واسلوب القتال الذي يستعمله .. حين كانوا يهاجموا بالاحادية المحمولة على السيارات المكشوفة اكتشفوا ان ذلك لن يحقق لهم اهدافا ملموسة فالاحادية تحتاج الى مساحة واسعة للمناورة والرمي  وفضاء مفتوحا ، اضافة الى انه سيكون هدفا سهلا للطيران ..التجأوا الى اسلوب الحضائر. كانت كل مجموعة تمنافرات اربعة افراد حامل بي كي س وبندقية وقناص و أر ب جي ، وقد اختصر الاخير العدد فكان هو نفسه يحمل الصواريخ والقاذفة في ان واحد ..كانوا يأتون على شكل نسق يصيبوننا ونصيبهم .. ثم غيروا من خططهم وأخذوا يدخلون بيوتا ملاصقة للبيوت المتمترسين بها نحن وبالتالي يضيعون الفرصة على مدفعيتنا والطيران في ان يدكوا تلك البيوت لانها سوف تصيبنا قذائفهم ... يتحينون الفرصة من خلال قناصين ماهرين وبنادق إسرائيلية متطورة جدا ذات نواضير ليلية بعيدة المدى وامكانيات عالية لإصابة الاهداف .. اصبح لنا اعداء ثلاثة يعملون ضدنا في ان واحد ..البق والقناصين والقطط المتوحشة التي أدمنت اكل البشر !! كل. ذلك يقابله ضعف التواصل بيننا وبين أمرية الفوج الذي ننتمي اليه وإهمال  ولا مهنية المراجع .. ضعف استخباري مخزي ولخبطة في التموين والإمداد وخلل المواصلات وةالاتصالات اللاسلكية واختراقها من قبل عدو مهني ويسلك سلوكا علميا ودقة لا متناهية وصرف أموال طائلة وعقيدة عسكرية ذات تجربة طويلة في التدريب والحروب اختزلت لتقف امام قوات مهلهلة وقيادات مختلفة ومخترقة اتخذت من شعار: اذهب انت وربك وقاتلوا ...إنا هنا قاعدون !!!

ينبع



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطط وأشباح
- هذا وطن إم مبغى ؟!
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ..20
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991..19
- أحلام
- اوراق على رصيف الذاكرة ..1991..18
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة اذار 1991 ..17
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة اذار 1991..16
- عشك السواجي
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ..15
- اوراق على رصيف الذاكرة .انتفاضة آذار 1991 14
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991 ..13
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ..12
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991..11
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991.. 10
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991. ..9
- اوراق على رصيف الذاكرة..1991..8
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991..7
- خاطرة
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ..6


المزيد.....




- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...
- تضارب الروايات حول استهداف معسكر للحشد في التاجي.. هجوم مُسي ...
- ديالا الوادي.. مقتل الفنانة العراقية السورية في جريمة بشعة ه ...
- مقتل الفنانة ديالا صلحي خنقا داخل منزلها بدمشق والتحقيقات تك ...
- القنبلة الذرية طبعت الثقافة اليابانية بإبداع مستوحى من الإشع ...
- بوليود بين السينما والدعاية.. انتقادات لـ-سباق- إنتاج أفلام ...
- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...
- سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - قطط وأشباح 2