قرار رئاسى .. إقالة -محلب- وعودة -الببلاوى- !!

مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** يبدو أننا أصبحنا فى زمن العجائب .. فقد سربت بعض المصادر الإخبارية قرار رئاسى أصدره رئيس الدولة المؤقت ، المستشار "عدلى منصور" يوم السبت الماضى 15 مارس 2014 .. بإقالة رئيس الحكومة المهندس "إبراهيم محلب" ، وعودة "حازم الببلاوى" .. كما يبدو أن القرار سرى للغاية لعدم نشره فى الجريدة الرسمية ..

** بدأ تفعيل القرار فى أول إجتماع دعى إليه رئيس الدولة ، ورئيس الحكومة عقب المجزرة البشعة التى حدثت للجنود المصريين بالشرطة العسكرية ، وعلى أثرها قتل 6 جنود ، وهو يؤدون واجبهم الوطنى داخل القاهرة الكبرى ..

** وقد إستمر هذا الإجتماع أكثر من خمسة ساعات متواصلة ، وقد توسمنا خيرا لعقد هذا الإجتماع ، وتصورنا أن الإجتماع سيسفر عن قرارات سياسية هامة جدا ، تضع حدا للفوضى والإرهاب الذى تعانى منه مصر منذ ثورة 30 يونيو من فئة قذرة ومجموعة من الإرهابيين يطلقون على أنفسهم جماعة الإخوان المسلمين ..

** كنا نعتقد أن هناك قرارات حاسمة وسريعة لوضع حد للإرهاب فى مصر .. وإقرار قانون الإرهاب بعد قرار محكمة الأمور المستعجلة بأنها جماعة إرهابية ومحظورة .. وإنتظرنا ثم إنتظرنا لساعات طويلة حتى الساعات الأولى من فجر الأحد .. بعد أن خرج علينا المتحدث الرسمى للحكومة ، ليعلن عن القرارات الأتية :

أولا .. التصدى بكل حسم لمن تسول له نفسه الإعتداء والمنشآت المدنية والحكومية والمرافق العامة .. (ملحوظة .. هذا القرار سبق أن أعلنته حكومات سابقة حتى حكومة الإخوان ) ..
ثانيا .. تختص كافة جهات القضاء المصرى "مدنية وعسكرية" بنظر هذه الأحداث ، ويختص القضاء العسكرى دون غيره بالفصل فى كافة الجرائم المتعلقة بالقوات المسلحة وضباطها وأفرادها ، ومن فى حكمهم .. ويسرى هذا الحكم على أى إعتداء أو الشروع فيه على الكمائن المشتركة المشكلة من أفراد القوات المسلحة والشرطة المصرية .. (أقل واجب) ..
ثالثا .. تشديد الإجراءات الأمنية على المرافق الحيوية والإستراتيجية فى الدولة ، والرقابة على المنافد الحدودية ، وملاحقة العناصر الإرهابية ، وتقديمها للعدالة .. (برضه قديمة) ..
رابعا .. يهيب مجلس الوزراء بأعضاء النقابات وعمال المصانع والهيئات والعاملين بالدولة ، وكل من له مطالب فئوية إعلاء المصلحة العليا للوطن وإرجاء تلك المطالب فى هذه المرحلة الدقيقة .. (نداء سبق أن أطلقه رئيس الوزراء لعمال غزل المحلة) ..
خامسا .. يؤكد مجلس الوزراء أن الدولة عازمة على المضى فى إستكمال خارطة الطريق مهما كانت التحديات والتضحيات ، تلبية لمطالب الشعب فى ثورتى 25 يناير ، و30 يونيو .. (كلام أغانى شبعنا منه) ..

** وأضاف "محلب" أن مصر تحتاج إلى كل جهد ولا بد أن نحمى هذا البلد .. وكما ترون أننا إنتظرنا طويلا لعل وعسى نسمع ونقرأ قرارات حاسمة وفورية وسريعة تطمئن هذا الشعب بأننا فى دولة ، لها كل السيادة على أرضها ، وأن هذا الإرهاب الأسود الخسيس سوف ينتهى وستبيده الدولة المصرية ، وأننا سنسمع بيان مثل البيان الملكى الذى أصدره ملك السعودية للتعامل مع الإرهاب ، ومن يؤيدهم ، ومن يدعمهم .. وإن لم يكن قرار مماثل فالمفروض أن يكون أشد من بيان السعودية ..

** كنا ننتظر أن تحال كل قضايا الإرهاب إلى محاكم أمن دولة عليا .. حيث أن أحكامها غير قابلة للطعن عليها ، أو إستخدام الألاعيب فى رد المحكمة لتعطيل سير الدعوى .. وحتى لا نرى هذه المسخرة التى يفتعلها الإرهابى "مرسى العياط" وعصابته داخل القفص أثناء نظر القضية . ..

** ولكن للأسف لم يحدث أى شئ من ذلك .. وكما يقول المثل الشعبى "تمخض الأسد فولد فأرا" .. فلم يكن البيان إلا تحصيل حاصل ، وهو ما يدل على أن حكومة البرادعى مازالت تمارس عملها فى مصر بكل صفاقة وإجرام .. وكأن الببلاوى لم يغادر مبنى الوزارة ، وأن قصة إقالته هى قصة فاشينكية مثل القرار الفاشينكى الذى خرج به علينا د."حسام عيسى" وزير التعليم العالى ، وهو يعلن أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية .. والحقيقة أنه مجرد كلمتين فى الطراوة ضحك بهم الببلاوى على الشعب المصرى ، وربما هذا يفسر تكريم رئيس الدولة منذ بضعة أيام للدكتور حازم الببلاوى .. والشعب يسأل ماذا فعل الببلاوى وحكومته حتى يكرمه المستشار "عدلى منصور" .. كانت إجابة الببلاوى نفسه "الله أعلم" ..

** فلا تتعجبوا أن يكون الببلاوى حاضرا لهذا الإجتماع .. ولا تتعجبوا أن يكون محمد البرادعى مشاركا فى الإجتماع .. فكل شئ جايز .. بل لقد خرج علينا المعتوه محمد مرسى العياط وهو يهدد حراسه ، ويتوعد المشير عبد الفتاح السيسى بمصير مثلما حدث مع السادات .. وإنه فى القريب العاجل سوف يعود للحكم ، وأن أمريكا لن تترك السيسى ..

** وبينما نسمع ما يقوله هذا المعتوه ، يهل علينا الإرهابى جمال حشمت ، ومحمد على بشر .. وهم يصفون الجيش المصرى عبر قناة الجزيرة العاهرة بالعدو .. كما يهل علينا النصاب "محمد محسوب" الوزير السابق فى حكومة "هشام قنديل" ، وهو يؤكد عودة محمد مرسى .. وإنه يرفض مبادرات المصالحة التى يطرحها البعض ..

** وبالطبع لأن بيان الحكومة هزيل ومتراخى ومتواطئ مع الإرهاب .. فقد خرج علينا أنصار جماعة الإخوان المسلمين فى بعض جامعات القاهرة والمحافظات .. للتظاهر وإطلاق الشماريخ والدعوة للفوضى ، ويظلوا يطالبوا بعودة الشرعية وعودة المعتوه محمد مرسى العياط ..

** بل وصلت قمة الفوضى والمهزلة أن تتظاهر بعض الطالبات فى كلية الأزهر ، ويقتحموا أبواب الكلية ويهددوا الأساتذة لوقف سير العملية الدراسية حتى عودة محمد مرسى العياط .. وفى كلية دار العلوم بجامعة الأزهر .. خرج طلبة الإخوان وهم يرفعون علم منظمة حماس الإرهابية وعلم القاعدة .. وكأننا فى مسرحية هزلية ولسنا فى دولة ..

** بل شاهدنا مؤتمرا صحفيا صباح الأحد للمعتوه والمتخلف "خالد على" وهو يصف الشعب المصرى بأنه حامل فى سفاح .. خرج علينا هذا المحامى الحقوقى وهو يعلم أنه ليس مقبول فى الشارع المصرى حتى فى عزبة الصفيح ، وعزبة القرود ، فلن يحصل خالد على ولا حمدين صباحى على أكثر من ثلاثة أصوات ..

** خرج علينا هذا المعتوه وهو يهدد قادة الجيش وسط تصفيق حاد من بعض أنصاره المتخلفين ويطالبهم بالإبتعاد عن السياسة قائلا "نريد الجيش المصرى أرقى من الخلاف السياسى ويحمى ولا يحكم ، ودخوله السياسة خطر على الجميع" .. وأنه لن يشارك فى تمثيلية ، ولن يقوم بدور المحلل ..

** وأضاف "ماتضحكوش علينا وإقفلوا مسرح العرايس .. إحنا مش هاندخل فى صفقة .. مطالبنا مش لمواجهة الجيش .. مطالبنا لمواجهة أطماعكم الشخصية فى السلطة" ..

** وبالطبع .. هللت لهذا القرار الأخت 6 إبليس .. وأيضا هلل لهذا القرار الأخ "أيمن نور" الذى قال (قرارك بمقاطعة الترشح للإنتخابات الرئاسية القادمة يؤكد أنك صاحب مبدأ يحترم نفسه ، ويستحق ثقتنا فيه ، ويرد لنا الثقة فى مواقف اليسار) ..

** وتناسوا هؤلاء المساخيط أن الأخ خالد على لو ترشح فلن يحصل على 500 صوت بالعافية ، وأنه لا وجود له على خارطة مستقبل مصر ، وبدلا من إعلام موقفه بصراحة ضد الإرهاب .. نجده يصطاد فى الماء العكر ، ويهاجم قادة الجيش وكأنهم تأمروا على إسقاطه فى حالة ترشحه ، رغم أنه فاشل وساقط بالفطرة ، ولا يحتاج حتى لمجرد كلمة واحدة ..

** أما الأخت "أيمن نور" .. فهو يراقب الأوضاع فى مصر ، وينتظر اللحظة المناسبة للعودة ، بعد عودة المعتوه محمد مرسى بالطبع ..

** أما السفالة فقد تمثلت داخل إحدى المدارس الإبتدائية وقد قاد مدرسين هذه المدرسة مظاهرة من بعض الأطفال داخل حوش المدرسة للمطالبة بعودة المعتوه محمد مرسى .. وزاد الطين بلة عند تظاهر بعض السفلة من طلبة كلية دار العلوم بجامعة الأزهر ورفعوا علم القاعدة ، وعلم حماس أعلى أسطح مبنى الكلية ..

** كل ذلك حدث عقب تصريح رئيس الحكومة ، مما جعلنا نصدق أن الببلاوى هو الذى يقود الإجتماع ، وأنه عاد بالفعل ليضع هذه القرارات التافهة .. وأن مصر فى حالة إنتقال حقيقى للديمقراطية ، وأنه العصر الذهبى لمجالس حقوق الإنسان .. وأنه لا داعى لتضخم الأمور .. فالأمن مسيطر على الأوضاع وكله تمام .. ومسأله ضبط مجموعة من القنابل أشياء لا تزعج وإتعودنا عليها ..

** يبدو أننا ندور فى حلقة مفرغة ، ولا فائدة فى هذه الدولة .. فالمخطط الأمريكى يسير وقف ما رسمه أوباما ، بل أن هذه الدولة فعلا ليس لها صاحب .. وما يقوله رئيس الدولة المؤقت فى الغرف المغلقة غير الذى يصرح به فى وسائل الإعلام ، وفى الخطب الرنانة التى يجيد إلقاءها ..

** فهل يتحمل المشير السيسى مسئولية كل ما يحدث فى مصر .. من قرارات وتصريحات تافهة ، يصدرها السيد عمرو موسى إلى قرارات وتصريحات تافهة يصدرها رئيس الحكومة التى لا تختلف كثيرا عن حكومة الببلاوى ، وكأنك يابو زيد ماغزيت ..

** هل يتخذ المشير عبد الفتاح السيسى قرارا جريئا بإعلان حالة الطوارئ وإعلان الأحكام العرفية لإنقاذ مصر ؟ .. إستجابة لتفويض الشعب له فى 26 يوليو 2013 لمحاربة الإرهاب ..

** هل يستجيب المشير عبد الفتاح السيسى لأرواح شهداء الجيش والشرطة ويخرج علينا فى خطاب جماهيرى يطالب الشعب مرة أخرى بتفويضه ، بإتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية لحماية هذا الوطن ..

** هذه مطالب يجب أن تنفذ فورا .. والأن .. فنحن لسنا فى حاجة لرئيس مؤقت ولا إلى خارطة طريق ولا إلى وزراء ينتظرون القرارات والتعليمات الأمريكية ..

** إنقذ مصر ياسيادة المشير .. والشعب وراءك وكل الدول العربية معك ولا حل أخر .. فهذه الحكومة هى نفس حكومة الببلاوى .. وهذا الرئيس هو نفس أفكار محمد مرسى العياط .. مصر فى خطر .. مصر فى خطر .. مصر فى خطر ..

#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات