أنتبهوا يا سادة .. مصر ترجع الي الخلف

فتحي حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 15:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

إنتبهوا يا سادة ..مصر ترجع الي الخلف !!
د.فتحي حسين
تعتبر مصر الدولة الوحيدة في العالم التي ترجع الي الخلف تماما مثل السيارة التي تطلق نداءها الآلي عندما تريد الرجوع الي الوراء فتقول : إحترس من فضلك السيارة "مصر" ترجع الي الخلف !! فكل المؤشرات من حولنا تؤكد هذا النداء
فمصر تراجعت الي خلف بسنوات ليست قليلة ولم تعبا بتطورات العصر بعد ثورة كان مأمول منها أن تدفعنا الي الامام ولكن هيهات فقد جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وتراجعنا بدلا من ان نتقدم الي الامام وكاننا نخالف نواميس الكون الطبيعية فقد سار الحال من سيء الي الاسوأ لاسيما بعدما زاد انقطاع الكهرباء بصورة يومية وبشكل لم يتكرر علي الاطلاق منذ عهد عبد الناصر حتي الآن حتي في اشد العصور فسادا وهو عصر مبارك فلم تقطع الكهرباء بهذا الوضع المهين الذي تعيشه الاسر المصرية في كل مكان دون أن تكلف قيادات الحكومة الموقر الحالية أو السابقة نفسها عناء معرفة الاسباب وراء هذا الانقطاع الغريب الذي لا يأتي دائما بخير وإنما بخراب وتوقف للانتاج وعزوف الابناء عن المذاكرة وتحصيل العلم واشياء أخري غير سوية تحدث في الظلام الدامس , علي أي حال , فالشتاء أصبح في مصر بلا كهرباء وأمطار غزيرة في وقت سطوع الشمس وسارت الافراد بلا روح ولا انتماء ولا أخلاق ولا ضمير ولا رغبة في العمل الجاد والمسارعة الي طلب المزيدة من الامتيازات في العمل بلا عمل ولا زلنا نعيش علي الاعانات من الدول العربية دون أن نكلف أنفسنا عناء التفكير في مستقبل البلاد بعد انتهاء هذه الاعانات ! ولا تزال الفوضي مستمرة في كل ما يتعلق بصحة الإنسان في مصر بداية من مياه الشرب الملوثة وإدخال أكثر من مائة نوع من المبيدات المسرطنة الي البلاد من الخارج وهي محظور دوليا الا أن المزارعين لدينا يستخدمونها في رش الخضروات والفاكهة التي نتناولها وتترعرع في أجسادنا الضعيفة الهشة وتصيبها بالامراض علاوة علي أن 95% من الاراضي الزراعية في مصر يتم ريها بمياه الصرف الصحي المهلكة لعدم توافر ماء النيل في بلد النيل !
فتكون النتيجة كثرة أمراض الفشل الكلوي والسرطان والكبد الوبائي وغيرها من الامراض التي لم نكن نسمع عنها من قبل , هذا غير ظاهرة تبوير الاراضي الزراعية وبناء مساكن فوق هذه الاراضي لتحقيق مكاسب مالية وهمية لاصحابها في مخالفة للقانون وتشييد الابراج في زمن الثورات والفساد في العقارات والمتاجرة في حياة البشر بالاضافة الي فشل الحكومة الببلاوية في تطبيق الحد الادني للاجور مثلما وعدت من قبل في اول يناير الماضي ومن ثم تحقيق العدال الاجتماعية في توزيع الدخول وخوفه من تطبيق الحد الاقصي للاجور والفشل في تحقيق حياة أدامية وكرامة للانسان المصري الذي حلم بها بعد ثورتين ونجاحه في حبس رئيسين وازدياد المطالب الفئوية والمظاهرات وحالات العنف في البلاد واستمرار حالة الانفلات الامني بصورة غير مسبوقة في البلاد وعجز الشرطة عن التصدي لها تماما كما عجزت عن مواجهة ظاهرة الباعة المتجولين في قلب العاصمة وفي كل المحافظات الريفية ووصول الامر الي أن هناك أنباء عن جماعة تابعة للتنظيم الدولي للاخوان تخطط لاغتيال المشير السيسي وفقا لبرنامج 90 دقيقة وعدد من قيادات المجلس العسكري لاحداث حالة من عدم الاستقرار في البلاد وهذا لن يحدث بأي حال من الاحوال وسيكون الشعب هو الحامي للجيش وقياداته الذين هم ابناء هذا الشعب الابي الذي تحمل من المهانة الكثير ولا يزال يتحمل ولكنه قد لن يستطيع أن يتحمل أكثر من هذا وأن يري هذا الهراء من قبل حكومة أو إدارة دولة لا تستطيع أن تقدم رؤية للشعب للخروج من النفق المظلم الذي نعيشه ونتمني أن نخرج منه فقد يقوم بثورة ثالثة وهذا محتمل ولكن هذه المرة ستكون أشد وطأة من غيرها وستأتي – وقتها - لا محالة علي الاخضر واليابس فالنستعد لها ونعمل علي وأدها في مهدها بدل من ان تفاجأنا بغتة فلنأخذ العبر , والكرة ممكن تدخل جون في ثانية , كما يقول المعلق الرياضي الشهير فعلينا ان ننتبه .. مصر ترجع الي الخلف !

#فتحي_حسين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل