أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مناف الحمد - هل فصل الدين عن الدولة ضرورة منطقية ؟














المزيد.....

هل فصل الدين عن الدولة ضرورة منطقية ؟


مناف الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 00:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لفصل الدين عن الدولة موجبات منطقية تسم عملية الفصل هذه بسمة الضرورة التي تتجاوز بل وتفارق سمة الضرورة العملية التي استطاع الفكر الاسلامي المعاصر في بعض روافده الاعتراف بها ولكن بدون القدرة على القبض على الفحوى الأساسي للضرورة المفهوميةلهذا الفصل
وان في قبول الاسلام السياسي بهذا الطرح ما يناقض بعض طروحاته الأساسية التي تجعل رضوخه المتأخر _ان صح التعبير_ يأتي على استحياء لا نكلّف أنفسنا مؤنة بحث شاق لمعرفة أسبابه . فان احدى المقولات الأساسية للاسلام السياسي التي يكفي تفنيدها لللبرهنة على ما ندّعيه من ضرورة منطقية لعملية الفصل هي استحالة اشتقاق المعرفة الأخلاقية الا من المعرفة الدينية ولا يستطيع أحد أن ينكر أنها أصل من أصول الاسلام السياسي على اختلاف تياراته وأشكاله.
وتفكيك الأصل الأول من أصول المعرفة الدينية كفيل بكشف عوار هذه المقولة وعدم تماسكها ،فالأصل الاول للمعرفة الدينية يقوم على أساس وجود خالق واحد كلي القدرة كلي العلم كلي الارادة كلي الخير وهذه الصفة الأخيرة تفترض ضمناً قدرة لدى العقل البشري _الذي يدعي متبنو االأطروحة التي نناقشها أنه واسطتهم الى المعرفة الدينية _على تمييز الخير من الشر أو ميزاناً يزين به الخير من الشر والا فما أدراه ان هذا الخالق الواحد ليس خالقاًشريراً
ولا ينفع في الاجابة على هذا السؤال القول ان ما يأمر به الخالق هو الخير وما ينهى عنه هو الشر لأن هذا يستلزم طاعته حتى لو أمر بقتل أبرياء أو بخيانة صديق ، كما لا ينفع القول ان أوامره هذه تنطوي على خير آجل غير مدرك من قبل الانسان لأن هذا يعيدنا الى سؤالنا الأول عن كيفية تمييزنا لخيريته الكليه المدعاة بدون امتلاكنا ميزاناً نزين الخير من الشر
نخلص من هذه المناقشة أن المعرفة الأخلاقية لا بد منها منطقياً للوصول الى المعرفة الدينية فهي سابقة عليها وليست مشتقة منها .
أما المقولة الثانية التي يدعي الاسلام السياسي المعاصر أنه قد خلّفها وراءه ولم يعد يتبناها فهي فكرة الحاكمية
نحن لا ننكر أن الشكل المتطرف لها كما ظهر عند سيد قطب أول المنادين بها لم يعد مقبولاً لدى الكثير من تيارات الاسلام السياسي المعاصر ولكننا نجزم أن الفكرة لا تزال تقرأ بين السطور لديهم وان بشكل مخفّف عن الشكل الأولي لها فما يدعونه من تضمن الشريعة الاسلامية لكل ما هو نافع للناس في حاضرهم ومستقبلهم وانها تنطوي على حلول لكل المشاكل لأنها منزلة من الخالق للعباد العالم بطبائعهم وحاجياتهم وما ينفعهم وما يضرهم في كل زمان ومكان ، وقبولهم بالصراع التنافسي السلمي على أساس أن غايتهم النهائية هي الوصول الى دولة يهيمن على دساتيرها شرع الله ليس الا شكلاً مقنّعاً للفكرة الأساسية
ونحن لا نناقش مضمون هذا الطرح هنا وهو ليس مدار البحث وانما نحاول ان نحفر بحثاً عن جذور هذه الفكرة التي قام السيد باستيرادها ومحاولة استنباتها
وليس كشفاً عبقرياً أن نقول ان مصدر الفكرة هو أبو الأعلى المودودي أستاذ السيد الذي حاول من خلالها اضفاء صبغة شرعية ورسم اطار نظري لفصل الباكستان عن الهند الأمر الذي يجعل استيرادها ومحاولة استنباتها عملية محكومة بالفشل لأن السياقين مختلفان بكل حيثياتهما وملابساتهما
من موجبات الفصل الضروري الذي ندعيه عدم قدرة العقل النظري الوصل الى حقائق قطعية فيما يخص الغيبيات وانطواء الأدلة التي يقدمها علماء اللاهوت على مصادرة على المطلوب وهو شأن كل منظومة لاهوتية قائمة على الاغلاق العقيدي وان كنا لا نستطيع انكار قدرة ما يسميه طه عبد الرحمن العقل المؤيد وهو عقل أهل العرفان على الوصول الى حقائق قطعية لا تلزم الا صاحبها لأنها نتاج تجربة روحية شخصية لا يمكن لها ان تتخذ صفة الكلية والقطعية والضرورية ، الأمر الذي يلزم عنه ضرورة حصر الدين في اطار الحياة الخاصة
ان في هذه النقاط التي ناقشناها في عجالة ما يعزز دعوانا ويحفّزنا على المطالبة بالتخلي عن المحاولات التلفيقية التي يتصدى لها في عالمنا العربي علمانيون يحاولون عن جهل أو عن نفاق خلق هذه الصيغ التلفيقية واسلاميون مدفوعون اما بنقص أدواتهم المعرفية في أحسن الظنون أو بانتهازية مفضوحة في أسوئها.



#مناف_الحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية والدين :مقاربة من منظور مختلف
- العلمانية والدين : مقاربة من منظور مختلف
- الهروب من الحرية
- حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله
- خواطر في ذكرى الثامن من آذار
- قدسية الأنثى وقدسية النصوص
- الدفع نحو المجهول
- هل تملك جواز سفر صالحا
- موقف الناصريين من التدخل العسكري الغربي في سوريا
- الصفعة
- هل يعقل أن يكون الله قاسياً إلى هذا الحد ؟
- لقاء مع أستاذي القديم
- توحيد الله والتوحيد السياسي
- انفصال المعارضة السورية عن معاناة الشعب
- الدولة الدينية
- لماذا الديمقراطية ؟


المزيد.....




- -الأعباء ثقيلة ولكننا لا ننحني إلا الله-.. السيسي يوجه خطابا ...
- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مستعمر يدعس شابا من كفر الديك غرب سلفيت
- ما بعد 7 أكتوبر.. كيف تراجع نفوذ الإخوان عربيا؟
- اضبطها على جهاز الأن تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على ال ...
- أضبط حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب ...
- -إسرائيل- تدرس إعادة الوجود اليهودي الدائم في قبر يوسف بنابل ...
- إيهود باراك: يجب إعطاء الأولوية لإسقاط حكومة نتنياهو
- رصاص في المسجد واختطاف الإمام.. حادث يشعل المنصات اليمنية
- يا غنماتي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على القمر الصنا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مناف الحمد - هل فصل الدين عن الدولة ضرورة منطقية ؟