أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناف الحمد - خواطر في ذكرى الثامن من آذار














المزيد.....

خواطر في ذكرى الثامن من آذار


مناف الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكرى الثامن من آذار اليوم الذي يقترن في أذهان غالبية السوريين بشعور بالامتعاض لأنه اليوم الذي استولى فيه البعثيون على السلطة بانقلاب عسكري أطلقوا عليه اسم ثورة عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستين ، تتوارد الكثير من الأفكار والخواطر على الذهن ليس آخرها مجلس العزاء الذي حضرته في مدينة السويداء لوزير الدفاع في نظام البعث في ذلك العام اللواء حمد عبيد رحمه الله والذي ألقى فيه منصور الأطرش كلمة تأبين قال فيها من ضمن ما قاله إن من الظلم تحميل جيل الثامن من آذار مسؤولية الحال السيئة التي وصلت إليها سورية لأنها مسؤولية جيل كامل، ولا قيمة تاريخية لنجاحات فردية أو إخفاقات فردية .
منصور الأطرش كان يحاول بطريقة تثير الشفقة التملّص من المسؤولية وهو رجل من الرعيل الثاني للبعث، والحجة القاطعة على تهافت حجته أن البعثيين آنذاك لم يكن يتجاوز عددهم بضع مئات من مجموع السوريين، وما فعلوه وأسسوا فيه لمسيرة الاستبداد كان مسؤوليتهم هم ،ومن العبث إشراك الجيل كله فيه.
والحادثة الأخرى التي أستحضرها رواها لي أحد الثقات الذي رشّح عام ثلاثة وستين لمنصب وزاري وذهب من مدينته إلى دمشق لإجراء مقابلة مع مسؤول كبير في النظام، ولكنه قفل عائداً بسرعة في اليوم التالي وعندما سئل عن سبب عودته السريعة روى الحادثة التالية :
قال إنه أرسلت له سيارة أخذته إلى المكان المقرر للّقاء ،وكان في قاعة الانتظار عدة مرشحين للوزارات، ومن بين الجالسين في القاعة شخص يرتدي زي ضابط ويبدو أنه كان مخموراً ونصف نائم وقد كشف جزءاً من صدره وكان كلما نودي على اسم من أسماء المرشحين للدخول إلى غرفة الشخص الذي يلتقي بالمرشح يعدّل جلسته ويفتح عينيه النصف مغمضتين ويقول باللهجة العلوية " شي بيهوي " ثم يعودإلى وضعه السابق .
أسلوب الإذلال المقصود الذي كان يتبع مع المرشحين للوزارات أنفت منه نفس صاحبي هذا وغادر القاعة قبل أن يذاع اسمه وتناله الإهانة التي طالت كل من غضّ النظر عنها مضحيّاً بكرامته في سبيل المنصب .
أحد الذرائع الأخرى هي العبارة المتهافتة المستهلكة التي فحواها أن الخطأ في التطبيق وليس في النظرية وهي حجة نصفها بهاتيك الصفتين لأن النظريات التي تفشل في تحقيق ما تعد به لم تأت لكي تعمل في ظروف خالية من عقبات الواقع، وإنما جاءت لتغير من هذه الظروف وتنتقل بالواقع إلى ظروف أفضل فلا ينفعها في التبرير لفشلها أن يقول أتباعها إن الواقع لم يساعدها في النجاح .
هذه الحجة تذكر بقول المعري : ولا تحسب مقال الرسل حقاً ولكن قول زور سطروه وكان الناس في عيش رغيد فجاؤوا بالمحال فكدروه
أحد الجذور لضعف الفكر السياسي البعثي والذي ربما تسبب في زرع بذور الاستبداد عثرت عليه في عبارة يصف بها جلال السيد في كتابه "حزب البعث العربي" تحول أكرم الحوراني من الحزب السوري القومي إلى حزب البعث بقوله إن الحوراني عرف طريق الحق فسلكه .
طريق الحق هو الذي اكتشفه البعثيون المؤسسون وهو الفكرة القومية التي تنادي بالأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة وكل ما سواه ازورار عن الحق .
وفي إحدى أفكار عفلق الذي كان يرى أن من حقه القضاء على المخالف للحقيقة القومية المتمثلة في الفكر البعثي إذا لم تجد الحوارات نفعاً معه .
يمكن أن تكون هذه الأفكار الدوغمائية التي حملها المؤسسون مسؤولية جيل كامل ولكن الاستيلاء على السلطة بانقلاب مسؤولية من قام بالانقلاب وسرق السلطة بالقوة .
إنها بذرة الاستبداد مزروعة في النظرية -ربما بحسن نية أو لقصور في الوعي- واستثمرها المتسلقون حتى وصلنا إلى نظام البراميل المتفجرة والتجويع الممنهج واغتصاب النساء وخنق الناس بالسلاح الكيماوي .



#مناف_الحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدسية الأنثى وقدسية النصوص
- الدفع نحو المجهول
- هل تملك جواز سفر صالحا
- موقف الناصريين من التدخل العسكري الغربي في سوريا
- الصفعة
- هل يعقل أن يكون الله قاسياً إلى هذا الحد ؟
- لقاء مع أستاذي القديم
- توحيد الله والتوحيد السياسي
- انفصال المعارضة السورية عن معاناة الشعب
- الدولة الدينية
- لماذا الديمقراطية ؟


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مناف الحمد - خواطر في ذكرى الثامن من آذار