موقف الناصريين من التدخل العسكري الغربي في سوريا

مناف الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ا نستطيع ان نصادر رأي صباحي وغيره الذي يتمثّل في رفض الضربة الأمريكية للجيش السوري فنحن نقبل أن المسألة جدلية ، وتحتمل تنوّعاً في الآراء واختلافاً في وجهات النظر ،إن لم يكن بسبب الشكّ في صدق نية الأمريكي فبسبب ما قد يترتب على الضربة من ثمن باهظ يمكن أن تدفعه الدولة والمجتمع السوريان .
ولكنّ السؤال الذي يرتفع في وجه هذا القوميّ العتيد : لماذا لم تدعُ إلى مظاهرات تندّد بالتدخل الإيراني في سوريا وبالمشاركة الصريحة لحزب الله في المعارك ؟
بالطبع هو الكائن الخرافي الذي يمثّل الأمة لدى أمثاله من القوميين ، والمسموح له بابتلاع الإنسان الفرد ، والاقتيات من لحمه ودمه في سبيل أن تبقى روحه الخالدة .
لم يستطع هؤلاء بسبب هذه الصورة المتخيّلة للأمة التي تثقل عقولهم وتملأ خيالهم أن يفهموا أنّ مفهوم الأمة لا يتموضع ويصبح واقعاً إذا لم يقم على أرضيّة تحقيق حرية وكرامة الإنسان الفرد .
لم يستطيعوا أن يفرّقوا بين استغاثة مذبوح لا يجد سبيلاً لإنقاذ نفسه وأطفاله ، وبين استقواء بالخارج لأغراض شخصية انتهازية .
ربّما يثوي خلف الصراع الدامي الذي اشتعل أواره بين هؤلاء وبين الإخوانيين صراع بين عملاقين متخيّلين خرافيين (الأمة العربية والأمة الإسلامية )_ خرافيّين كما يمثلان في المخيالين الجمعيّين للتيارين القومي والإسلامي وليسا خرافيين إذا تحققا على أرضية التلازم مع الدولة الديمقراطية التي يمثّل الإنسان الحرّ أساسها_ ولأنهما عملاقان مستعدّان عن طريق استخدام كلّ منهما لأتباعه على ابتلاع كلّ شيء في سبيل البقاء لم يجد الحوار والحلول السلمية وصار الصدام حتمياً .
كنا قد دعونا في إحدى المرات هؤلاء المستمتعين بعبودية كائنات خيالية أن يعيشوا تبعيّتهم لها في خلواتهم وتجاربهم الفردية ، وأن لا يقحموها في حياتنا الواقعية لكيلا يزيدوا أعباءنا وهمومنا ، هذا إن لم تكن لديهم القدرة على طرحها أرضاً والتخلّص من عبئها .
على كلّ حال إذا كانت رغدة وسلاف فواخرجي من المؤيدات لدعوة حمدين صباحي فقد تكسب الدعوة في ظل ثقافة الفيديو كليب وهيمنة إعلان الصورة بريقاً ليس بالهيّن وتدلّ بوضوح على درجة واقعيتها ، واستبطانها لهمّ قومي وروح ممانعة ومقاومة تخيف أعداء الأمة وترهبهم فقد أعدّ لهم لهم صباحي ما استطاع من قوة ومن رباط الخيل .

#مناف_الحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل