أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علاء جوزيف أوسي - المرأة السورية في عيدها.. معاناة تتفاقم ومساواة غائبة














المزيد.....

المرأة السورية في عيدها.. معاناة تتفاقم ومساواة غائبة


علاء جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 19:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فاقمت الأزمة التي تعصف بالمجتمع السوري من معاناة المرأة والطفل، فكانا من أكثر المتضررين بها، فقد زادت التحديات التي كانت تعانيها المرأة في الأساس، فقد عززت الصور النمطية للمرأة التي تحكمها أعراف وتقاليد تحط من شأنها وتبخس حقوقها، كما كرست التمييز بحقها، فتعرضت المرأة السورية للقتل والاغتصاب، والخطف والتعذيب، وفي ريف اللاذقية على سبيل المثال قاموا ببقر بطن إحدى النساء، وفي مناطق أخرى كان تعذيب النساء يتم من قبل نساء يعملن مع الحركات الوهابية التكفيرية، وجرى في بعض المناطق إرجاع المرأة قسراً إلى حياة الظل والتبعية، وصدرت فتاوى تضعها في مرتبة مهينة لكرامتها وإنسانيتها، وتحويلها إلى سلعة للاستخدام البشري بأبشع غرائزه، بدعوى صونها وصون شرفها وعفافها وحياتها انطلاقاً من معايير خاصة يسندونها إلى الدين والشريعة، وهي معايير مغلوطة تفسر حسب مقياس مطلقها. والأمثلة كثيرة والقائمة تطول لحالات كثيرة تعرضت لها المرأة السورية في المدن السورية من شمال البلاد إلى جنوبها، ولكن هذه التحديات التي كانت وما تزال تواجهها المرأة لم تطل الجسد الأنثوي فحسب، بل طالت الروح أيضاً، فقد أدخلت الحرب المرأة السورية في دوامات عديدة، من فقدان أبنائها وأشقائها أو زوجها، خطفاً أو تعذيباً أو قتلاً أو استشهاداً أو... ففقدت المرأة أبناءها وأسرتها وتدمير منزلها دفعها للتحول إلى لاجئة أو نازحة، وهو ما حمّلها أعباء جديدة وزاد من انتهاك كرامتها وأنوثتها، بل وضعتها ظروف اللجوء في بازار المساومات وابتزازها واستغلال ظروفها المريرة، والأرقام التي تعبر عن ذلك مخيفة وتنذر بكارثة اجتماعية في المستقبل القريب.

ومن ناحية أخرى أدت الأزمة إلى فقدان الكثير من النساء لأعمالهن، واضطررن للعمل بأعمال مؤذية، كنبش النفايات أو فرزها، أو العمل ضمن المنازل وغير ذلك، فعملت الأزمة على تغيير الأدوار وتغيير أنماط العمل التقليدية التي كانت سائدة، الأمر الذي أثر على جميع النساء، سواء أكانت ربة منزل أم عاملة في القطاعين العام أو الخاص، فالأزمة تؤثر تأثيراً كبيراً على تغيير الأدوار التقليدية التي كانت تلعبها المرأة في ظل المجتمع الذكوري، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها لم تؤدِّ إلى تبادل الحقوق داخل الأسرة، فقد أدى تراجع (امتيازات) الرجل ضمن الأسرة إلى تعبير سلبي عن الذكورة، فزادت نسبة العنف ضد النساء والأطفال، مع لجوء بعض الرجال للتنفيس عن إحباطهم، فأفرطوا في استخدام سلطتهم داخل الأسرة.

إن المرأة السورية مازالت حتى الآن ليست صاحبة القرار فيما يتعلق بحياتها، فكيف فيما يخص الحياة العامة؟؟! وهي اليوم أحوج ما تكون إلى إلغاء العديد من القوانين البالية التي تكبل تقدمها وتعد تمييزاً بحقهاً ينتقص من حقوقها، مع السعي للتأثير في الوعي الشعبي بغية تغيير منظومة الأعراف والتقاليد التي كانت ومازالت أقوى من القوانين والتشريعات التي تمس المرأة، والنهوض بها من واقعها المتخلف والظالم.

في الختام لابد من التأكيد أن المرأة نبض المجتمع ورونقه المميز، فهي الأم والأخت والزوجة والحبيبة والصديقة؛ والعالم بلا امرأة.. كعين بلا بؤبؤها.. كحديقة بلا أزهار.. كالشمس بلا أشعة، ولا يسعنا في عيد المرأة سوى أن نقول: كل عام ونساء الأرض ورجالها بخير وحب وعطاء!



#علاء_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الفوترة».. إشكالات في التطبيق!
- السعر والبعد الاجتماعي للاقتصاد
- الصناعة السورية... خسائر «بالجملة» تفوق الدمار
- اقتصاد العنف
- بانوراما الاقتصاد السوري 2013
- المرأة بحاجة إلى خطوات لا خطابات
- أسبوع وداع المناضلين... مانديلا ونجم
- هل تطلق الأزمة رصاصة الرحمة على صناعتنا النسيجية؟!
- العقوبات الدولية تحارب الشعوب في لقمة عيشها (2-2)
- العقوبات الدولية تحارب الشعوب في لقمة عيشها (1-2)
- «اقتصاد المعرفة»... من اقتصاد «الندرة» إلى «الوفرة»
- الأمن الاجتماعي والإنتاجية
- التأمينات الاجتماعية ضرورة اجتماعية واقتصادية تفتقر إلى وعي ...
- العمال في سورية: حقوق غائبة وسط قوانين مجحفة
- المصافي النفطية: مشاريع متوقفة بسبب الأزمة..!
- فقر المرأة... هدم المجتمع
- إلى متى يصمد الراتب أمام رفع الدعم..؟! لا أحد يحكم الأسعار.. ...
- متى ننصف نساءنا... وأسرنا؟!... قانون الجنسية هل سيعود إلى طا ...
- التحرش الجنسي بالمرأة جريمة بحاجة إلى عقاب
- إعادة هندسة الدعم.. خط أحمر!


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علاء جوزيف أوسي - المرأة السورية في عيدها.. معاناة تتفاقم ومساواة غائبة