أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - علاء جوزيف أوسي - الأمن الاجتماعي والإنتاجية














المزيد.....

الأمن الاجتماعي والإنتاجية


علاء جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 07:15
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إن الإنتاجية هي المصدر الحقيقي للنمو الاقتصادي وتحسين الوضع المعيشي في أي بلد، بحيث تعطي معدلات نموها نظرة للنشاط الاقتصادي، وتكشف نواحي الضعف والقوة فيه، فهي مقياس لقدرة المنشأة أو الاقتصاد القومي على إنتاج أكبر كمية ممكنة من مدخلات معينة. وبهذا فهي مصدر رئيس لتحسن الناتج المحلي الإجمالي الذي كلما كبر وشاركت في تكوينه أوسع الفئات الاجتماعية وأنشطتها الإنتاجية والخدمية ضَمِنَ استقراراً لتكاليف المعيشة. وبذلك يلعب أسلوب الإنتاج والعلاقات السائدة ضمنه دوراً مهماً في تدعيم نظم الخدمات الاجتماعية.

لهذا تسعى الدول جاهدة للمحافظة على استمرارية معدلات نمو متزايدة في الإنتاجية بإدخال التحسينات المستمرة في الجوانب التكنولوجية والإدارية والبشرية. وهناك عديد من الدول تمكنت من تحقيق تقدم صناعي كبير باستخدام التقدم التقني، وحققت تراكماً ملموساً في الرأسمال، ومنها على سبيل المثال اليابان، التي استخدمت الإنتاجية وسيلةً فعالة لإصلاح اقتصادها الذي دُمِّر كلياً أثناء الحرب العالمية الثانية. واستطاعت بفضل رفع معدلات الإنتاج من النهوض ثانية بعد أن حققت معدلات نمو عالية في الإنتاجية. وحذا حذوها العديد من دول شرق آسيا، فركزت جهودها الكبيرة على تطبيع مجتمعاتها وتوعيتهم بأهمية تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية، فوضعت لذلك السياسات والبرنامج الوطنية لتحقيق أهدافها انطلاقاً من العامل. إذ إن أحد أسباب نمو المشروعات الخاصة والعامة هو إنتاجية العامل وهذه الإنتاجية تتأثر إيجاباً بحالة الاستقرار والطمأنينة التي تعيشها الطبقة العاملة. فسنت مجموعة قوانين تكفل للطبقات الكادحة حقوقها، وتؤمن للعاملين بيئة عمل مثالية جاذبة وتكون دافعاً لهم للتميز والإبداع في أداء مهامهم وتحسين مستوى الإنتاجية، لأنها تعمل على رفع مستوى الرضا الوظيفي وتحسين مستوى الكفاءة. وهو ما يؤثر إيجاباً على الأداء، الأمر الذي نفتقده في معظم مؤسساتنا الحكومية إن لم يكن كلها، إضافة إلى جزء كبير من القطاع الخاص. وهو ما يتطلب إجراء دورات توعية لأرباب العمل بأهمية الاهتمام بذلك ومدى انعكاسه على الإنتاجية والعمل. وكذلك الاستثمار في التعليم والتطوير إذ إنه يسهم في رفع الكفاءة الإنتاجية، بواسطة الإضافة إلى المخزون من المعارف العلمية النافعة، وبإنتاج وتحسين العمليات الإنتاجية، وعمل منتجات جديدة بالاختراع والابتكار.

الدور الغائب

إن الحديث عن بيئة جاذبة للعمل لا يقتصر فقط على الجوانب المادية، فهي برغم أنها عامل أساسي في استقطاب اليد العاملة لمؤسسة دون غيرها، إلا أن هناك جوانب أخرى لا يمكن إغفالها، مثل وجود أنظمة وقوانين مشجعة على العطاء والبذل والإبداع، إضافة إلى التقدير والثقة والعدالة، وغيرها من العناصر الهامة التي تعمل على رفع مستوى الرضا الوظيفي للعاملين، وتنعكس على الأداء وتوثر إيجابياً على ولائهم، ومن ثم بقائهم في المنظمة.

وهنا تبرز أهمية اتحاد نقابات العمال ودوره الهام في إيجاد علاقة بين الموظف وقياداته حتى تؤخذ احتياجاته ومطالبه بالحسبان، قبل تكاليف العمل. ولكنها مع الأسف غابت أو غُيبت عن مجال عملها النقابي في سورية وتفرغت (للنقابية السياسية) غافلة عن الدور الأساسي للاتحاد كمنبر لإيصال صوت العمال والإتيان بحقوقهم المسلوبة، مع الحفاظ على الحقوق المكتسبة لعمال الوطن دون الانتقاص من الأساسية.

الإنتاجية والضمان الاجتماعي

من شأن النمو السريع في الإنتاجية تخفيف الأعباء المالية الضخمة التي ستصاحب تقاعد الأجيال الحالية من الأطفال والشباب والنساء، إذ تزداد مطالبهم من خدمات الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، أي أن تكفل الدولة تحقيق الضمان اللازم للمواطنين في حالات الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل أو اليتم أو الترمل أو البطالة...إلخ، خاصة مع وجود شرائح كبيرة من السكان خارج نطاق تغطيتها، كما تؤمن لهم خدمات التأمين الاجتماعي والرعاية الصحية، وتعمل على وقايتهم من براثن الجهل والخوف والعوز. فهذا القانون من أهم القوانين التي تضمن للعامل، بعد انتهاء حياته العملية، حياة كريمة ويوفر له الراحة النفسية أثناء سنوات العمل لأنه يكون مطمئناً نوعاً ما على مستقبله عند الشيخوخة.

وتشمل معظم أنظمة الضمان الاجتماعي عمال القطاع العام والقطاع الخاص المنظم بعقود طويلة الأجل، وتحرم فئات العمال الأخرى، ويسهم ارتفاع معدلات التوظيف في القطاع غير المنظم وتدني معدلات مشاركة المرأة في سوق العمل، وارتفاع مستويات البطالة في تدني معدلات تغطية هذه الأنظمة، وهنا تبرز أهمية الأمن الاجتماعي الذي يعدّ دعامة أساسية لدعم المواطنين، وهو ينبثق من فلسفة الضمان الاجتماعي التي تتأثر بعوامل عديدة تتعلق بهدف النظام وطبيعة توجهاته نحو العدالة الاجتماعية وإطاره السياسي والقانوني ومستوى انسجامه مع محتوى لوائح حقوق الإنسان .

فالضمان الاجتماعي مسألة حقوق والتزام اجتماعي من جانب الدولة، فهو عقد اجتماعي مع الناس، وعلى المدى الطويل ليس مكلفاً، بل هو استثمار ذكي يحقق الاستقرار الوظيفي، ويحافظ على الرأسمال البشري ويزيد إنتاجيته. ومن هنا تبدو أهميته الاقتصادية، وكذا الاستقرار الوظيفي الذي يكون نتيجة منطقية للاستقرار النفسي للعمال، وذلك لاطمئنانهم على يومهم وغدهم، بالنسبة لهم ولأسرهم من بعدهم. واليوم تبرز أهميته بشكل كبير من حيث إعانة العاطلين الذين فقدوا سبل معيشتهم لأسباب خارجة عن إرادتهم عن طريق إعادة تدوير عجلة الإنتاج وإنشاء مشاريع إنتاجية جديدة تكون ضامنة للطبقة العاملة في بلادنا في ضوء التطورات الحالية، والسعي للوصول إلى مستويات للضمان الاجتماعي للعمال تتناسب وحجم التحديات التي تهدد مستقبل العمل والعمال.



#علاء_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأمينات الاجتماعية ضرورة اجتماعية واقتصادية تفتقر إلى وعي ...
- العمال في سورية: حقوق غائبة وسط قوانين مجحفة
- المصافي النفطية: مشاريع متوقفة بسبب الأزمة..!
- فقر المرأة... هدم المجتمع
- إلى متى يصمد الراتب أمام رفع الدعم..؟! لا أحد يحكم الأسعار.. ...
- متى ننصف نساءنا... وأسرنا؟!... قانون الجنسية هل سيعود إلى طا ...
- التحرش الجنسي بالمرأة جريمة بحاجة إلى عقاب
- إعادة هندسة الدعم.. خط أحمر!
- المرأة السورية ومزيد من المعاناة في ظل الأزمة
- سورية بين حوار السلاح.. وسلاح الحوار


المزيد.....




- القضاء الروسي يجمد حسابات أكبر بنك أمريكي في روسيا
- بوتين يستشهد بمؤشر يؤكد صلابة الاقتصاد الروسي
- رفع الحد الأدنى لأجور القطاع الخاص في مصر
- البنك المركزي الروسي يبقي على سعر الفائدة الرئيسي عند مستواه ...
- تعديل آلية تصاريح العمل بالكويت هل يخفض أجور العمالة؟
- قيود أميركية جديدة على صادرات الأسلحة النارية
- بورصة -وول ستريت- الأمريكية تتلون بالأحمر بعد بيانات اقتصادي ...
- شويغو: عرض النصر سيقام العام الجاري بمشاركة الحائزين على الم ...
- “الاصفر عامل كام عراقي“ سعر مثقال الذهب اليوم في العراق عيار ...
- ارتفاع أسعار النفط مع تجدد المخاوف في ظل توترات الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - علاء جوزيف أوسي - الأمن الاجتماعي والإنتاجية