أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حفيظ بوبا - أزمة المجتمع














المزيد.....

أزمة المجتمع


حفيظ بوبا

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 16:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المجتمع صورة عامة عن مواطنة الإنسان الفرد الذي يتعاطى واقع الحياة في شتى ملامحها وتمظهراتها لكننا سنشق على أنفسنا إذا ما أحصينا عيوب مجتمعنا وسلبياته فمازال الرجل يحصر المرأة ضمن ملكياته الشرعية وإن كان هذا القول صحيحا فكل ملكية تتوزع بميراث إذا ما هلك المُورث، مازال القيل والقال في الأسواق والأحياء بغير فائدة تذكر، والثقافة مركب بعيد تتقاذفه الأمواج، ومازالت شبه الجزيرة الأيبيرية أندلس المغاربة ومازال الشاب ـالمهذبـ طبعاً يستوقف الفتاة في الأماكن العمومية ويجبرها على إعطائه رقم هاتفها المحمول بدون تردد منها ومازالت الحياة حياة إنجاب وتجارة وحساب وأرقام ومازال الفكر من شأن الغرب وليس من شأن أي مغربي لأن المغاربة أذكى شعب في العالم فهم إذن في غنى عن التفكير والإبداع، ومازالت السياسة فضاء خصومة بين أغلبية ومعارضة، والاقتصاد ركيك يستورد كثيرا ويصدر قليلا والمواطن غافل عن السياسة وأشباحها والسياسة غافلة عن المواطن الكادح المجاهد حتى صار كل منهما منفصل عن الآخر رغم التقارب الحاصل بينهما، مازال الولد يرتدي جلباب أبيه والبنت ناكسة برأسها وما زالت الحياة جميلة بالمغرب ومدينة أغادير أعف المدن وأشرفها في الأخلاق والتعاملات وتستمر الحياة مع أفلام تركية وهندية تدبلج في القنوات التلفزية كل يوم وليلة لأنها تعد أفضل حافز على الخمول والكسل، وما زال المغرب قبلة الخليجين المتدينين ما شاء الله، وما زالت الحياة تعبث بالشباب والشباب يعبثون بالحياة تضحك منهم ويضحكون منها حتى إذا فرغ الواحد من الآخر صاروا في شؤونهم كائنات منافقة اجتماعيا كل ذلك لأن الحياة ترفض الطيبوبة في التعامل وتحترم الإنسان المادي في أدبياته، ومازال كل شي بخير والحمد لله لا ينقصنا غير وجه ربنا الكريم فعاش الملك.

هذه الأفكار تطابق القيم المتعارف عليها في المجتمع وتتصل بآلية التفكير المتصل بدوره بجهاز إدراك كل دار من دور أقاليم المغرب.تقاس المجتمعات بوعيها الإنساني وعقلها الأخلاقي وفي مجتمع متأخر ويطلب التنمية على صعيده الاجتماعي قبل كل الميادين ذلك لأن تنمية الإنسان أولى بالاهتمام، عندما ندقق النظر في ملامح الحياة الاجتماعية لا زلنا نرى الجدة والأم تعلقان التمائم على أعناق الأبناء دفعا للعين والضرر ، والجد المتقاعد كلما مررنا بمقهى سي بوشعيب نراه يجلس القرفصاء ليلعب جولة أخرى من لعبة الضامة مسرفا ما تبقى من حياته على الهامش لأنه فعلا صار على الهامش، ثم نرى العائلة تستعد لتزويج ابنها البكر الذي قد أطلق سراحه أول أمس من أخطر السجون لأن الزواج بطبع "غادي إيدير ليه عقلو"، لا تكف العائلات المغربية عن ترديد هذه العبارة الخطيرة في عمقها لأن هذه النظرة مصحوبة باعتقاد واهم يؤمن بأن الحياة الزوجية التزام بواسطة حبر على ورق، وترى أيضا الابنة لا رأي لها في ما ستقرره لأن غاية حياتها هو الزواج ولا شي غير الزواج في حين أنها إذا فجرت طاقتها الخارقة في الدراسة أو شيئا من هذا القبيل ستصنع العجائب تماما كما تلد العظماء إذا كانت متزوجة، وطبعا صديق العائلة الثرثار أبو لحية سيأتي بعد صلاة العصر ويحدثنا عن أمور غيبية ويحثنا على الصلاة والصوم والزكاة وغيرها من العبادات وعندما سيعود إلى بيته سيذيق زوجته التنكيل والعذاب الشديد لأتفه الأسباب فصدق من قال ألا ليت اللحي كانت حشيشاً**** فنعلفها خيول المسلمينا، وبالتأكيد أننا إذا سألنا زوجته عن الخطوة التي ستخطوها لكي تثأر منه وتصون كرامتها الجريحة ستقول: أكيد أنه لم يضربني إلا وهو يحبني حبا جماً... بل يحب تجارته يا رعناء ، على كل حال فإننا نعلم أن الصبر إذا جاوز الحد المشروع يستحيل إلى وصمة عار وضعف على الصبور، ثم إننا إذا جئنا الأب وما أدراك ما الأب فإن لمشيئته تخضع الإرادات وتخنع الرغبات، قد ألقى آخر دروس الرجولة على أشباله لكنه في بعض الأحيان وإذا زاره المستأجر بعد تأخره في تسديد أجر الكراء يدفع بأحد أبنائه لكي يخبر الزائر أن حضرة الأب صاحب الشارب الكثيف ومثال الفحولة غير موجود في الدار!!
بالنسبة لمجتمع مليء بالخزعبلات والاعتقادات الساذجة حتى النخاع مثل بلادنا الكريمة التي ما زال شبابها يرون القراءة عملاً غير اعتيادي والكتابة حمقاً والحياة طبعا ينبغي أن تكون مجنونة لأننا شباب ولفظ الشباب مرادف للجنون فمن كان أقرب إلى الجنون فهذا شيء مفرح يدعوا إلى الفخر بأبناء هذا الوطن وطبعا لهذا الجنون فلسفة عبثية تؤمن بأن الفتاة أداة بل صارت بعض الفتيات تؤيدن هذه الفكرة بصدر رحب وتعملن على تثبيت كل عنصرية رمزية ضدهن، فأين رومنتكية العصور السالفة وأين بول وفرجيني ؟؟
ننتظر أن تتغير العقول لأن ألمانيا تطمح في الحصول على الكمال وأمريكا تقطع أشواطاً في الديمقراطية وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا تشجعان الفن ورواد الفن المعاصر ولو كان على حساب الربح التجاري ونحن لا نكف عن التوالد والإنجاب، والمجتمعات تتطور، ونحن نهتم بالآخرة والغرب يحقق انتصارات هامة جدا في ميادينه الثقافية ويتحرر بأفكاره وينفتح على معتقدات لبناء نفسه ونحن نتزمت والتزمت لا يفضي بنا إلا إلى الخسارة والخمول
فأين الحل؟؟
هل الحل في أن نكون كالفيلسوف ديوجين ونعتزل الناس، أم نتشاءم كشوبنهاور أم نؤمن مثل لايبنتز بأن كل شيء يسير نحو الأفضل ونحن نعيش في أفضل العوالم الممكنة ؟
كلا فالحل يبدأ بالأفراد قبل الجماعات، نجاعة الحل تكمن في استئصال كل تلك العوائد التي تحول بيننا وبين الهدف البشري سنصبح أبطالا إذا ما تحررنا وجعلنا غيرنا يتحرر، شريطة أن يكون التحرر غاية التماسك وليس الانفلات التحرر هو أن أودع خزعبلات عائلتي لأني أحب عائلتي.



#حفيظ_بوبا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس الأدب
- مع القمر
- الظل المفقود
- يكفي الصمت
- رحيل
- الخطاب الإنهزامي في شعر علي محمود طه


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حفيظ بوبا - أزمة المجتمع