أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - مجلس التعاون الخليجي تحدي مصيري















المزيد.....

مجلس التعاون الخليجي تحدي مصيري


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لأول مرة منذ انشائه عام 1981،تعصف بمجلس التعاون الخليجي أزمة تهدد وجوده وبقاءه،فهذا المجلس الذي تأسس لإحتواء ومواجهة تداعيات الثورة الخمينية في ايران عام 1979 ومنع تمددها الى دول الخليج،والتأثير على إستقرارها واوضاعها الداخلية،وبالتالي تهديد عروش حكامها المتربعين على صدور شعوبهم والناهبين لخيراتهم وثرواتهم والمبددينلها في قضايا لا تخدم شعوبهم ولا رفاهيتها ولا تطورها ولا الدفاع عن امنها القومي،بل تبدد تلك الثروات على دعم دول وقوى،كان لها دور كبير في التصادم والتناقض،بل والتامر على الأمن القومي العربي،وحتى المشاركة الفعلية في تهديد إستقرارها ووحدتها الجغرافية ودعم القوى المتآمرة عليها والساعية لتدميرها وتفتيتها.

هذا المجلس المشكل من ستة دول هي السعودية والامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وعمان والكويت،كان يحدو القائمين عليه التحول من معاهدة امنية صغيرة الى اقتصاد متكامل،ولكن هذا بقي املاً وتكسر على صخرة الخلافات بين أعضائه،حيث لم نشهد ولادة أي اتحاد جمركي او عملة موحدة أو ربط إقليمي لشبكات الكهرباء أو تشكيل قيادة عسكرية موحدة لجيوش دول المجلس،ويعزو البعض الفشل في ذلك الى هيمنة السعودية على هذا المجلس والنزاعات الحدودية والصراع على النفوذ والدور العربي والاقليمي والدولي،وتحديداً بين قطر والسعودية.

فالخلاف بين أعضاء المجلس على السياسة الخارجية وكيفية التعاطي مع ما يحدث من تطورات وتغيرات في العالم العربي بعد ما يسمى ب"الثورات العربية" او بالتوصيف الغربي"الربيع العربي" بات يهدد بإنفراط عقد هذا المجلس،الذي استطاع رغم كل الخلافات السابقة بدءاً من الثورة الخمينية في ايران ومروراً بحرب العراق وإحتلاله ان يبقى موحداً،إلا ان ما حدث من تطورات وخطوات غير مسبوقة،تمثلت في سحب السعودية والامارات والبحرين لسفرائها من قطر،على خلفية الإتهام لقطر بزعزعة استقرار الأمن والإستقرار في تلك الدول،ودعمها لحركة الإخوان المسلمين،وللجماعات المتطرفة والمتأسلمة في سوريا وغيرها من البلدان العربي،وإيوائها لجماعات معارضة لتلك الدول،واستغلال قناتها الاعلامية الجزيرة للتحريض على تلك الدول،ودعم جماعة الاخوان المسلمين في مصر،تلك الجماعة العدو اللدود للامارات سياسياً ومذهبياً،وكذلك مع السعودية حيث الخلاف المذهبي والسياسي معها.

فعلى هذا الصعيد في شباط الماضي استدعت الامارات السفير القطري لديها على خلفية خطبة للقرضاوي،شيخ ومفتي قطر وجماعة الإخوان المسلمين ألقاها في احد جوامع قطر،إتهم فيها الامارات بأنها تعارض الحكم الإسلامي،ومثل هذا إهانة للامارات،ورغم ان قطر قالت بان القرضاوي لا يمثل السياسة الرسمية لدولة قطر،إلا انه واصل بث سمومه حيث اتهم السعودية بدعم من يبتعدون عن الإسلام في مصر في إشارة لدعم السعودية للقيادة المصرية الجديدة والعسكر في مصر.
وللعلم فدول مجلس التعاون الخليجي التي عصفت بها خلافات سابقة،والتي سناتي الى ذكرها،لم تبلغ ما بلغته الآن من خلافات لها طابع استراتيجي يهدد بتفكك هذا المجلس والتصادم بين أعضائه،فهذا المجلس سابقاً لم يعول على أية جيوش عربية قوية لحماية امنه وإستقراره،بل كان مرتبط بمعاهدات دفاعية واتفاقيات امنيه مع امريكا والدول الغربية للدفاع عن امنه وسيادته،بل كانت على معظم أراضي أعضائه،ان لم يكن على جميع أراضي دوله قواعد عسكرية امريكية وغربية.

فالخلافات السابقة بين أطراف مجلس التعاون الخليجي تراوحت بين خلافات على ترسيم الحدود والسياسة الخارجية وانتقاد حكام وشيوخ وامراء في وسائل الإعلام دولة ضد أخرى،وخصوصاً بين السعودية وقطر،وكان الخلاف الأعنف هو حصول سلسلة اشتباكات حدودية بين قطر والسعودية عام 1992،ادت لسقوط خمسة قتلى،وكذلك عدم وجود سفير سعودي في قطر لمدة خمس سنوات منذ عام 2002،وذلك بسبب ما تبثه قناة الجزيرة من تحريض ضد العائلة الحاكمة في السعودية،وكذلك كانت هناك خلافات قطرية – إماراتية على خلفية منح دبي الإقامة للأمير القطري الذي اطيح به عام 1995،كما حصلت اشتباكات بين قطر والبحرين،وخلافات على نحو أصغر بين الفترة والأخرى بين السعودية وسلطنة عمان والامارات العربية.
والخلافات كانت تتركز بالأساس بين السعودية الأكثر سكاناً والتي تريد الهيمنة على المجلس وتوجيه سياساته بما يخدم سياستها ورؤيتها للأمور في المنطقة عربيا واقليميا ودوليا،وقد حاولت في عام أواخر 2011 ان يشكل مجلس التعاون اتحادا اقوى على اساس سياسة خارجية وأمنية مشتركتين،ولكن عمان بشكل رئيس والكويت لم تتحمسان لهذه لفكرة،حيث كان هدف السعودية من ذلك تشكيل حائط صد أمام ايران لمنع تمددها وتأثيرها على الأوضاع الداخلية في دول الخليج،ولمنع أي تراخي دولي ضد برنامجها النووي،وبما يهدد الدور والمكانة العربية والإقليمية والدولية للسعودية،ولتكتشف لاحقاً بأن عمان قد قادت محادثات سرية من خلف ظهرها بين امريكا وايران للإتفاق حول برنامجها النووي،وبين قطر الامارة الميكروسكوبية،والتي كانت تعتقد بأن الكاز والغاز والنفط لديها،وأسطولها الإعلامي "الجزيرة" والدعم الخارجي توفر لها القيام بدور عربي وإقليمي ودولي اكبر بكثير من حجمها الطبيعي،وهذا ما بدى واضحاً في دورها ودعمها لما يسمى بثورات الربيع العربي،وسطوتها على قرارات الجامعة العربية،ولتصبح الآمر الناهي في كل ما يتعلق بالشأن العربي،وليتراجع هذا الدور بعد الفشل القطري في سوريا.

ولكن كل ذلك لم يثن قطر عن مواصلة دعمها للقوى المتطرفة في سوريا وجماعة الإخوان المسلمين في مصر،والتحريض على جيرانها وحلفائها الخليجيين،وبث "جزيرتها" ومفتيها ومفتي الإخوان القرضاوي للسموم والتحريض عليها،المر الذي دفع بثلاثة من دول المجلس السعودية والامارات العربية والبحرين لسحب سفرائها من قطر،وإغلاق قنوات فضائية "الجزيرة".

بإنتظار ما تؤول إليه الأوضاع والتطورات عقب هذه القرارات،فإن مجلس التعاون الخليجي يواجه تحدياً مصيرياً يهدد بإنفراط عقده وتفككه.
القدس المحتلة – فلسطين

8/3/2014
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الثامن من آذار المرأة الفلسطينية والعربية،إضطهاد،قمع ومصا ...
- هل ينجح اوباما في الضغط على -أزعر الحارة-..؟؟
- -داعش- والجزية
- مخاطر أسرلة التعليم جدية وحقيقية
- سوريا :- تصعيد وحسم عسكري يسبق جنيف(3)
- أين القدس...يا أبا غالب محافظ ووزير شؤون القدس..؟؟
- ثمة تغيرات ذات طابع استراتيجي في المنطقة
- لا بديل عن تكامل الجهد الشعبي لمواجهة مخططات تهويد وأسرلة ال ...
- أنقذونا من حفلات ودروع التكريم
- ثمة تساؤلات مشروعة
- لماذا تريد السعودية القفز من-التعاون- الى -الإتحاد- الخليجي. ...
- جنيف (3) جنيف الحسم
- تمديد وحل إنتقالي
- في ذكرى الحكيم
- مصر على خطى سوريا
- جنيف (2) لتنفيس الفرقاء وجنيف (3) الحسم
- لماذا كل هذا الخذلان للقدس..؟؟
- مفارقات فارقة
- اسرائيل....تحريض وانتهاك مستمرين...!!!
- هل سيضعنا جنيف(2 ) أمام نظام إقليمي جديد..؟؟


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - مجلس التعاون الخليجي تحدي مصيري