أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رفعت نافع الكناني - المرأة العراقية بين مطرقة التطرف الديني وسندان الأرهاب















المزيد.....

المرأة العراقية بين مطرقة التطرف الديني وسندان الأرهاب


رفعت نافع الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 00:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بمناسبة العيد العالمي للمرأة والذي يصادف يوم 8 أذار من كل عام ... نزف اجمل التهاني والتبريكات للمرأة في كل مكان ، ونحيي كفاحها ونضالها في سبيل نيل حقوقها وتبوء مكانتها التي تليق بها في كافة مجالات الحياة على اعتبار ان حقوقها وحريتها وكرامتها هي جزء لايتجزأ من حقوق الانسان الرئيسية . وانصافا لتاريخ المرأة العراقية نؤكد انها لعبت دورا كبيرا وفعالا بجانب اخيها الرجل في مسيرة الكفاح والاستقلال على مدى اكثر من ثمانين عام من تاريخ العراق المعاصر . لقد ناضلت بحزم وقوة من اجل نيل حريتها واطلاق طاقاتها الخلاقة للتخلص من وباء الامية والجهل والتغييب واساليب العنف الكثيره . وسجل التاريخ للمرأة العراقية أرثا مشرفا لوقوفها مع الرجل في مراحل مختلفة من تاريخ العراق السياسي وتعرض الكثير منهن للاعتقال والتعذيب والموت في مسيرتهن الكفاحية .

لقد كانت المرأة الضحية الاولى لنتائج الحروب التي شنها النظام السابق في الداخل وخارج البلاد ، فهي وحدها تحملت نتائج تلك الحروب العبثية والتي تركت اثارا نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية اثقلت كاهلها ، فزادت نسبة الارامل وارتفعت اعداد الايتام والمشردين وظهرت حالة لم يكن المجتمع يعرفها مثل زوجات الاسرى والمفقودين والمغيبين . هذة الوقائع التي عاشها العراق اثرت بشكل كبير على واقع الاسرة العراقية عامة وواقع المرأة بصورة خاصة وانتج هذا الواقع أسر مفككة تعيش الاحباط والضياع يلفها الخوف والتشاؤم واليأس ، واطفال لايجدون الرعاية والعناية والمتابعة . كل هذة الظروف اضافت اعباء كبيرة وثقيلة تحملتها المرأة العراقية اضافة لما تعانية من قبل المجتمع والمتطرفين والتقاليد وقوانين العشيرة من تغييب وتضييق وتقليل لدورها وما يمكن ان تلعبة جنب اخيها الرجل في كافة المجالات .

بعد ان سقط نظام صدام في 9 نيسان 2003 كان للمرأة حلم كبير بان تلعب دورا اكبر في الحياة السياسية والمشاركة الفاعلة في تخطيط وبناء العراق الديمقراطي الجديد وترسيخ حقيقي لحقوقها بالعودة الى قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 الذي صدر في عهد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم الذي احتوى على مكاسب وحقوق كثيرة للمرأة العراقية قبل اكثر من نصف قرن من الزمان ، والذي الغاه مجلس الحكم في خطوة تمثل تراجعا كبيرا بحق المرأة والاسرة العراقية والحداثه واستعاض عنة بمشاريع قوانين تحمل الطابع الطائفي والديني . واخر تلك القوانين المقترحه ، قانون الاحوال الشخصية الجعفري الذي اعلن عنه وزير العدل حسن الشمري الذي اثار موجه من الاعتراض وعدم القبول لانة لايلبي طموح المرأة العراقية المعاصرة وان الوقت غير مناسب لطرحة في الوقت الحاضر لان هناك اولويات تفرض نفسها مثل توفير الامن والخدمات وفرص العمل وفرض القانون وتفعيلة وتثبيت اسس الدولة المدنية الحديثة .

في ظل هذا الواقع تراجع دورالمرأة من خلال عدم اعطائها الفرصه لاثبات وجودها بسبب الطروحات التي تصدر من قبل الكثير من السياسيين المتأسلمين ورجال الدين المتشددين والتي لاتؤمن باعطاء دور فعال وحقيقي للمرأة وتحاول الحط من قدرها والتقليل من شأنها وارساء مفاهيم خاطئة وغير واقعية تنظر للمرأة على انها مسلوبة الارادة وغير جديرة بالثقة ولا يمكنها المساهمة في صنع القرار، وهذا مخالف للواقع واثبت التجارب بطلان هذة الطروحات ... كل هذا ادى الى زيادة تحجيمها واقصائها من تحمل مسؤولياتها والايحاء بعدم قدرتها لتحمل المسؤولية . اضافة لما تتعرض لة من مضايقات في مواقع العمل والدراسة والشارع بسبب المظهر او الملبس او الرأي ، وانتشار ظاهرة التحرش الجنسي والجسدي التي اصبحت للاسف ظاهرة عامة تنتشر في مجتمعتنا الاسلامية والتي شملت ايضا المحجبات ولابسات اللباس الاسلامي المتشدد !! وهي ظواهر شاذة وغريبة على واقعنا وثقافتنا ، ولكنها استفحلت وتنامت في ظل هذة الانظمة التي تسير بالمجتمع نحو الخراب والضياع والمتاهات .

ان التغيرات السياسية التي حدثت في العراق بعد 2003 وما تبعها من تغيرات في العديد من البلدان العربية والتي اطلق عليها بمرحلة الربيع العربي افرزت واقعا جديدا واحدثت هزات عنيفة شملت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية ، ورافق هذا الواقع الجديد صعود تيارات دينية بغلاف سياسي تريد فرض منهاجها الايديوجي مما خلق نوع من التصادم بينها وبين تيارات دنية متطرفة من طرف اخر ، وكانت النتيجة انتشار ظاهرة الارهاب التي فتكت بمجتمعاتنا ، ونتائجها مئات الالوف من الضحايا الابرياء وانهارا من الدماء البريئة التي تسيل على اديم الوطن ، وانهيار تام للبنى التحتية ومرافق البلاد كافة وما تبعها من سقوط اخلاقي تمثل بالفساد الذي يلف جميع اوجه الحياة ، وما يعيشة المجتمع من محنة التفرج على واقع خطير تمثل بصراع الارادات الضيقة التي ينتمي لها المتصارعون بعيدا عن مصلحة الشعب والوطن ، وكان الشعب يأمل من التغيير بناء دولة المواطنة والقانون والحقوق المشروعة .

كل هذة المعطيات أثرت بشكل كبير على واقع المرأة وكانت هي الضحية رقم واحد من الارهاب ، ومن نتائجها كثرعدد الارامل والايتام والمعيلات لاهلهن لفقدان الزوج والاخ والوالدين وزدادت العنوسة وفقدان المعيل ، وكثر التطرف الفكري ضدها وزدادت النظرة الدونية لها ، وكثرت الاتهامات لاخلاقها وشوهت سمعتها على اعتبار انها خلقت لمتعة الرجل وتلبية طلباتة الجنسية وتعددت انواع واشكال الزيجات خارج المألوف والمنطق والدين ، والواقع الذي تعيشة مدن الانبار من خلال سيطرة الارهاب على تلك المدن خير شاهد على ذلك ، فكانت المرأة المتضررة الاولى نتيجة السياسات البشعة التي انتهجت ضد انسانيتها وكرامتها ووجودها . الوقائع على الارض اثبتت بالدليل القاطع ان الارهاب التكفيري والفكري المتخلف يريد ان يجعل من العراق منطلقا لتسويق فكرة الظلامي المتخلف وبدعم من جهات سياسية ودينية محلية وخارجية الى مناطق اخرى من المنطقة ليحل بنا وبالمنطقة الخراب والدمار والتخلف والتحجر ... ونرجع الى وحشية العصور المتخلفة التي يؤمنون بافكارها واضفاء العبودية على البشر من خلال نصوص اوهموا الاخرين بأنها منزلة من السماء . لتصطف كل القوى السياسية الوطنية لانتشال البلاد من هذا الواقع الخطير وتتضافركل الجهود لدحر الارهاب والتطرف الديني وخلق واقع جديد .



#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتم الصوت خطر يهدد العراقيين دون استثناء
- من شباط 63 الى شباط 2014 ... نفس القطار والوجوه
- دعم الجيش في معركتة ضد الارهاب ومثيري الفتنة
- الانبار ... مفترق طرق أم ماذا
- في الانبار تداخلت الخنادق والعدو ... واحد
- استخدام خدمات الرعاية لما بعد الولادة في عينة من النساء في ب ...
- بغداد لاتستجيري عبعوب وجلوب !!
- هل نترك الأرهاب بالتوسع والتمدد والانتشار ؟
- الهجمات الارهابية على اربيل لها اكثر من دلالة
- قبائل بني كنانة دورهم الديني والسياسي والثقافي ...
- الخوف من دعوة السعودية لشيوخ عشائر العراق
- التظاهر السلمي حق واحترام القانون واجب
- من منكم يبرء نفسة ايها السادة ؟
- نقابة الصحفيين العراقيين ... ومن الحب ما قتل !!
- ديوان بايوس في الحرية والمرأة
- تهنئة لرجال الصحافة والاعلام في العراق ...
- وزارة الصحة العراقية .. من المسؤول عن قتل اطفالنا ؟
- القائد العام للقوات المسلحة ... الشعب مرعوب في بغداد
- صلاة جماعة ام صلاة موحدة ام صلاة أستسقاء !!
- هل تستطيع ان تؤمن لطفلي حفاظات ياسيادة المرشح ؟


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رفعت نافع الكناني - المرأة العراقية بين مطرقة التطرف الديني وسندان الأرهاب