أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - الشلام عليكم














المزيد.....

الشلام عليكم


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 10:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


القارئ المتابع للحركة الأدبية الفلسطينية سيعلم فوراً أن العنوان أعلاه هو أحد تجليات « ناي الأرض المحتلة « الكاتب والشاعر الراحل الدكتور عبد اللطيف عقل، المتمرد صاحب الأسلوب الصارخ المتهكم عن سبق إصرار وترصد، وهو يصفع في حينه كل تجار الأرض بجمر الكلام.

وكي لا نترك الأمر للتأويل فإن استحضار عنوان الدكتور عبد اللطيف، في ظل ما نمر به من حالة رمادية قاتمة، لا تنذر إلا بالانزلاق، إنما جاء عن قصد لا ليصفعَ تجار الأرض، وإنما ليستصرخ قادة هذا الوطن، أن أوقفوا المفاوضات.. نعم هذا العنوان جاء يرفض فكرة أن الحياة مفاوضات، أن تُصادر أرضنا ونفاوض، أن تُهود قدسنا ونفاوض، أن تُقسم بيوتنا بجدار عنصري ونفاوض، والأهم أن يُستباح دمنا ونفاوض، أن نرفع شعاراتنا ونذهب لذاك التفاوض الذي يدفعنا للجلوس إليهم في حوار سمج منزوع الفعل، يطولُ ويتسعُ لتغيب معالم الطريق نحو حريتنا.

ولذا أكرر ما أؤمن به، أن في الحوار يكمن الشيطان مرتدياً كل التفاصيل.

في الحوار..

تجدُ القلبَ في الجانب الأيمن، فيصبحُ لِزاماً إدارةُ الرأسِ قليلاً نحو الأيسر.

في الحوار..البلادُ مرتفعةٌ باتجاهِ السماء، حيثُ تُفتحُ الحدود، أو حيثُ كلَ شيءٍ يصيرُ حداً

في الحوار..الوجوهُ صافيةٌ، والأشكالُ دقيقة، والأصواتُ المتداخلةُ للمنتصرينِ والخاسرين

أصواتُ احتكاكٍ تفاوضيٍ أو مقاربة، سمها ما شئت، لا فرق، الفرقُ الوحيد، أنها مجابهةٌ،

كما لوكنا نحوّلُ الدمَ إلى حبر.

في الحوار.. صوتُ قهقةٍ، ونقرُ أقدام، وحديثٌ دافئٌ

أطفالٌ ثلاثةٌ أصحاء: واحدٌ في المصحة، واثنانْ ميتان.

في الحوار..ثمةَ أشياءٌ كثيرةٌ علينا أن نثقَ بها،

بكتلِ الثلجِ التي تتشبثُ بسفحِ الجبل، أن اللحنَ الطويل الشجي، عُزفَ على وترٍ مقطوع،

بوعودِ الصمت، وابتساماتِ التفاهمِ الصفراء

أن الأرضَ المصادرة، لا تخُصُنا، وأن الرصاصةَ في الرأسِ، لضروراتِ التهوية، والقتلى ليسوا شهداء.

في الحوار..كُتبت للمرةِ الأولى، جُملٌ قصيرة، تنكحُ نفسَها بنفسِها، وتقول:

لسنا على عجلةٍ من أمرنا، فما دُمنا في منأى عن الريحِ، يُمكنُ أن نسمعَ العُشبَ ينمو.

في الحوار.. يؤكدونَ أن الخطرَ في كلِ مكان، في مدخنةٍ عاليةْ.. في صحنٍ مفتوح..

في تجعداتِ الماء.. في قاموسِ الخُرافات.. في ضفدعٍ تحوّل فجأةً إلى حمامةِ سلام.

في الحوار..توصلوا إلى صياغةٍ مليئةٍ بالندوب، ورحابةٍ في صدرٍ ضيق

قبرٌ واحدٌ مشتركٌ لا غير، سقفٌ واحدٌ مشتركٌ لا غير، وإن رفعَ أحدكُم الرأس، تخلى مبكراً عن مهمتهِ، أن يكونَ خانعاً، فأطلقنا عليه النار.

في الحوار.. الأملُ حقيبةٌ مدرسيةٌ مثقوبةٌ بالرصاص، لأن الصورَ في الذاكرةِ أكثرَ وضوحاً، والرؤيةُ مباشرة، كدولابٍ يصيرُ بطيئاً في المخيلة، والترقيمُ شفوي، أو عسكرٍ على رقعةِ شطرنج، يتقدمُ خطوةً للأمام، وخطوتين للخلف، مبللٌ، وثقيل، كفراشةٍ خرجت لتوها من الشرنقة.

هنا يُمكنُ للسلامِ أن يجيءَ قطرةً، قطرة.. ربما بعدَ عام، وربما بعدَ قرن

المهم أن يبقى المصلُ في المشفى، لنُحيلَ العسرَ يسراُ، وننحي الشمس.

ونقول الشلام عليكم



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوف ننتصر يومًا ما
- تسريبة وأربعة مشاهد
- اللصوق بالمتر المربع والدولار المكعب
- أبغض الحلال
- هناك باب.....
- ما هَمَّ...
- خللٌ في نطقِ الآه..
- كلُّ ما في الأمر....
- أنا والموت....
- مصر يامه يا بهيه…
- قبل آوان الصمت...
- نديمُ الوجع...
- قاب فخٍ أو أدنى....
- إلا أنت.......
- اعتذار غير مقبول
- الدال والمدلول
- لمحة عن «جاليريا- الريماوي صبٌ على نارٍ هادئة
- إلى متى؟!
- أبناءُ منْ نحن؟!
- الإخوان في الميزان


المزيد.....




- لماذا اعتبر البعض في ليبيريا إشادة ترامب بإتقان رئيسهم للغة ...
- ماذا نعرف عن التحقيق مع مديري FBI و CIA السابقين بسبب -روسيا ...
- تونس: مهرجان قرطاج الدولي يلغي حفل هيلين سيغارا عقب انتقادات ...
- إنقاذ 6 واستمرار البحث عن 15 من طاقم سفينة أغرقها الحوثيون ف ...
- واشنطن تطالب هارفارد بسجلات المشاركين في احتجاجات غزة
- أمريكا: الحوثيون اختطفوا ناجين من طاقم السفينة -إترنيتي سي- ...
- حماس تصر على مطالبها ونتنياهو يريد صفقة -لكن ليس بأي ثمن-
- كيف يمكن الاستدلال على صحة الجسم عن طريق مُخاط الأنف؟
- البرازيل تستدعي القائم بالأعمال الأميركي بعد إعلان ترامب دعم ...
- تعرّف على الجانب الأجمل من إيطاليا الذي يجهله السياح


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - الشلام عليكم